الحلقة 10: الصياد الصامت
السلام عليكم
الحلقة 10: الصياد الصامت
كانت الليلة مظلمةً، باردةً كأنها تتآمر على من يسير في ظلها.
كان ريتشارد كيمبل يسير وسط الأشجار في بلدة صغيرة تُدعى "مارسدن كريك"، وقد انتهى للتو من مغادرة كوخ مهجور أقام فيه الليلة الماضية. لا كهرباء، لا ماء، فقط الصمت، والصقيع، ونبض قلبه الذي صار يعرف الإيقاع الدقيق للمطاردة.
لكن شيئًا غريبًا كان في الهواء.
لقد اعتاد الخوف، واعتاد الحذر، لكنه هذه المرة شعر أن أحدًا يسبقه بخطوة... وكأن هناك من يلاحقه، لا بصفته مطاردًا، بل بصفته هدفًا مدروسًا.
في الطرف الآخر من المدينة
المفتش جيرارد تلقى مكالمة من رجل غريب قال إن طبيبًا بلا أوراق يعمل في ملجأ غير مرخص للأطفال، في بناية قديمة جنوب البلدة.
– «كيف عرفت؟»
– «دعونا نقول إنني أحب أن أُراقب... لا أن أتحدث.»
لم يكن هذا بلاغًا عاديًا.
كان صوت الرجل حادًّا، باردًا... يهمس لا يتكلم. بدا كما لو كان يصطاد... صياد صامت يلاحق طريدته، لكنه لا يريد أن يصيبها، بل فقط أن يُمسكها وهي تنهار.
ريتشارد في الملجأ
في الطابق السفلي من البناية، كان كيمبل يربط ضمادة على ذراع طفل سقط من على سلم متهالك. مديرة الملجأ، السيدة روزالي، كانت تدعوه بـ"الطبيب الغامض" وتثق به أكثر من نفسها.
قالت له ذات مساء:
– "لا أدري من أنت، لكنك تملك في عينيك شيئًا لا يملكه الأطباء الآخرون... وجعٌ قديم، يصر على ألا يُكسر أحد كما كُسرت."
لكنه لم يكن يعلم... أن البلاغ قد صدر.
وأن المفتش جيرارد كان في طريقه، ومعه كل ما يكفي ليجعل هذه الليلة غير قابلة للنسيان.
لحظة التصادم
في الثالثة فجرًا، سمع ريتشارد صوت محرك سيارة يتوقف خلف الملجأ. نظر من النافذة فرأى طيفًا مألوفًا... خطوات طويلة، وسترة داكنة، ونظرات كالصقور.
– إنه جيرارد.
في لحظة، فتح باب السرداب الخلفي، وبدأ طريقه عبر الأزقة المظلمة.
لكن المفاجأة؟
لم يكن وحده المطارد.
رجل غريب، طويل، أصلع الرأس، بوشم مريب على رقبته، كان يتبعه أيضًا... لكن ليس ليُمسكه، بل ليتخلص منه.
المواجهة الصامتة
في زقاق ضيق، بين جدارين خشنين، تقاطعت النظرات.
الصياد الغامض رفع سكينًا، لكن قبل أن يتحرك، دوى صوت:
– "تجمّد! الشرطة!"
– كان جيرارد قد سبقه بثانية واحدة.
انقلبت المطاردة إلى مشهد ثلاثي:
الهارب، والمطارد، والصياد القاتل.
لكن وسط الفوضى، فرّ الرجل الغريب... ولم يبقَ سوى جيرارد وريتشارد، يفصل بينهما جدار خرساني من الصمت والشك.
قال جيرارد:
– "هذه المرة... كنت قريبًا جدًا يا دكتور."
وردّ كيمبل، وهو يختفي في العتمة:
– "وأنت كنت قريبًا من الحقيقة... لكنك لم تلمسها بعد."
وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله
والسلام عليكم و رحمة الله.
الحلقة 10: الصياد الصامت
كانت الليلة مظلمةً، باردةً كأنها تتآمر على من يسير في ظلها.
كان ريتشارد كيمبل يسير وسط الأشجار في بلدة صغيرة تُدعى "مارسدن كريك"، وقد انتهى للتو من مغادرة كوخ مهجور أقام فيه الليلة الماضية. لا كهرباء، لا ماء، فقط الصمت، والصقيع، ونبض قلبه الذي صار يعرف الإيقاع الدقيق للمطاردة.
لكن شيئًا غريبًا كان في الهواء.
لقد اعتاد الخوف، واعتاد الحذر، لكنه هذه المرة شعر أن أحدًا يسبقه بخطوة... وكأن هناك من يلاحقه، لا بصفته مطاردًا، بل بصفته هدفًا مدروسًا.
في الطرف الآخر من المدينة
المفتش جيرارد تلقى مكالمة من رجل غريب قال إن طبيبًا بلا أوراق يعمل في ملجأ غير مرخص للأطفال، في بناية قديمة جنوب البلدة.
– «كيف عرفت؟»
– «دعونا نقول إنني أحب أن أُراقب... لا أن أتحدث.»
لم يكن هذا بلاغًا عاديًا.
كان صوت الرجل حادًّا، باردًا... يهمس لا يتكلم. بدا كما لو كان يصطاد... صياد صامت يلاحق طريدته، لكنه لا يريد أن يصيبها، بل فقط أن يُمسكها وهي تنهار.
ريتشارد في الملجأ
في الطابق السفلي من البناية، كان كيمبل يربط ضمادة على ذراع طفل سقط من على سلم متهالك. مديرة الملجأ، السيدة روزالي، كانت تدعوه بـ"الطبيب الغامض" وتثق به أكثر من نفسها.
قالت له ذات مساء:
– "لا أدري من أنت، لكنك تملك في عينيك شيئًا لا يملكه الأطباء الآخرون... وجعٌ قديم، يصر على ألا يُكسر أحد كما كُسرت."
لكنه لم يكن يعلم... أن البلاغ قد صدر.
وأن المفتش جيرارد كان في طريقه، ومعه كل ما يكفي ليجعل هذه الليلة غير قابلة للنسيان.
لحظة التصادم
في الثالثة فجرًا، سمع ريتشارد صوت محرك سيارة يتوقف خلف الملجأ. نظر من النافذة فرأى طيفًا مألوفًا... خطوات طويلة، وسترة داكنة، ونظرات كالصقور.
– إنه جيرارد.
في لحظة، فتح باب السرداب الخلفي، وبدأ طريقه عبر الأزقة المظلمة.
لكن المفاجأة؟
لم يكن وحده المطارد.
رجل غريب، طويل، أصلع الرأس، بوشم مريب على رقبته، كان يتبعه أيضًا... لكن ليس ليُمسكه، بل ليتخلص منه.
المواجهة الصامتة
في زقاق ضيق، بين جدارين خشنين، تقاطعت النظرات.
الصياد الغامض رفع سكينًا، لكن قبل أن يتحرك، دوى صوت:
– "تجمّد! الشرطة!"
– كان جيرارد قد سبقه بثانية واحدة.
انقلبت المطاردة إلى مشهد ثلاثي:
الهارب، والمطارد، والصياد القاتل.
لكن وسط الفوضى، فرّ الرجل الغريب... ولم يبقَ سوى جيرارد وريتشارد، يفصل بينهما جدار خرساني من الصمت والشك.
قال جيرارد:
– "هذه المرة... كنت قريبًا جدًا يا دكتور."
وردّ كيمبل، وهو يختفي في العتمة:
– "وأنت كنت قريبًا من الحقيقة... لكنك لم تلمسها بعد."
وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله
والسلام عليكم و رحمة الله.
✦ جواد الليل ✦