مدرب ملاكمة ينهي حياة صديقه بعد اكتشاف خيانة تمس شرف عائلته

غدر الصديق: نهاية صادمة لعلاقة وثيقة

 القصة الكاملة: غدر مدرب ملاكمة بصديقه المقرب داخل منزل أسرته
في أحد أحياء جماعة الحوزية، ضواحي مدينة الجديدة بالمغرب، وقعت جريمة بشعة أثارت صدمة كبيرة داخل الوسط الرياضي والمحلي. كان بطل القصة شابًا في الثلاثين من عمره، يمتهن تدريب الملاكمة، معروف وسط من يعرفونه بالهدوء والانضباط، وكان يعيش مع أسرته في منزل يضم حديقة متواضعة خلفه.
الصديق المقرب، وهو أيضًا ملاكم، كان يتردد كثيرًا على منزل هذا المدرب، حيث جمعتهما علاقة وثيقة استمرت سنوات، وكان الناس يظنون أن لا شيء يمكن أن يفرقهما. لكن خلف هذا الظاهر، كانت نار الغضب والغدر تشتعل في قلب المدرب، دون أن يعلم أحد.

البداية: شكوك وتحرش بأخته القاصر
كل شيء بدأ عندما اكتشف المدرب أن صديقه المقرب قد تحرّش بأخته القاصر، وهي فتاة لا تزال في سن المراهقة. تسربت إليه معلومات مؤكدة من أحد أفراد الأسرة عن أن هذا الصديق استغل الثقة التي كانت تجمعه بالعائلة، ليقترب من الفتاة بطرق غير لائقة. لم يواجهه مباشرة، لكنه بدأ يخطط للانتقام بهدوء، وتملّكه شعور بالغدر والخيانة.
لم يخبر أحدًا بنيته، ولم يظهر أي تغيير في تعامله مع صديقه، بل استمر في دعوته إلى المنزل كما العادة. في داخله، كان قد اتخذ قراره، وكان مستعدًا لتنفيذه بكل برودة دم.

الجريمة: القتل داخل المنزل ودفن الجثة
في يوم الجريمة، استدرج المدرب صديقه إلى منزله كأي لقاء عادي. لكن ما إن دخل الضحية المنزل وجلس مطمئنًا، حتى هجم عليه المدرب من الخلف بحجر كبير، ووجه له ضربة قاتلة على الرأس. لم يتمكن الضحية من المقاومة، وسقط أرضًا مغمى عليه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
بعد أن تأكد المدرب من موت صديقه، بدأ في تنفيذ الجزء الثاني من خطته. حمل الجثة وسحبها إلى حديقة المنزل الخلفية، وبدأ يحفر حفرة بعمق يقارب مترين. استغرق الأمر وقتًا، لكنه كان مصرًا على طمس كل أثر. بعد أن انتهى، دفن الجثة، وغطاها بالتراب جيدًا، ثم عاد إلى داخل المنزل وكأن شيئًا لم يحدث.

الهروب والندم
في اليوم التالي، ومع انتشار القلق عن اختفاء الشاب الضحية، قرر المدرب مغادرة المدينة. سافر نحو مدينة أكادير، واختبأ هناك لبضعة أيام عند أحد معارفه. لكن وخلال هذه الفترة، بدأ الضمير يطارده بشدة، وازدادت حالته النفسية سوءًا. لم يعد قادرًا على النوم، وكان يقضي أغلب وقته في صمت وعزلة.
بعد عدة أيام، لم يتحمل الضغط الداخلي، فصارح أحد أقاربه بما فعله، وأخبره بكل التفاصيل، ثم اتخذ قرارًا مفاجئًا بالذهاب إلى مركز الشرطة في أكادير وتسليم نفسه. بمجرد أن تم استلامه من طرف الشرطة هناك، تم نقله تحت حراسة مشددة إلى مدينة الجديدة، حيث تم فتح تحقيق رسمي.

التحقيق والمحاكمة
خلال التحقيقات، أرشد الجاني المحققين إلى مكان دفن الجثة داخل حديقة منزل أسرته. حضر رجال الدرك الملكي، وتمت عملية استخراج الجثة وسط صدمة كبيرة لأهالي المنطقة. كل الأدلة كانت واضحة، والجاني اعترف بكل شيء بتفصيل دقيق: الدافع، أداة الجريمة، طريقة التنفيذ، وحتى سبب اختياره عدم الإبلاغ.
تمت إحالته إلى النيابة العامة، ثم عُرض أمام محكمة الجنايات بمدينة الجديدة. وخلال الجلسات، التزم المدرب الصمت في بعض اللحظات، وأكد في أخرى أنه لم يكن يقصد القتل المتعمد لولا ما عرفه عن سلوك الضحية تجاه أخته. لكن رغم ذلك، اعتبر القضاء أن الجريمة كاملة الأركان، وأن التخطيط والتنفيذ المتعمدين يجعلان الفعل جريمة قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.

الحكم والخاتمة
أصدرت المحكمة حكمها النهائي: 30 سنة سجناً نافذة في حق المدرب، دون إمكانية تقليص المدة، نظرًا لبشاعة الجريمة، وكونها ارتُكبت داخل منزل عائلي، وبدافع شخصي. كما أوصت المحكمة بمتابعة بعض أفراد الأسرة للتحقق من مدى علمهم المسبق بالجريمة.
القضية تركت أثرًا كبيرًا في المجتمع المحلي، خصوصًا في أوساط رياضيي الملاكمة، حيث لم يصدق كثيرون أن شابين من هذا النوع، كانا يبدوان وكأنهما إخوة، يمكن أن تنتهي قصتهما بهذا الشكل المأساوي.
هكذا انتهت صداقة دامت سنوات، بجريمة مروعة، سببها الغدر، وانفجار الغضب المكبوت، ليبقى السؤال العالق في أذهان الجميع: هل كان بالإمكان تجنب كل ذلك لو لجأ المدرب إلى القانون بدل أن يتحول إلى قاتل؟

تعليقات