مغامرات دوار رويحين غابة المعمورة * الجزء الثاني *

المعطي الخريبكي
المؤلف المعطي الخريبكي
تاريخ النشر
آخر تحديث

 مغامرات دوار رويحين – غابة المعمورة (2)




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الذخول الى غابة المعمورة ليلا .

بعد يوم طويل من العمل، جاء ميلود بعربته، ولم يفصلها عن الحصان، وقال لي: "سنذهب الليلة إلى الغابة."
استغربت وسألته: "لماذا؟" أجابني: "هناك عمل سنقوم به أنا وأنت، وربما سنعود في ساعة متأخرة." قلت له بحماس: "حسنًا، ليكن!"
تناولنا الشاي مع البيصارة، ثم أخذنا معنا بعض الماء، الخبز، والسجائر، وانطلقنا إلى الغابة بالعربة بعد حلول الليل.
كان أمام سكان دوار رويحين طريقان للوصول إلى وجهتهم:
الأول يمر أمام قصر ولي العهد آنذاك، ويخترق الضيعة التابعة له، لكنه أحيانًا يُمنع المرور منه لفترة، حيث توجد إشارات ضوئية تحدد الدخول والخروج إلى الثكنات والدوار والضيعة. أما البوابة الرئيسية للقصر، فهي تقع على طريق مكناس.
أما الطريق الذي اخترناه، فكان أكثر عزلة، يمر من وسط الغابة، ملتفًا خلف جزء من الضيعة الملكية الخاصة بتدريب الخيول، إضافة إلى دار السكة لصك النقود، والمعهد الرياضي بالمعمورة.
في أعماق الغابة
توغلنا في قلب الغابة حتى أصبحت الظلمة تحيط بنا من كل الجهات، ولم نعد نرى أي مصدر للضوء. كان السكون يخيّم على المكان، لا يُسمع إلا أصوات الطيور الليلية، مثل البوم، وبعض الثدييات، كالثعلب.
بينما نسير، لمحنا نعجة تقف في الظلام، كانت قد وضعت خروفًا صغيرًا، ويبدو أن صاحبها نسيها هناك. عندما اقتربنا، وقفت، ثم مشَت قليلًا نحونا، ثم عادت إلى الخلف، وكأنها تُشير لنا إلى ولدها.
اقتربنا، فوجدنا الخروف الصغير، وكان بصحة جيدة. سألت ميلود: "ماذا سنفعل بها؟ هل نأخذها معنا؟ ربما يكون صاحبها من الدوار."
هز رأسه وقال: "لا، أهل الدوار لا يأتون إلى هذا المكان، سنتركها هنا."
تابعنا طريقنا حتى وجدنا شجرة ضخمة، كان جذعها قد يبس وسقط أرضًا. عند رؤيتها، ابتسم ميلود بحماس وقال لي: "سنقطعها إلى قطع صغيرة، ونبيعها في قرية أولاد موسى."
بدأنا العمل بالمنشار، حتى امتلأت العربة بأخشاب الشجرة. بعدها، جلسنا لشرب الشاي الذي جلبناه معنا في قنينة، وأكلنا الخبز. أشعلنا سجائرنا، لكننا حرصنا على تغطية الضوء كي لا يرانا أحد من بعيد.
إلى قرية أولاد موسى
انطلقنا في طريقنا نحو القرية، وكان الطريق طويلًا ومظلمًا جدًا، حيث استغرقت الرحلة ساعة ونصف تقريبًا.
عندما وصلنا، كان أغلب الناس نيام، باستثناء بعض المخابز التي ظلت مفتوحة. بعنا الخشب لأحد الخبازين مقابل 150 درهمًا، لكنه طلب منا العودة صباحًا لأخذ النقود.
خرجنا إلى باب القرية، حيث كانت الحافلات تتوقف في آخر محطة وقوف، وكانت هناك أيضًا عربات تقل الناس إلى حي السلام بسلا. قررنا النوم في العربة حتى الصباح.
مع إشراقة اليوم الجديد، جاء بعض الركاب، فقلناهم إلى حي السلام، وعدنا بآخرين إلى القرية. عندما دقّت الساعة العاشرة صباحًا، توجهنا إلى المخبزة، أخذنا النقود، ثم عدنا إلى دوار رويحين لنرتاح من عناء الليلة السابقة.
كانت فكرة بيع الأخشاب قد راقت لميلود، وأصبح متحمسًا للعودة مجددًا إلى الغابة، لكنه قال لي: "مغامرتنا القادمة ستكون مختلفة تمامًا عن سابقتها!"
ما الذي ينتظرنا هناك؟ تابعوني في الحلقة القادمة من مغامرات دوار رويحين (3)، وأعدكم بأنها ستكون مليئة بالمفاجآت!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إلى اللقاء يا أصدقاء

تعليقات

عدد التعليقات : 0