حرب النسا في التراث المغربي

المعطي الخريبكي
المؤلف المعطي الخريبكي
تاريخ النشر
آخر تحديث



حيل النساء على الرجال حرب النسا في التراث المغربي

 ما معنى "حرب النسا ؟

في المغرب، لما يقولوا "حرب النسا"، ما كيتكلموش على حرب بالسلاح، لا، بل كيحكيو على ذكاء النساء وحيلهن في التعامل مع الرجال. هاد التعبير الشعبي يعكس فكرة قديمة في الثقافة المغربية، وهي أن النساء، رغم أنهن كانوا في الماضي يعيشون في مجتمع ذكوري، إلا أنهم كانوا يعرفون كيف يستعملون عقلهن ودهاءهن باش يوصلوا للي بغاو، سواء كان في البيت، السوق، أو حتى في القرية. "حرب النسا" كانت دايماً مليئة بالضحك والفكاهة، لكن فيها دروس كبيرة على الحياة.

حكاية: زينب والبخيل سي عبد القادر

في قرية صغيرة قرب مراكش، كان في رجل اسمه سي عبد القادر، معروف في القرية ببخله الشديد. كان سي عبد القادر متزوج من زينب، وهي مرا ذكية وحنّانة، لكنها كانت دايماً تعاني من بخله. كلما طلبت منه فلوس باش تشتري شي حاجة للبيت، كان يقول لها: "ما عنديش! الدراهم ما كتكفيش!" حتى اللحم ما كانش يشتريه إلا في العيد الكبير.

في يوم من الأيام، قررت زينب أنها تعلم سي عبد القادر درساً ما ينساهوش. كان عندهم دجاجة وحيدة في الدار، وكانت زينب كتعتني بيها باش تجيب البيض. قالت زينب في بالها: "إذا ما شراليش اللحم، غادي نخليه هو اللي يجيبه بيديه!"

في الصباح، قتلت زينب الدجاجة، وطبختها في الطاجين مع الزعفران والبصل، وخلّت الريحة تملّي الدار. لما رجع سي عبد القادر من السوق، شم الريحة وقال: "آه، يا زينب! هاد الريحة زوينة بزاف، واش شريتي اللحم؟" ضحكت زينب وقالت: "لا يا راجل، ما شريتش اللحم، هادي دجاجتنا اللي كانت تبيض، قتلتها وطبختها!"

سي عبد القادر زاد فيه الغضب وقال: "كيفاش تقتلي الدجاجة؟ هاديك اللي كتعطينا البيض كل يوم!" ردت عليه زينب بهدوء: "يا راجل، أنا كنت باغا نشري اللحم، لكن قلتي ما عندكش فلوس! الدجاجة هادي هي اللي ضحيت بيها باش ناكلوا شي حاجة زوينة!"

سي عبد القادر حس بالخجل، وفي اليوم التالي، مشى للسوق واشترى كيلو لحم وجابه لزينب، وقال لها: "من اليوم، كلما بغيتي شي حاجة للبيت، قوليلي وما نساليش!" زينب ضحكت في قلبها، وقالت: "حرب النسا ديما كتغلب!"

حكاية : فاطمة والجارة الحسودة

في حي شعبي في الدار البيضاء، كانت فاطمة معروفة بذكائها وحسن تصرفها. كانت متزوجة من سي محمد، رجل طيب لكنه كان ساذجاً وكان كل شي يصدّق. كانت عندهم جارة اسمها خديجة، وكانت حسودة بزاف، دايماً كتحاول تخرّب على فاطمة حياتها.

في يوم من الأيام، شافت خديجة سي محمد في السوق، وقالت له: "يا سي محمد، سمعت أن فاطمة كتعطي فلوسك لأخوها من وراك، وكتشتري بيهم ذهب!" سي محمد رجع للدار معصب، وقال لفاطمة: "واش صحيح كتعطي فلوسي لأخوك؟" فاطمة، بدل ما تعصب، ضحكت وقالت: "يا راجل، أخويا عنده دار وما محتاجش فلوسي! هادي خديجة كذابة، وأنا غادي نوريك!"

في اليوم التالي، لبست فاطمة جلبابها وخرجت قدام الدار، وبدات كتعيط: "يا خديجة، يا خديجة! سمعت أنك مريضة بزاف، وقلت نجي نشوفك!" خديجة خرجت من دارها مستغربة، وقالت: "أنا مريضة؟ ما عندي والو!" ردت فاطمة قدام الناس: "آه، إذا ما كنتيش مريضة، علاش كتقولي كلام كذوب على الناس؟ الكل عارف أنك كذبتي عليا وعلى راجلي!"

خديجة حسّت بالخجل قدام الجيران، ومن يومها، ما عادتش تحكي على فاطمة. سي محمد ضحك وقال: "يا فاطمة، أنتِ فعلاً حرب النسا، ما كاينش اللي يقدر عليك!"

لماذا "حرب النسا" جزء من التراث المغربي؟

الحكايات ديال "حرب النسا" في المغرب كانت دايماً تُحكى باش تعلّم النساء كيفاش يتعاملوا مع المواقف الصعبة في حياتهم اليومية، سواء مع أزواجهم، جيرانهم، أو حتى في السوق. النساء المغربيات في الماضي كانوا يعتمدون على ذكائهن وحيلهن باش يحافظوا على بيوتهم ويعيشوا بكرامة في مجتمع كان فيه الرجل هو اللي كيقرر.

في نفس الوقت، هاد الحكايات كانت مليئة بالفكاهة، وكانت تُحكى في السهرات العائلية أو في الأعراس، باش الناس تضحك وتتسلى. "حرب النسا" ما كانتش حرب حقيقية، بل كانت رمز للذكاء والصبر والقدرة على مواجهة التحديات بابتسامة.

الحكمة من الحكايات

الحكايات ديال "حرب النسا" تُعلّم قيم كثيرة: الذكاء في حل المشاكل، الصبر على الزوج حتى لو كان بخيل أو ساذج، والقدرة على مواجهة الحسد والكلام الكذوب بطريقة ذكية. كما أنها تُظهر أن النساء المغربيات، حتى في الماضي، كانوا قويات وعندهم دور كبير في المجتمع، رغم الصعوبات.

تحليل النص

الطابع المغربي: النص مكتوب بأسلوب شعبي مغربي، مع استخدام تعابير مثل "حرب النسا" و"زوينة" و"كذابة"، ليعكس اللغة التي يستخدمها الناس في الحياة اليومية. الحكايات مستوحاة من التراث المغربي، مع التركيز على المواقف الاجتماعية الشائعة (البخل، الحسد).

الهدف: النص يجمع بين الفكاهة والحكمة، وهو ما يتماشى مع الحكايات الشعبية التي كانت تُروى في المغرب.

خلاصة النص يتحدث عن "حرب النسا"، وهي حيل النساء الذكية في التعامل مع الرجال، من خلال حكايتين شعبيتين مغربيتين (زينب والبخيل، فاطمة والحسودة). النص مكتوب بأسلوب فكاهي وتعليمي، ويتماشى مع التراث المغربي. 

سؤال : "هل سمعت بحكايات حرب النسا من جدتك أو أمك؟ شاركنا قصة مضحكة و السلام عليكم .


تعليقات

عدد التعليقات : 0