الحلقة 11: الوجه في الحشود
في صباح رمادي من شتاء شيكاغو، جلس الدكتور احمد في المقعد الخلفي لحافلة عامة، يعتمر قبعة سوداء ويخفي وجهه جزئيًا خلف صحيفة قديمة. كان محاطًا بوجوه لا تنظر ولا تسأل... وهذا ما جعله يطمئن – لثوانٍ فقط.
حتى وقعت عيناه على وجهٍ لم يكن من المفترض أن يراه أبدًا.
رجل، بين الأربعين والخمسين، بعين يسرى زجاجية، كان يحدّق في احمد كأنما يعرفه.
لا... ليس يعرفه فقط. إنه القاتل. القاتل الحقيقي!
ذاكرة الوجوه
مرت لحظات كالدهر، ورجفت أصابع احمد على الصحيفة.
ذلك الوجه... رآه يوم الجريمة، يوم قُتلت زوجته.
الطبيب لم ينسَ أبدًا.
والآن، ذاك الشبح الذي حوّل حياته إلى كابوس... صار حقيقيًا، يمشي بين الناس، ويبتسم بسخرية.
قرر احمد أن ينزل في المحطة التالية، لكن الرجل نزل قبله.
تبع خطواته، من شارع إلى زقاق، إلى مبنى مهجور خلف محطة القطارات.
هناك، دلف الرجل إلى الداخل... تاركًا الباب مواربًا، وكأنه يدعو احمد للدخول.
المواجهة المؤجلة
أخرج احمد هاتفًا قديماً لا يحمل أي رقم شخصي.
أراد أن يتصل بجيرارد... لكن تردّد.
هل يثق به؟ هل سيصدّقه هذه المرة؟ أم سينقضّ عليه ثانية؟
خطا بهدوء داخل المبنى... ظلام، رائحة تعفن، وأصوات خافتة.
ثم صوت القاتل:
– "كنت أعلم أنك ما زلت تبحث... أيها الطبيب."
خرج الرجل من الظل، لا يحمل سلاحًا، لكن كلماته كانت كافية لزرع الرعب.
قال وهو يدور حول احمد:
– "هناك رجال أكبر مني... إن وصلت إليّ، لن تصل إليهم."
– "لماذا قتلتها؟!"
– "لأنها رأت ما لم يكن يجب أن تراه."
قبل أن يرد، سُمع صوت من الخارج... صافرة، ثم نداء.
إنه جيرارد... ووراءه الشرطة.
الفرار الثالث
اختلطت الأصوات.
القاتل قفز من نافذة خلفية، واحمد قفز من الجانب الآخر، والشرطة اندفعت تبحث في كل زاوية.
صاح جيرارد عبر اللاسلكي:
– "لا تطلقوا النار! أعيدوا القبض على الرجل بعين زجاجية! هو الهدف!"
لكنه اختفى كالدخان.
أما احمد... فعاد ليختبئ بين الناس، وبين عيون لا تهتم، وحشود لا تتذكر.
لكن هذه المرة، كان معه شيء جديد:
اسم، ووجه، ودليل محتمل... والأمل، بأن العدالة قد بدأت تتحرك.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.
والسلام عليكم و رحمة الله.
حتى وقعت عيناه على وجهٍ لم يكن من المفترض أن يراه أبدًا.
رجل، بين الأربعين والخمسين، بعين يسرى زجاجية، كان يحدّق في احمد كأنما يعرفه.
لا... ليس يعرفه فقط. إنه القاتل. القاتل الحقيقي!
ذاكرة الوجوه
مرت لحظات كالدهر، ورجفت أصابع احمد على الصحيفة.
ذلك الوجه... رآه يوم الجريمة، يوم قُتلت زوجته.
الطبيب لم ينسَ أبدًا.
والآن، ذاك الشبح الذي حوّل حياته إلى كابوس... صار حقيقيًا، يمشي بين الناس، ويبتسم بسخرية.
قرر احمد أن ينزل في المحطة التالية، لكن الرجل نزل قبله.
تبع خطواته، من شارع إلى زقاق، إلى مبنى مهجور خلف محطة القطارات.
هناك، دلف الرجل إلى الداخل... تاركًا الباب مواربًا، وكأنه يدعو احمد للدخول.
المواجهة المؤجلة
أخرج احمد هاتفًا قديماً لا يحمل أي رقم شخصي.
أراد أن يتصل بجيرارد... لكن تردّد.
هل يثق به؟ هل سيصدّقه هذه المرة؟ أم سينقضّ عليه ثانية؟
خطا بهدوء داخل المبنى... ظلام، رائحة تعفن، وأصوات خافتة.
ثم صوت القاتل:
– "كنت أعلم أنك ما زلت تبحث... أيها الطبيب."
خرج الرجل من الظل، لا يحمل سلاحًا، لكن كلماته كانت كافية لزرع الرعب.
قال وهو يدور حول احمد:
– "هناك رجال أكبر مني... إن وصلت إليّ، لن تصل إليهم."
– "لماذا قتلتها؟!"
– "لأنها رأت ما لم يكن يجب أن تراه."
قبل أن يرد، سُمع صوت من الخارج... صافرة، ثم نداء.
إنه جيرارد... ووراءه الشرطة.
الفرار الثالث
اختلطت الأصوات.
القاتل قفز من نافذة خلفية، واحمد قفز من الجانب الآخر، والشرطة اندفعت تبحث في كل زاوية.
صاح جيرارد عبر اللاسلكي:
– "لا تطلقوا النار! أعيدوا القبض على الرجل بعين زجاجية! هو الهدف!"
لكنه اختفى كالدخان.
أما احمد... فعاد ليختبئ بين الناس، وبين عيون لا تهتم، وحشود لا تتذكر.
لكن هذه المرة، كان معه شيء جديد:
اسم، ووجه، ودليل محتمل... والأمل، بأن العدالة قد بدأت تتحرك.
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.
والسلام عليكم و رحمة الله.
✦ جواد الليل ✦