آخر المنشورات

أشبال الأطلس أبطال العالم: المغرب يحقق كأس العالم تحت 20 سنة

 إنجاز رياضي مغربي تاريخي في تشيلي 2025


إنجاز تاريخي: أشبال الأطلس يتوجون بلقب كأس العالم تحت 20 عاماً.. فرحة غامرة وإعجاب عالمي

المقدمةفي ليلة من ليالي الرياضة التي لا تُنسى، شهد ملعب الإستاديو ناسيونال خووليو مارتينيز برادانوس في سانتياغو التشيلية، يوم 19 أكتوبر 2025، حدثاً يُكتب بحروف من ذهب في سجل كرة القدم العالمية. المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، المعروف باسم "أشبال الأطلس"، حقق إنجازاً تاريخياً بتتويجه بلقب كأس العالم للشباب FIFA U-20 World Cup 2025، بعد انتصاره الساحق 2-0 على المنتخب الأرجنتيني، البطل الست مرات السابق، في المباراة النهائية. كان هذا الفوز أكثر من مجرد نتيجة مباراة؛ إنه تأكيد على صعود الكرة المغربية نحو القمة العالمية، وتتويج لسنوات من الجهد والتخطيط الاستراتيجي.يُعد هذا اللقب الأول في تاريخ المغرب في أي بطولة عالمية تحت إشراف FIFA، ويجعل المغرب الدولة العربية الأولى التي ترفع كأس العالم تحت 20 سنة، والدولة الأفريقية الثانية بعد غانا عام 2009. لم يكن الطريق إلى هذا الإنجاز سهلاً؛ فقد خاض أشبال المدرب محمد وهبي (أو محمد أواهبي كما يُشار إليه في بعض المصادر) حملة استثنائية، أطاح فيها بأقوى المنافسين، من البرازيل وإسبانيا في دور المجموعات، إلى كوريا الجنوبية في دور الـ16، والولايات المتحدة في الربع النهائي، وفرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح، قبل مواجهة الأرجنتين في النهائي.هذا الإنجاز لم يأتِ من فراغ؛ إنه ثمرة لاستثمارات هائلة في البنية التحتية الرياضية، خاصة أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت مصنعاً للنجوم الشباب. كما أنه يعكس الدعم الملكي المستمر من قبل جلالة الملك محمد السادس، الذي يُعتبر الراعي الأعلى للرياضة المغربية. في هذا المقال، سنستعرض مسار المنتخب نحو اللقب، وندخل في تفاصيل المباراة النهائية، ثم نرصد ردود الفعل المحلية والعالمية التي أغرقت وسائل التواصل والإعلام، لنختم برؤية مستقبلية لكرة القدم المغربية. إنها قصة نجاح تجسد شعار "ديما مغرب"، وتُلهم الأجيال القادمة.العرض: مسار البطولة والمباراة النهائيةبدأت رحلة المنتخب المغربي في كأس العالم تحت 20 سنة 2025 في تشيلي بقوة، حيث حصل على بطاقة التأهل من كأس أمم أفريقيا تحت 20 سنة، رغم خسارته النهائية أمام جنوب أفريقيا. كان المغرب يشارك في البطولة للمرة الرابعة فقط، وأول مرة منذ 2005، مما جعل التحدي أكبر. في دور المجموعات، الذي ضم البرازيل، إسبانيا، والمكسيك، أظهر أشبال وهبي تماسكاً دفاعياً مذهلاً وفعالية هجومية، فازوا على إسبانيا 2-0 بأهداف من ياسر الزبيري وعثمان معمة، ثم تفوقوا على البرازيل 2-1 في مباراة مثيرة، قبل الخسارة أمام المكسيك 1-0. هذا الاداء أهلهم للتأهل كأولى مجموعتهم، وأثار إعجاب الإعلام العالمي مبكراً.في دور الـ16، واجه المغرب كوريا الجنوبية، وانتصر 2-1 بفضل هدفين سريعين من الزبيري، الذي أصبح النجم الساطع للبطولة. ثم جاءت الربع النهائي أمام الولايات المتحدة، حيث سجل المغاربة ثلاثة أهداف نظيفة، مع إبراز لدور الحارس إبراهيم غوميس في التصديات الحاسمة. أما نصف النهائي، فكان الأكثر درامية؛ مواجهة فرنسا، المنافس التاريخي، انتهت بالتعادل 1-1 بعد هدف ذاتي للحارس الفرنسي، ثم فوز المغرب بركلات الترجيح 5-4، بفضل الحارس الثالث عبد الحكيم المسباحي الذي أنقذ ركلة حاسمة. هذا الفوز لم يكن مجرد تأهل؛ إنه "ثأر مصغر" للهزيمة أمام فرنسا في نصف نهائي مونديال قطر 2022، كما وصفه الكثيرون.أما النهائي، في 19 أكتوبر، فكان قمة الإبداع والانضباط. الأرجنتين، بطلة ست مرات وغير مهزومة في النهائيات منذ 1983، كانت المفضلة، لكن المغرب فرض أسلوبه. في الدقيقة 12، سجل ياسر الزبيري الهدف الأول بركلة حرة مثالية، ثم أضاف الثاني في الدقيقة 29 بعد تمريرة متقنة من عثمان معمة. سيطر الأرجنتينيون على الكرة بنسبة 75%، وأطلقوا 20 تسديدة، لكن دفاع المغرب الصلب، بقيادة إسماعيل باووف، وتصديات غوميس، منع أي تهديد حقيقي. انتهت المباراة 2-0، ورفع القائد حسام الصادق الكأس أمام حشد من الجماهير المغربية التي سافرت إلى تشيلي.كان الزبيري، لاعب نادي فاماليكان البرتغالي، بطلاً بامتياز؛ سجل خمسة أهداف في البطولة، وحصل على جائزة الحذاء الذهبي، بينما حصل معمة على الكرة الذهبية كأفضل لاعب. أكد المدرب وهبي بعد المباراة: "هذا الفوز يعود للطاقم الفني واللاعبين الذين أثبتوا أنهم يستحقون هذا التتويج". هذا الإنجاز ليس فردياً؛ إنه يعكس استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم (FRMF)، بقيادة فوزي لقجع، في بناء جيل ذهبي يجمع بين المهارة والانضباط.ردود الفعل المحلية: فرحة وطنية تغمر الشوارعفي المغرب، تحولت ليلة 19 أكتوبر إلى عيد وطني. من الرباط إلى الدار البيضاء، مروراً بطنجة ومراكش، ملأت الشوارع بالملايين الذين خرجوا يهتفون "ديما مغرب"، يلوحون بالأعلام، ويطلقون الأبواق. في وسط الدمار بغزة، رُصدت مشاهد مشابهة، حيث بارك الفلسطينيون الفوز، قائلين: "شكراً يا أبطالنا، فرحتم شعوباً أنهكتها الحرب". كانت الاحتفالات تعيد ذكريات نصف نهائي قطر 2022، لكن مع لمسة أكبر من الفخر، إذ أصبح المغرب أول دولة عربية تفوز بلقب عالمي في هذه الفئة.جلالة الملك محمد السادس بعث ببرقية تهنئة، معبراً عن "الفرحة الكبيرة والفخر بهذا الإنجاز البطولي"، ومؤكداً أن اللاعبين "أحضروا الشرف للمغرب ومثلوا أفريقيا بكرامة". أشرف حكيمي، قائد المنتخب الأول، غرد: "مستقبل كرة القدم عندنا في أيادٍ أمينة، برافو يا أبطال العالم تحت 20 عاماً!" كما هنأ الزبيري الفريق قائلاً: "كليناهم كما نقول بالدارجة، هذا الفوز مجهود جماعي ودعم من الجماهير والملك".لم تقتصر التهاني على الرياضيين؛ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية رأت في الإنجاز "تجسيداً لقيمة الإحسان والإتقان"، مستشهدة بآية قرآنية. الإعلام المغربي، مثل "موروكو وورلد نيوز"، وصف الفوز بـ"الانفجار الاحتفالي"، مشدداً على دور أكاديمية محمد السادس. على وسائل التواصل، تجاوزت الهاشتاغات #ديما_مغرب #كأس_العالم_تحت_20_سنة ملايين التفاعلات، مع مشاهد لسجود اللاعبين شكراً لله بعد الفوز.ردود الفعل العالمية: إعجاب وتهانٍ من القادة والنجومعالمياً، أثار الفوز موجة من الإعجاب. رئيس FIFA، جياني إنفانتينو، الذي حضر النهائي إلى جانب وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، هنأ الفريق قائلاً: "إنجاز يُسجل في تاريخ الكرة العالمية". الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، أرسل تهنئة إلى الملك محمد السادس، واصفاً الإنجاز بـ"التاريخي".الإعلام الدولي لم يقتصر على التهاني؛ رويترز وصف الفوز بـ"صدمة للأرجنتين"، مشدداً على أنه أول فوز عربي في البطولة. ESPN أبرز "الصدمة التاريخية"، بينما وصفت "ذا أثليتيك" الدفاع المغربي بـ"الصلب كالصخر". في أوروبا، ركزت RMC Sport على "التكتيك غير المسبوق" الذي هزم فرنسا، ووصفت AS الإسبانية المغرب بـ"قوة كروية دائمة". الاتحاد المصري لكرة القدم، عبر هاني أبو ريدة، هنأ FRMF، معتبراً الإنجاز "عربياً وأفريقياً".في العالم العربي، كانت الفرحة جماعية؛ الشيخ تركي آل الشيخ السعودي غرد: "مبروك للإخوة المغاربة، يستحقون"، بينما وصف محلل مصري هيثم فاروق الفريق بـ"أفضل في العالم". حتى في تونس والجزائر، رُصدت ردود إيجابية، رغم بعض الجدل، مع تغريدات تهنئة واسعة. أرتورو فيدال، نجم تشيلي، رحب بالإنجاز، وقال: "التحية للمغرب على هذا النجاح التاريخي".هذه الردود ليست مجرد كلمات؛ إنها اعتراف بأن المغرب أصبح نموذجاً للتنمية الكروية، مع التركيز على الشباب. كما أن الفوز أنهى سلسلة انتصارات الأرجنتين في النهائيات لمدة 42 عاماً، مما أضاف لمسة درامية عالمية.الخاتمةفي الختام، يُعد تتويج المنتخب المغربي تحت 20 سنة بلقب كأس العالم 2025 فصلاً جديداً في تاريخ الرياضة المغربية، يبني على إنجازات سابقة مثل نصف نهائي مونديال 2022 وبرونزية الأولمبياد 2024. هذا النجاح ليس نهاية؛ بل بداية لجيل يُعد لكأس العالم 2030، الذي سيقدمه المغرب مشاركاً مع إسبانيا والبرتغال. الفرحة المحلية، التي غمرت الشوارع والقلوب، والإعجاب العالمي الذي امتد من قادة الدول إلى عشاق الكرة، يؤكدان أن "أشبال الأطلس" لم يفزوا بكأس فحسب، بل بقلوب العالم.يبقى السؤال: هل سيكون هذا الجيل هو الذي يحقق اللقب الكبير؟ الإجابة تكمن في الاستمرارية، الاستثمار، والإيمان بـ"ديما مغرب". مبروك للمغرب، وللعالم العربي والأفريقي، إنجاز يُلهم ويُفخر. في عالم يتسارع فيه الزمن، أثبت الأطلس أن التاريخ يُكتب بالعزيمة والعمل الجماعي.
تعليقات