مغامرات دوار رويحين – العودة إلى الغابة ليلاً (3)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مغامرة العودة الى الغابة
مع حلول الليل، ركبنا العربة أنا وصديقي ميلود، وانطلقنا مجددًا إلى أعماق الغابة، وسط ظلام دامس، بحثًا عن شجرة الأمس التي تركنا نصفها هناك.
استغرق البحث عنها أكثر من ساعة، لكننا وجدناها أخيرًا، وبدأنا العمل على تقطيعها إلى أجزاء أصغر.
وبينما نحن منهمكون في العمل، سمعنا أصواتًا قريبة، كانت واضحة جدًا وسط سكون الليل. بدا أن هناك شخصين يتحدثان، يتساءلان عن الاتجاه الذي سيسلكانه.
توقفنا على الفور، والتزمنا الصمت. كنت ممسكًا بلجام الحصان، بينما انبطحنا على الأرض، نراقب الوضع من زاوية منخفضة، حيث كانت هناك فجوة بين الأغصان تمكننا من رؤية ما يجري.
راقبناهما لنرى إن كانا يستخدمان مصباحًا يدويًا، لكن الظلام كان حالكًا، ولم يظهر أي ضوء. بعد أن ابتعدا قليلًا، شعرنا ببعض الطمأنينة، إذ لم يكن لدينا خيار للهرب وترك العربة والحصان.
تنفسنا الصعداء، ثم عدنا لتقطيع الخشب من جديد، لكن فجأة سمعنا صوت سيارة تقترب!
نظر ميلود بحذر إلى ضوء المركبة من بعيد، ثم قال لي بحزم: "لا توجد طرق معبدة داخل الغابة، إذا كانت هناك سيارة، فلابد أنها حراس الغابة!"
انحنى قليلًا ليرى اتجاه الضوء، وكان يتحرك نحو المسار الذي سلكه الشخصان سابقًا. أدرك ميلود أن علينا الفرار فورًا، وقال لي:
"هيا بنا! إذا وجدونا هنا في هذا الوقت، سنُسجن وسيفقد الحصان والعربة!"
قفزنا إلى العربة، وانطلقنا بسرعة نحو المركز الرياضي، عبر طريق يؤدي إلى منطقة حصاين في الناحية الأخرى من طريق مكناس.
قبل أن نصل إلى الطريق، رأينا المركبة تقترب من الاتجاه الآخر، فتوقفنا نراقب ما يحدث. توقفت السيارة أمام دار السكة بالضبط.
همس لي ميلود قائلاً: "ربما ينتظروننا! يجب أن نعود إلى الغابة، ثم نخرج عبر طريق سوق الخميس."
لكن قبل أن نبدأ بالتحرك، انطلقوا هم أيضًا وأكملوا طريقهم، فشعرنا بالارتياح، وأدركنا أن الخطر قد زال.
وحين وصلنا إلى المكان الذي توقفت فيه المركبة سابقًا، تفاجأنا بوجود أكوام ضخمة من الخشب مكدسة على جانبي الطريق، أمام دار السكة!
قال لي ميلود وهو يراقب المشهد: "إنهم لصوص الأخشاب، هناك الكثير منهم في الغابة. عندما يطاردهم حراس الغابة، يقومون بتفريغ الحمولة في الطريق، كي لا يُقبض عليهم، ولا تُصادر شاحناتهم أو سياراتهم."
أضاف: "عادةً يتكفل الحراس بإزالة هذه الأكوام من الطريق لتجنب الحوادث، وهكذا يتمكن اللصوص من الفرار دون عقاب!"
عودة آمنة ولكن...
عدنا إلى الكوخ في وقت متأخر جدًا تلك الليلة، وفصلنا العربة عن الحصان.
دخل ميلود إلى بيت أمه، وأعد الشاي، ثم أحضره إلى البراكة مع الخبز والزيتون. جلسنا نتناول الطعام، ثم قال لي وهو يستعد للنوم:
"تلك الجدوع الخشبية التي ألقوها أمام دار السكة، ستكون من نصيبنا أنا وأنت إن شاء الله!"
سألته متعجبًا: "كيف؟ فهي أمام صف من رجال الدرك الواقفين هناك!"
ضحك وقال بثقة: "لا تقلق، خذ قسطًا من الراحة. في العاشرة صباحًا، سنذهب لأخذها!"
في صباح اليوم التالي...
استيقظنا، وتناولنا وجبة الفطور، ثم قال لي ميلود: "أربط الحصان بالعربة، سأقود القطيع مع أمي حتى نقطع الطريق، ثم سأعود إليك."
بعد نصف ساعة، جاء إليّ، وكانت الخميس، اليوم الذي يُقام فيه السوق الأسبوعي للمنطقة. انطلقنا، ولكن هذه المرة، في وضح النهار...
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ تابعوني في الحلقة القادمة من مغامرات دوار رويحين (4)، حيث ستكون الأحداث أكثر إثارة!
توقفنا على الفور، والتزمنا الصمت. كنت ممسكًا بلجام الحصان، بينما انبطحنا على الأرض، نراقب الوضع من زاوية منخفضة، حيث كانت هناك فجوة بين الأغصان تمكننا من رؤية ما يجري.
راقبناهما لنرى إن كانا يستخدمان مصباحًا يدويًا، لكن الظلام كان حالكًا، ولم يظهر أي ضوء. بعد أن ابتعدا قليلًا، شعرنا ببعض الطمأنينة، إذ لم يكن لدينا خيار للهرب وترك العربة والحصان.
تنفسنا الصعداء، ثم عدنا لتقطيع الخشب من جديد، لكن فجأة سمعنا صوت سيارة تقترب!
نظر ميلود بحذر إلى ضوء المركبة من بعيد، ثم قال لي بحزم: "لا توجد طرق معبدة داخل الغابة، إذا كانت هناك سيارة، فلابد أنها حراس الغابة!"
انحنى قليلًا ليرى اتجاه الضوء، وكان يتحرك نحو المسار الذي سلكه الشخصان سابقًا. أدرك ميلود أن علينا الفرار فورًا، وقال لي:
"هيا بنا! إذا وجدونا هنا في هذا الوقت، سنُسجن وسيفقد الحصان والعربة!"
قفزنا إلى العربة، وانطلقنا بسرعة نحو المركز الرياضي، عبر طريق يؤدي إلى منطقة حصاين في الناحية الأخرى من طريق مكناس.
قبل أن نصل إلى الطريق، رأينا المركبة تقترب من الاتجاه الآخر، فتوقفنا نراقب ما يحدث. توقفت السيارة أمام دار السكة بالضبط.
همس لي ميلود قائلاً: "ربما ينتظروننا! يجب أن نعود إلى الغابة، ثم نخرج عبر طريق سوق الخميس."
لكن قبل أن نبدأ بالتحرك، انطلقوا هم أيضًا وأكملوا طريقهم، فشعرنا بالارتياح، وأدركنا أن الخطر قد زال.
وحين وصلنا إلى المكان الذي توقفت فيه المركبة سابقًا، تفاجأنا بوجود أكوام ضخمة من الخشب مكدسة على جانبي الطريق، أمام دار السكة!
قال لي ميلود وهو يراقب المشهد: "إنهم لصوص الأخشاب، هناك الكثير منهم في الغابة. عندما يطاردهم حراس الغابة، يقومون بتفريغ الحمولة في الطريق، كي لا يُقبض عليهم، ولا تُصادر شاحناتهم أو سياراتهم."
أضاف: "عادةً يتكفل الحراس بإزالة هذه الأكوام من الطريق لتجنب الحوادث، وهكذا يتمكن اللصوص من الفرار دون عقاب!"
عودة آمنة ولكن...
عدنا إلى الكوخ في وقت متأخر جدًا تلك الليلة، وفصلنا العربة عن الحصان.
دخل ميلود إلى بيت أمه، وأعد الشاي، ثم أحضره إلى البراكة مع الخبز والزيتون. جلسنا نتناول الطعام، ثم قال لي وهو يستعد للنوم:
"تلك الجدوع الخشبية التي ألقوها أمام دار السكة، ستكون من نصيبنا أنا وأنت إن شاء الله!"
سألته متعجبًا: "كيف؟ فهي أمام صف من رجال الدرك الواقفين هناك!"
ضحك وقال بثقة: "لا تقلق، خذ قسطًا من الراحة. في العاشرة صباحًا، سنذهب لأخذها!"
في صباح اليوم التالي...
استيقظنا، وتناولنا وجبة الفطور، ثم قال لي ميلود: "أربط الحصان بالعربة، سأقود القطيع مع أمي حتى نقطع الطريق، ثم سأعود إليك."
بعد نصف ساعة، جاء إليّ، وكانت الخميس، اليوم الذي يُقام فيه السوق الأسبوعي للمنطقة. انطلقنا، ولكن هذه المرة، في وضح النهار...
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ تابعوني في الحلقة القادمة من مغامرات دوار رويحين (4)، حيث ستكون الأحداث أكثر إثارة!
و السلام عليكم و رحمة الله.