نوايا حزب الاصالة و المعاصرة (PAM)

المعطي الخريبكي
المؤلف المعطي الخريبكي
تاريخ النشر
آخر تحديث



نوايا حزب الأصالة والمعاصرة لانتخابات 2026

حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يُعتبر جزءًا من التحالف الحكومي الثلاثي إلى جانب حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال، بدأ استعداداته المبكرة لانتخابات 2026 بهدف واضح: تصدر الانتخابات والظفر برئاسة الحكومة. إليك التفاصيل:

التحضير المبكر:

أعلن سمير كودار، رئيس قطب التنظيم في الحزب، في مايو 2024، أن الحزب بدأ التحضير لانتخابات 2026 من نهاية 2024. وأكد أن الحزب، الذي حل ثانيًا في انتخابات 2021 (بـ 87 مقعدًا)، يطمح لتبوؤ المرتبة الأولى في 2026.

خطة التحضير تشمل إنهاء المؤتمرات الجهوية بحلول سبتمبر 2025، ثم تخصيص عامين كاملين (2025-2026) للاستعداد الانتخابي، مما يعكس استراتيجية طويلة الأمد.

تعزيز التنظيم الداخلي:

الحزب يسعى لترتيب بيته الداخلي بعد أزمات سابقة. في أكتوبر 2024، جمّد الحزب عضوية صلاح الدين أبو الغالي، أحد أعضاء القيادة الثلاثية، بسبب خلافات قانونية وأخلاقية، واستبدله بـفاطمة السعدي. القيادة الثلاثية الحالية تضم فاطمة الزهراء المنصوري، محمد المهدي بنسعيد، وفاطمة السعدي.

هناك حديث عن احتمال عقد مؤتمر استثنائي لانتخاب أمين عام واحد بدلاً من القيادة الثلاثية، لتوحيد الصفوف وزيادة الكفاءة التنظيمية.

التنافس مع حزب التجمع الوطني للأحرار:

الحزب يرى في نفسه منافسًا مباشرًا لحزب التجمع الوطني للأحرار بقيادة عزيز أخنوش. المحلل السياسي رشيد لزرق أشار في أكتوبر 2024 إلى أن الصراع في 2026 سيكون محتدمًا بين "الجرار" (الأصالة والمعاصرة) و"الحمامة" (التجمع الوطني للأحرار)، حيث يطمح الأول لقيادة الحكومة لأول مرة، بينما يسعى الثاني لولاية ثانية.

الحزب يراهن على استقطاب النخب والمناضلين الجدد لتعزيز حضوره، خاصة في المناطق التي حقق فيها نتائج جيدة سابقًا مثل الريف (كما يظهر من ترشيحات سابقة مثل فاطمة السعدي في الحسيمة).

الخطاب السياسي:

منذ تولي عبد اللطيف وهبي الأمانة العامة في 2020، تغير خطاب الحزب. في السابق، كان يركز على مواجهة حزب العدالة والتنمية (ذو المرجعية الإسلامية)، لكن وهبي فتح قنوات حوار مع جميع الأحزاب، بما في ذلك العدالة والتنمية، وأبدى استعداده للتحالف معه إذا اقتضت النتائج ذلك (كما صرح للجزيرة نت في 2021).

الحزب يروج لنفسه كبديل ديمقراطي يجمع بين الأصالة والحداثة، مع التركيز على قضايا الشباب والنساء، كما يظهر من ترشيحاته السابقة (مثل إبراهيم بنديدي في تنغير 2021).

الموارد المالية:

الحزب يعاني من تحديات مالية. سمير كودار أشار إلى أن الحزب لا يستطيع دفع كراء جميع مقراته، باستثناء الأمانات الجهوية، مما يعني أن الأمانات المحلية قد تضطر للمساهمة في التكاليف. هذا قد يحد من قدرته على التعبئة الشاملة مقارنة بحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يستفيد من موارد عزيز أخنوش.

تحليل نقدي

القوة والفرص:

الحزب يمتلك قاعدة انتخابية جيدة (ثاني أكبر حزب في 2021)، وتحالفه الحالي مع حزب التجمع الوطني للأحرار يمنحه نفوذًا حكوميًا، مما قد يساعده في تعبئة الناخبين.

تحسن خطابه السياسي تحت قيادة وهبي، وانفتاحه على التحالفات، قد يجذب أصواتًا جديدة، خاصة في ظل تراجع حزب العدالة والتنمية.

تركيزه على الشباب والنساء (كما يظهر من ترشيحات سابقة مثل فاطمة السعدي ورشيدة انكي) قد يعزز شعبيته بين هذه الفئات.

التحديات:

الأزمات الداخلية (مثل تجميد عضوية أبو الغالي) قد تُضعف تماسك الحزب إذا لم يتم حلها سريعًا. وجود قيادة ثلاثية قد يُشتت القرار، والتأخر في انتخاب أمين عام قد يُضعف الحزب أمام منافسه الأقوى، حزب التجمع الوطني للأحرار.

التحديات المالية قد تُعيق حملاته الانتخابية، خاصة مقارنة بموارد أخنوش المالية والرمزية.

سمعة الحزب كـ"حزب إداري" مرتبط بالقصر (كما أسسه فؤاد عالي الهمة في 2008) قد تُثير شكوك الناخبين، خاصة مع انعدام الثقة العام في الأحزاب المغربية.

السياق العام:

المعارضة (مثل العدالة والتنمية والاستقلال) قد تستغل إخفاقات الحكومة الحالية (مثل التضخم والغلاء المعيشي) لمهاجمة التحالف الثلاثي، بما في ذلك الأصالة والمعاصرة.

الناخبون يبدون استياءً من الأحزاب الحكومية، كما تظهر تعليقات شعبية (مثل "الأحزاب دمرت كل شيء حتى القيم"). هذا قد يُضعف حظوظ الحزب إذا لم يقدم برامج ملموسة.

خلاصة

حزب الأصالة والمعاصرة ينوي تصدر انتخابات 2026 من خلال تحضيرات مبكرة، تعزيز تنظيمه الداخلي، ومنافسة حزب التجمع الوطني للأحرار مباشرة. يراهن على خطاب منفتح وقاعدة انتخابية متنوعة، لكنه يواجه تحديات داخلية ومالية، إضافة إلى استياء شعبي من الأحزاب الحكومية. الصراع سيكون محتدمًا، والنجاح يعتمد على قدرته على توحيد صفوفه وتقديم برامج تلبي تطلعات الناخبين.



تعليقات

عدد التعليقات : 0