قصة : الطريق الى القصر (قصر ولي العهد ). الجزء الاول .

المعطي الخريبكي
المؤلف المعطي الخريبكي
تاريخ النشر
آخر تحديث

  الطريق إلى القصر (قصر ولي العهد مولاي محمد بالمعمورة) 



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

( الجزء الاول )

في سنة 1998، كنت أنا وصديقي رضوان عتيق، القادم من مدينة خريبكة، نقيم في سيدي مومن بالدار البيضاء. راودتني فكرة المغامرة فطرحتها عليه، فرحب بها دون أن يعرف وجهتنا. أخبرته أننا سنسافر إلى مدينة سلا، وتحديداً إلى القرية التي تحمل ذكريات كثيرة لي، في دوار رويحين وضَيعة الفرنسي "جان لويس"، حيث قضيت فترة من الزمن وعرفت أماكنها وبعض الأصدقاء هناك، مثل ميلود من دوار رويحين، والمرحوم أبا الصغير، الذي كان يعمل معنا مشرفاً في الضَيعة.

وصلنا إلى القرية وكان الجو صيفاً. اشترينا بعض الطعام والمشروبات الغازية، ثم خرجنا منها حوالي الساعة التاسعة ليلاً، حاملين حقائبنا على ظهورنا. سألني رضوان: "أين سنبيت الليلة؟"، فأجبته بأننا سنتوجه عبر الطريق التي تربط القرية بطريق مكناس، مروراً بالسوق التجاري "ماكرو".

في طريقنا، صادفتنا سيارة شرطة قادمة من الاتجاه المعاكس. أوقفونا وفتشونا، ثم أراد أحدهم تفتيش حقيبتي، ففتحها ووجد القرآن في مقدمتها، فأغلقها على الفور. سألونا عدة أسئلة، منها: "إلى أين أنتم ذاهبون في هذا الوقت المتأخر؟"، فأشرت إلى اتجاه الضيعة وأجبتهم: "نحن نعمل هناك عند جون لويس"، فقال أحدهم: "حسناً، تابعوا طريقكم".

ما لم يعرفه الشرطي حينها هو أنه لو أزال القرآن لوجد سكينا طولها خمسون سنتيمتراً، كنا قد عثرنا عليها داخل القرية. لهذا أوصيكم، أعزائي القراء، بحمل القرآن في أسفاركم، فهو قد يكون سبباً في دفع المصائب عنكم.

بعد مرور أيام في القرية، لاحظنا عدداً كبيراً من الأشخاص، خاصة المعاقين، يتوجهون ناحية القصر. أثار ذلك فضولي، فقررت مع رضوان أن نتبعهم في اليوم التالي. عندما وصلنا إلى باب القصر الجانبي، كان الجميع مصطفين بانتظار سيارة الشرطة، التي تأتي في الموعد المحدد. ينزل منها شرطيان، أحدهما يجمع الأظرفة من المتواجدين، دون النظر إلى من يقدمها، حيث يعد عشرة أظرفة ثم يتوقف، ليتم فضّ الجمع حتى اليوم التالي.

أما أصحاب هذه الأظرفة، فكان يستقبلهم ولي العهد، الملك محمد السادس حالياً، في نفس اليوم على الساعة الثانية بعد الظهر. وقد قيل لنا إن بعض الأشخاص كانوا يصابون بالإغماء عند دخولهم إليه، من شدة رهبتهم، وكان يساعد الكثير منهم، بمنحهم رخص سيارات أجرة، أو المال، أو حتى السكن، فكان سبباً في إنقاذ العديد قبل توليه العرش.

وهكذا فهمنا سر اندفاع الناس نحو القصر، حتى إن بعضهم كانوا يسابقون غيرهم بدراجاتهم، رافعين العجلة الأمامية، ليصلوا أولاً! لكنني تساءلت: لو رآهم ولي العهد وهم يجرون بتلك الطريقة، هل كان سيمنحهم شيئاً؟ 😂

هذه كانت رحلتنا إلى قصر المعمورة، تابعونا في الحلقة القادمة حيث سنتحدث عمّا جرى داخل القصر! لا تنسوا ترك تعليقاتكم ومشاركة القصة، وشكراً لكم جميعاً!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات

عدد التعليقات : 0