الطريق إلى القصر – الجزء الثاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
استيقظنا في الصباح الباكر وسرنا في طريقنا بحثًا عن عمل. حتى منتصف النهار، وجدتُ وظيفة في مجال الصباغة لدى إحدى الشركات، وسأبدأ العمل صباح الغد. وعندما عدنا إلى مكاننا المفضل، تحت الشجيرات المنعزلة، لمحْتُ عربة صديقي القديم ميلود من دوار رويحين.
توجهنا إليه وألقينا التحية عليه وعلى أصدقائه، فطلب لنا مشروبًا، وبقينا نتحدث عن الماضي ومغامراته. بعد ذلك، طلبتُ منه أن يساعد صديقي في العثور على عمل، فاقترح أن يعمل بضع أيام في ضيعة الفرنسي، ووافق فورًا. وهكذا، بدأنا العمل معًا في نفس اليوم.
مرَّ نحو أسبوع، وكنا نلتقي يوميًا في نفس المكان بعد انتهاء العمل، ونجلس مع ميلود. وفي أحد الأيام، سألني: "هل تريدان العمل في القصر؟" فأجبتُ بحماس: "نعم!" فلفت انتباهنا إلى أحد المسؤولين الذي كان يمر علينا دائمًا، وقال لي: "عليك أن تتحدث معه."
في اليوم التالي، اعترضتُ طريقه وطلبتُ منه العمل، فسألني عن مهنتي. أخبرته أنني أحمل شهادة التأهيل الفلاحي، فابتسم قائلًا: "هذا ما نبحث عنه!" فسألته إن كان بإمكان صديقي العمل أيضًا، فأجابني: "غدًا، التقياني في هذا المكان الساعة السابعة صباحًا."
أجبته: "حسنًا!"
ذهبنا إلى داخل القرية حيث المقهى المعتاد، طلبنا الشاي والرغيف بالبصل والشحم، ثم استمتعنا بفن الحلقة، حيث كنا نفضل مشاهدة حلقة الركراكي ياسين.
نمنا في الهواء الطلق كعادتنا، واستيقظنا باكرًا. وجدنا المحلبة قد فتحت أبوابها، فناولنا الفطور ثم توجهنا إلى المكان المحدد سلفًا. عند وصول المسؤول، ألقى علينا التحية وسأل إن كنا نحمل بطاقاتنا الوطنية، فأجبته بالإيجاب. قال: "حسنًا، إذن فلنذهب!"
كانت الأفكار تتزاحم في رأسي… كيف سيكون القصر؟ ما نوع العمل؟ الكثير من الأسئلة التي ستتضح إجابتها بمجرد عبورنا بوابة القصر الخارجية. هناك، كان مكتب الشرطة حيث يُطلب منا ترك بطاقاتنا الوطنية مع تسجيل أسمائنا، إلى جانب اسم المسؤول عن العمال والشركة المشغّلة. وعند انتهاء العمل، نستعيد بطاقاتنا بعد تسجيل توقيع الخروج.
سمعنا من بعض العمال السابقين قصة مثيرة؛ في أحد الأيام، نسي أحدهم بطاقته عند الشرطة وخرج دونها. وعندما تذكرها، عاد مسرعًا إلى الباب فوجده مقفلًا. وفي صباح اليوم التالي، حاول توضيح الموقف، إلا أنهم قبضوا عليه بتهمة المبيت داخل القصر، ليقضي سنتين في السجن!
سرنا عبر حديقة القصر إلى مخزن الأدوات، حيث أخذ كل منا معداته، ثم بدأنا العمل في التشجير وزراعة الورود وغيرها. عند منتصف النهار، كانت لدينا ساعة كاملة للراحة؛ البعض تناول طعامه، وآخرون استراحوا تحت قصب الخيزران. أما أنا وصديقي، فبقينا نتأمل بنايات القصر، وقررنا محاولة الدخول إليه.
لكن بما أنه لا يزال قيد الإنشاء، كان علينا طلب الإذن من أحد مسؤولي شركة البناء… وهذا ما سيحدث في الحلقة القادمة إن شاء الله، والتي ستكون مليئة بالطرائف!
والسلام عليكم، إلى اللقاء يا أصدقاء!