أحرار أوروبا يسيرون إلى غزة... قلوبهم أقوى من الحدود
مقدمة
تعد "المسيرة الأوروبية إلى غزة" واحدة من المبادرات التضامنية البارزة التي أطلقها نشطاء أوروبيون ودوليون للتعبير عن رفضهم للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. تهدف هذه المسيرات، التي غالبًا ما تضم سياسيين، ناشطين حقوقيين، صحفيين، وأفرادًا من المجتمع المدني، إلى كسر الصمت الدولي وتسليط الضوء على المعاناة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
خلفية الحصار
منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة عام 2007، فرضت إسرائيل حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا خانقًا على القطاع، بدعم جزئي من الجانب المصري، بحجة منع وصول الأسلحة إلى الفصائل المسلحة. هذا الحصار أدى إلى تدهور كبير في الأوضاع الإنسانية، إذ يعاني سكان غزة من انقطاع الكهرباء، نقص الأدوية، وتقييد حرية التنقل والعمل.
ما هي المسيرة الأوروبية إلى غزة؟
المسيرة الأوروبية إلى غزة (European Campaign to End the Siege on Gaza) هي حملة شعبية أوروبية انطلقت مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وتهدف إلى رفع الحصار عن غزة من خلال تنظيم قوافل برية أو بحرية تصل إلى الحدود الفلسطينية أو تسعى لدخول القطاع، محملة بالمساعدات الإنسانية.غالبًا ما تمر هذه المسيرات عبر دول عربية مثل مصر أو تنطلق من موانئ أوروبية عبر البحر المتوسط، وتلقى دعمًا شعبيًا واسعًا، لكن في كثير من الأحيان تُمنع من الوصول إلى غزة بسبب القيود السياسية والأمنية.
موعد الانطلاق المنتظر
من المنتظر أن تنطلق "المسيرة الأوروبية إلى غزة" في 15 يونيو 2025، في خطوة رمزية وجريئة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. تنطلق المسيرة من الجانب المصري باتجاه معبر رفح البري، ويشارك فيها ناشطون من عدة دول أوروبية، بعضهم سيصل برًا، وآخرون عبر البحر على متن سفن مساعدات إنسانية، من بينها سفينة "مادلين" التي تنقل شخصيات بارزة، مثل الناشطة السويدية غريتا تونبرغ.هذه التحركات تؤكد أن غزة ما زالت حاضرة في وجدان الأحرار، وأن القضية لا تموت مادام هناك من يسير لأجلها، حتى من وراء البحار.
أهداف المسيرة
- كسر الحصار إعلاميًا وسياسيًا: المسيرة تحمل طابعًا رمزيًا قويًا، حيث تلفت أنظار العالم إلى معاناة سكان غزة.
- إيصال مساعدات إنسانية: رغم رمزية الحركة، فإنها تسعى أيضًا لتقديم الدعم الفعلي من أدوية ومواد غذائية
ومستلزمات طبية.
- بناء تضامن دولي: تسهم المسيرات في تعزيز التضامن بين الشعوب الأوروبية والشعب الفلسطيني.
- الضغط على الحكومات: عبر تحريك الرأي العام، تُمارس هذه الحملات ضغطًا غير مباشر على حكومات
أوروبا لاتخاذ مواقف أكثر توازنًا تجاه الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
أبرز المحطات
من أبرز المحاولات في إطار هذه الحملة كانت "قافلة شريان الحياة" بقيادة النائب البريطاني السابق جورج غالاوي، وكذلك أسطول الحرية الذي شاركت فيه سفينة "مافي مرمرة" التركية، والتي تعرضت لهجوم إسرائيلي دموي عام 2010 أسفر عن مقتل عشرة نشطاء.
ردود الفعل
ردود الفعل على المسيرات تتراوح بين الترحيب الشعبي الفلسطيني والدولي، والإدانة الإسرائيلية التي تعتبر هذه المسيرات "محاولات استفزازية" أو "دعمًا للإرهاب". في المقابل، تنتقد العديد من منظمات حقوق الإنسان الموقف الدولي الصامت أو المتواطئ تجاه استمرار الحصار.
خاتمة
المسيرة الأوروبية إلى غزة ليست مجرد محاولة لكسر الحصار الجغرافي، بل هي صوت الشعوب في وجه الظلم والتجاهل الدولي لمعاناة الفلسطينيين. ورغم ما تواجهه من عراقيل، فإنها تسهم في إبقاء قضية غزة حيّة في الضمير العالمي، وتفتح المجال أمام العمل المدني الدولي كأداة ضغط سياسي وأخلاقي.
والسلام عليكم و رحمة الله .