مسؤولية الأهل والحقائق المخفية وراء حادثة الطفلة غيثة
في حادثة مأساوية هزت المغرب، تعرضت الطفلة غيثة، ذات الأربع سنوات، لحادث دهس على شاطئ سيدي رحال بإقليم برشيد، أثناء لعبها داخل حفرة أعدها والدها على الشاطئ، مما جعلها غير مرئية للسائق الذي لم ينتبه إليها. هذه الحفرة غير المؤمنة، وعدم وجود رقابة مباشرة من الأب، كانا عاملين أساسيين في وقوع الكارثة.
لو كان الأب يراقب الطفلة بجانب الحفرة، لكان من الممكن أن يمنع وقوع الحادث أو يحذر السائق لكنه كان بعيدا عنها و الدليل على هذا انه قال لما راى الحادث * مشيت تنجري و رجليا مساعفونيش*. الرقابة الأبوية هي خط الدفاع الأول والأهم في حماية الأطفال من مخاطر قد تبدو بسيطة لكنها قاتلة.
تفاعل الناس على مواقع التواصل كان واسعًا، بين تعاطف وحزن، وبين توجيه انتقادات حادة. ومع ذلك، نلاحظ ظاهرة مؤسفة وهي استغلال بعض الأشخاص لهذه المآسي لكسب المتابعين والمشاهدات، عبر نشر محتوى استغلالي بعيد عن الحقيقة، مما يقلل من قيمة التضامن الحقيقي ويشتت الانتباه عن القضية الأساسية.
أيضًا، خرج والد الطفلة في تصريح إعلامي قال فيه كلمات نسبت إلى الجاني مع انه قال حرفيا «ناض داك الشخص الي من العائلة ديالو قالينا حنا عندنا لفلوس »، لكن السيد الذي هو عم الرجل قل للاب * تبعوه للمستشفى و قاليه مضرب لحساب حتى لشي حاجة *هذه العبارة التي قالها الاب ليست مؤكدة ولم يثبت صحتها. هناك احتمال أن هذه التصريحات استخدمت لتشتيت الأنظار عن مسؤولية الأب في تأمين المكان ومراقبة الطفلة، خصوصًا أن إهماله كان أحد الأسباب المباشرة للحادث.
من المهم جدًا أن نعتمد على الحقائق الرسمية والادعاءات المثبتة فقط، ونحترم سير العدالة دون إصدار أحكام مسبقة. التسرع في إطلاق الأحكام قد يؤدي إلى تطاول على العدالة وتقليل من شأنها، وهذا ما يجب تجنبه.
هذه المأساة تعلمنا درسًا صعبًا: حماية الأطفال مسؤولية مشتركة تبدأ من الأهل أولاً، وتشمل تأمين أماكن لعبهم واليقظة التامة. الإهمال ولو للحظة قد يكلف حياة بريئة، والحديث قبل معرفة الحقيقة كاملة قد يشوه العدالة ويزيد الألم.
فلنكن واعين في تعاطينا مع هذه القضايا، نتضامن بحذر وفهم، وندعم عائلات الضحايا بشكل يحترم الحقيقة والقانون، بعيدًا عن المغالطات والتشويش الإعلامي.