لحسن السعدي و المراهقة السياسية
إلى السيد لحسن السعدي،
نائب الأمة… لا نائب "المنصات"
السلام عليكم،
كنت أتمنى أن أبدأ حديثي بكلمة طيبة… لكنك للأسف ألزمتني بمرارة الرد.
أنت يا سيدي لا تُمثل الأمة كما يجب، بل تُمثل عينة من الساسة الجدد الذين اختلط عليهم معنى الوقار
السياسي والضجيج الإعلامي.
تعتقد أن رفع الصوت على المنصات هو شجاعة، وأن الردح على مواقع التواصل هو حجة.
لكن الحقيقة، أنك أظهرت لنا نموذجًا للغرور السياسي المبكر، وشهيةً مفتوحة للظهور، لا للمسؤولية.
أخبرني يا سيادة النائب،
هل أصبحت الجرأة عندك رداءة في اللغة؟
هل تُقاس قوة الخطاب بكمية الاستفزاز؟
هل صراخك في وجه معارضي الحكومة علامة على الإقناع، أم إفلاس فكري في لباس المراهقة السياسية؟
لقد هجوت الشعب أحيانًا باسم الدفاع عن “البرنامج الحكومي”، وسخرت من معاناة الناس، وكأنك تعيش في مغرب
آخر لا يعرف الفقر ولا البطالة ولا القرى المعزولة.
ألم تكن، قبل سنوات، شابًا في نفس البلد الذي يئنّ اليوم؟
فلماذا تحوّلت من ابن الشعب إلى من يُذكّره بما ينقصه دون أن تقدم ما يحتاجه؟
أما عن أخلاق الخطاب، فحدّث ولا حرج…
تخاطب خصومك باحتقار، وتُكثر من العبارات السوقية التي لا تليق برجل دولة.
فأين هو الرصيد الثقافي والأخلاقي الذي يؤهلك لتمثيل المغاربة في مؤسسة يفترض فيها أن تربي قبل أن تُشرّع؟
سيدي،
كل منصب زائل…
ولا يبقى للناس إلا الأثر.
فاجعل لك أثرًا يُذكرك به المواطن بكرامة… لا بتعاليك،
ولا بكلامك المسموم، ولا بمنشوراتك التي تفتقر إلى الحد الأدنى من الهدوء والتواضع.
السياسة تربية قبل أن تكون خطابًا،
والتاريخ لا يرحم من اعتقد أن الكاميرا أهم من الوطن.
✍️ مواطن لا يعرفك من شاشة البرلمان . بل من وجع الناس الذين نسيتهم.
و السلام عليكم و رحمة الله .