علي الحجار والجنية العاشقة

قصة غامضة من السبعينيات


يُحكى أن الفنان المصري علي الحجار، المغني والممثل الشهير، عاش تجربة غامضة في فترة السبعينيات أو أوائل الثمانينيات أثناء تصوير فيلم "المغنواتي" في قرية ريفية تُسمى "بشلة" بالقرب من ميت غمر في محافظة الدقهلية. كان علي الحجار في ذلك الوقت شابًا في بداية مسيرته الفنية، يحاول إثبات نفسه في عالم الغناء والتمثيل. القرية التي كان يُصور فيها الفيلم كانت هادئة ومنعزلة، تحيط بها الحقول والأراضي الزراعية، مما جعل الأجواء تبدو غامضة بعض الشيء، خاصة في الليل.خلال إقامته في القرية، بدأ علي الحجار يلاحظ أمورًا غريبة. في البداية، كان يشعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث من حوله. كان يسمع أصواتًا خافتة في غرفته ليلاً، مثل خطوات أو همسات، دون أن يرى أحدًا. في بعض الأحيان، كان يشعر بحضور شخص قريب منه، لكنه عندما ينظر حوله لا يجد شيئًا. في إحدى الليالي، يُقال إنه رأى في منامه امرأة غامضة تظهر له، تتحدث إليه بطريقة ودودة ولكنها مقلقة. هذه الأحلام بدأت تتكرر، وكانت المرأة في الحلم تبدو وكأنها تحاول التقرب منه أو لفت انتباهه.مع مرور الأيام، بدأت الأحداث تتصاعد. يُروى أن هذه المرأة لم تكن إنسانًا، بل كانت جنية، وفقًا لما يُحكى في الروايات الشعبية. هذه الجنية، التي لم يُذكر اسمها في القصص، كانت تظهر له أحيانًا في لحظات اليقظة، لكن ليس بشكل واضح تمامًا. كان يشعر بها كظل أو طاقة تحيط به، وأحيانًا كان يرى ملامحها بشكل عابر، مثل امرأة ذات شعر طويل أو ملامح غامضة. يُقال إن هذه الجنية وقعت في حبه، أو أصبحت مفتونة به بسبب صوته الجميل أو جاذبيته كفنان شاب. بدأت تحاول التواصل معه، سواء من خلال الأحلام أو عبر إشارات غريبة، مثل تحريك الأشياء في غرفته أو ظهور روائح غريبة دون مصدر واضح.في إحدى الروايات، يُذكر أن الجنية كانت تترك له علامات صغيرة، مثل ريشة طائر أو قطعة قماش غريبة، تجدها في أماكن غير متوقعة. هذه الأحداث جعلته يشعر بالقلق، لكنه في البداية حاول تجاهلها، ظنًا منه أنها قد تكون مجرد خيالات أو نتيجة الإرهاق من تصوير الفيلم. لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. بدأت الجنية تتدخل في حياته الشخصية بشكل أكبر. يُقال إنها كانت تغار من زوجته آنذاك، الممثلة مشيرة إسماعيل، التي كانت تشاركه حياته في تلك الفترة. بدأت مشيرة تلاحظ أمورًا غريبة في المنزل، مثل سماع أصوات أبواب تُفتح وتُغلق، أو شعورها بأن هناك من يراقبها. في بعض الروايات، يُذكر أن مشيرة كانت تشعر بوجود "طاقة سلبية" في المنزل، وأحيانًا كانت ترى أشياء تتحرك من مكانها دون سبب واضح.الجنية، وفقًا للروايات، لم تكتفِ بالتدخل في حياته الشخصية، بل بدأت تؤثر على حياته المهنية أيضًا. يُحكى أن علي الحجار واجه صعوبات غير مبررة في بعض مشاريعه الفنية خلال تلك الفترة. كان يشعر بأن هناك قوة خفية تعيق نجاحه، سواء في تسجيل الأغاني أو في إتمام بعض الأعمال الفنية. في إحدى القصص، يُقال إنه كان يشعر بالإرهاق أو الضيق دون سبب واضح أثناء العمل، وكأن هناك شيئًا يمنعه من التركيز.هذه الأحداث استمرت لفترة طويلة، ويُقال في بعض الروايات إن تأثير الجنية على حياة علي الحجار امتد لأكثر من 11 عامًا. خلال هذه الفترة، ازدادت المشاكل بينه وبين زوجته مشيرة إسماعيل. يُروى أن الجنية كانت تحاول إثارة الخلافات بينهما، ربما بدافع الغيرة أو لأنها أرادت أن تكون الوحيدة في حياته. كانت مشيرة تشعر بالخوف والقلق، وأحيانًا كانت تتحدث معه عن شعورها بأن هناك شيئًا غير طبيعي يحدث. في إحدى الروايات، يُذكر أن مشيرة رأت في إحدى الليالي ظل امرأة في غرفة النوم، مما جعلها تصرخ وتطلب من علي الحجار البحث عن حل.بعد أن أصبحت الأمور لا تُطاق، قرر علي الحجار أن يبحث عن حل لهذه المشكلة. يُقال إنه لجأ إلى رجل يُدعى "عم صبري"، وهو شخص معروف في المنطقة بخبرته في التعامل مع الأمور الروحانية والجن. عم صبري، وفقًا للرواية، كان شيخًا روحانيًا أو شخصًا يملك معرفة بالعلوم الروحية. عندما التقى به علي الحجار، شرح له ما يمر به من أحداث غريبة، من الأصوات إلى الأحلام إلى التوترات في حياته الشخصية. عم صبري استمع إليه بعناية، ثم قرر أن يقرأ له الفنجان أو يستخدم طريقة روحانية لمعرفة سبب هذه الأحداث.بعد فحص الأمر، أخبر عم صبري علي الحجار أن هناك جنية متعلقة به، وأنها وقعت في حبه وتريد البقاء قريبة منه. أوضح له أن هذه الجنية تتسبب في المشاكل التي يمر بها، سواء في حياته الزوجية أو في عمله. للتخلص من تأثيرها، كتب عم صبري تعويذة خاصة، وهي عبارة عن ورقة مكتوب عليها آيات قرآنية أو كلمات روحانية معينة. طلب منه أن يحتفظ بهذه التعويذة معه دائمًا، وأن يقرأ آيات معينة من القرآن، مثل آية الكرسي وسورة البقرة، بشكل يومي. كما نصحه باتباع طقوس معينة، مثل الاستحمام بماء مقروء عليه آيات أو وضع الملح في زوايا المنزل لحمايته من التأثيرات الروحية.يُقال إن علي الحجار اتبع تعليمات عم صبري بدقة. بدأ يقرأ القرآن يوميًا، ويحمل التعويذة معه، ومع الوقت بدأت الأحداث الغريبة تقل تدريجيًا. توقفت الأصوات الغريبة، ولم يعد يرى الأحلام المزعجة، وشعر بأن الطاقة السلبية التي كانت تحيط به بدأت تتلاشى. في إحدى الروايات، يُذكر أن الجنية ظهرت له للمرة الأخيرة في حلم، وكأنها تودعه أو تعبر عن استيائها من ابتعاده عنها، لكنها لم تعد قادرة على التأثير عليه. بعد ذلك، بدأت حياته تعود إلى طبيعتها، واستطاع أن يركز على عمله الفني بشكل أفضل.رغم ذلك، تركت هذه التجربة أثرًا عميقًا على حياته الشخصية. يُقال إن العلاقة بينه وبين مشيرة إسماعيل تأثرت بشدة بسبب هذه الأحداث. كانت مشيرة تعاني من الخوف والتوتر، ولم تستطع التأقلم مع فكرة وجود كيان غير مرئي يتدخل في حياتهما. في النهاية، انفصل الثنائي، ويُعتقد أن هذه الأحداث كانت أحد الأسباب التي ساهمت في هذا الانفصال، رغم أن هناك عوامل أخرى قد تكون لعبت دورًا أيضًا.فيما يتعلق بمدى حقيقة القصة، فإنها تُروى كجزء من الفلكلور الشعبي المصري، وغالبًا ما تُقدم في برامج تلفزيونية أو فيديوهات على يوتيوب وبودكاست كحكاية مثيرة تجذب الجمهور. علي الحجار نفسه لم يؤكد هذه القصة بشكل صريح في مقابلاته الرسمية، لكنه في بعض الأحيان أشار إلى تجارب غريبة مر بها دون الخوض في تفاصيل. بعض الناس يعتقدون أن القصة قد تكون مبالغًا فيها أو تم تهويلها لأغراض إعلامية، بينما يؤمن آخرون بها كجزء من الاعتقادات الشعبية حول الجن والعالم الآخر. في النهاية، تبقى القصة حكاية غامضة تجمع بين الواقع والخيال، وتُروى لتعكس اهتمام الناس بالروايات التي تربط الفنانين بعالم ما وراء الطبيعة.

تعليقات