الحلقة 13: "الليل الذي لا ينتهي"
السلام عليكم.
الحلقة 13: "الليل الذي لا ينتهي"
الهواء في بلدة "ريد باين" بدأ يثقل برائحة المطاردة. كأن كل زاوية فيها صارت تعرف أن الغريب الذي يصلح السخّانات، ليس سوى "الهارب" الذي ملأت صورته الشاشات منذ شهور.
في المساء، جلس المفتش كريم أمام مدفأة نُزلٍ ريفي، يقلب أوراقًا مسرّبة من وحدة الملفات القديمة: قصاصات من تقارير طبّية، شهود نسوا الكلام، وأسماء قُطعت من الوثائق. وكان اسم "ديل مورتون" يشعّ بينها كوميض خفيّ...
في مكان آخر، كان احمد يقترب من منزل مهجور وسط الغابة. منزلٌ قالوا إنه كان آخر مكان شوهد فيه ديل قبل اختفائه.
دفع الباب، فتَفَتَّح بصوتٍ كأن الزمن يئنّ من تحته. الغرفة الرئيسية كانت مكسوّة بالغبار، لكن على الحائط، شيءٌ لم يُمسّ منذ سنوات: صورة بالأبيض والأسود، فيها رجل يرتدي معطفًا طبيًا ويصافح ضابطًا بابتسامة مشوبة بالتوتر.
كانت تلك الصورة... لرئيسه السابق في المستشفى، "د. لانسلوت فيشر".
هنا بدأ شيء في عقل احمد يُركّب صورة جديدة: ديل لم يكن عدوًا. كان شاهدًا. وكان فيشر جزءًا من شيء أعمق من جريمة قتل زوجة.
فجأة، سُمع حفيف خطوات. لم يكن وحده.
تراجع احمد خلف أحد الجدران المتكسرة، حابسًا أنفاسه. الضوء يتسلل من المصباح اليدوي... ثم يظهر صاحب الخطوات: رجل أصلع، يحمل كاميرا صغيرة... صحفي متخفي.
– "أنت هو، أليس كذلك؟ احمد..."
– "ومن أنت؟"
– "اسمي ماركو، أبحث في نفس القضية التي تحاول النجاة منها."
– "لماذا؟"
– "لأن أحدهم أرادني أن أختفي... حين كتبت مقالة عن تهريب الأعضاء داخل أحد مستشفيات شيكاغو. وقد ورد فيها اسم... لانسلوت فيشر."
هنا التقت طريقان، لم يكن يُفترض أن يلتقيا.
وقبل أن يُكملا حديثهما، دوى إطلاق نار في الخارج. سقطت إحدى نوافذ المنزل. صرخ ماركو:
– "لقد عثروا علينا!"
وأخرج احمد خريطة قديمة، أشار لممر جانبي في الغابة، وقال:
– "من هناك نخرج... ولكننا هذه المرة لا نهرب فقط... سنبدأ بالمطاردة."
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله...
حيث الخطر والهروب أصعب
لجواد الليل
الحلقة 13: "الليل الذي لا ينتهي"
الهواء في بلدة "ريد باين" بدأ يثقل برائحة المطاردة. كأن كل زاوية فيها صارت تعرف أن الغريب الذي يصلح السخّانات، ليس سوى "الهارب" الذي ملأت صورته الشاشات منذ شهور.
في المساء، جلس المفتش كريم أمام مدفأة نُزلٍ ريفي، يقلب أوراقًا مسرّبة من وحدة الملفات القديمة: قصاصات من تقارير طبّية، شهود نسوا الكلام، وأسماء قُطعت من الوثائق. وكان اسم "ديل مورتون" يشعّ بينها كوميض خفيّ...
في مكان آخر، كان احمد يقترب من منزل مهجور وسط الغابة. منزلٌ قالوا إنه كان آخر مكان شوهد فيه ديل قبل اختفائه.
دفع الباب، فتَفَتَّح بصوتٍ كأن الزمن يئنّ من تحته. الغرفة الرئيسية كانت مكسوّة بالغبار، لكن على الحائط، شيءٌ لم يُمسّ منذ سنوات: صورة بالأبيض والأسود، فيها رجل يرتدي معطفًا طبيًا ويصافح ضابطًا بابتسامة مشوبة بالتوتر.
كانت تلك الصورة... لرئيسه السابق في المستشفى، "د. لانسلوت فيشر".
هنا بدأ شيء في عقل احمد يُركّب صورة جديدة: ديل لم يكن عدوًا. كان شاهدًا. وكان فيشر جزءًا من شيء أعمق من جريمة قتل زوجة.
فجأة، سُمع حفيف خطوات. لم يكن وحده.
تراجع احمد خلف أحد الجدران المتكسرة، حابسًا أنفاسه. الضوء يتسلل من المصباح اليدوي... ثم يظهر صاحب الخطوات: رجل أصلع، يحمل كاميرا صغيرة... صحفي متخفي.
– "أنت هو، أليس كذلك؟ احمد..."
– "ومن أنت؟"
– "اسمي ماركو، أبحث في نفس القضية التي تحاول النجاة منها."
– "لماذا؟"
– "لأن أحدهم أرادني أن أختفي... حين كتبت مقالة عن تهريب الأعضاء داخل أحد مستشفيات شيكاغو. وقد ورد فيها اسم... لانسلوت فيشر."
هنا التقت طريقان، لم يكن يُفترض أن يلتقيا.
وقبل أن يُكملا حديثهما، دوى إطلاق نار في الخارج. سقطت إحدى نوافذ المنزل. صرخ ماركو:
– "لقد عثروا علينا!"
وأخرج احمد خريطة قديمة، أشار لممر جانبي في الغابة، وقال:
– "من هناك نخرج... ولكننا هذه المرة لا نهرب فقط... سنبدأ بالمطاردة."
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله...
حيث الخطر والهروب أصعب
لجواد الليل
والسلام عليكم و رحمة الله.