أطفال في الجحيم: دار الوفاء بفاس تتحول إلى مأوى للإهمال والصور تفضح المستور

مشاهد مأساوية من دار الوفاء بفاس: غياب النظافة، لا فراش ولا رعاية!


جمعية "ما تقيش ولادي لحماية الطفولة
في يناير 2024 تلقت هذه الجمعية شكايات من داخل الجمعية المتورطة، وأصدرت بلاغات تتهم العاملين فيها بـ"سوء التسيير" و"التلاعب بالمال العام" و"غياب الشفافية"، خاصة بخصوص دعم التلاميذ القرويين 
لاحقًا، اتهمت الجمعية ذاتها متدربًا في مبنى تابع للمؤسسة باغتصاب طفلة عمرها 4 سنوات داخل مرحاض، مما وفر أساسًا قانونيًا لضغط الأمن وتدخل القضاء 

منابر إعلامية محلية ونشطاء
– "الأحداث المغربية" نشرت مقالًا عن شبهات تعرض النزلاء لـ"سوء التغذية" و"اختلال الأمن الداخلي"، وهو ما عزز دعوة المجتمع المدني للتحقيق 
– أيضًا، مجلة "فاس24" سلطت الضوء على "فضائح دعم جمعيات رياضية" عبر "شلال" – رئيس مجلس العمالة، مما ساهم في تصعيد الاهتمام بالمؤسسات الخيرية المحلية
 
الشرطة القضائية بمدينة فاس

استجابت بسرعة بعد البلاغات وشنّت يوم 23 يناير 2024 حملة اعتقالات لرئيسة الجمعية وأمين المال وثلاثة أعضاء، بالتعاون مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، سواء في فاس أو الرباط أو صفرو 
 ما هي تفاصيل التحقيق الرسمي؟
القضايا المثارة
اختلاس أموال عمومية تُقدّر بدعم الدولة لتلاميذ في المناطق الريفية 
اغتصاب قاصر داخل مرافق الجمعية، استند إلى شهادة طبية وتقرير منقّب – تم توثيقه وفُتح فيه تحقيق آخر 

المسار القضائي
المحكمة الابتدائية أحالت القضية على الاستئناف، حيث وُجّهت تهم رسميّة للاختلاس. بعد صدور الحكم، رفعت دعوى قضائية ضد رئيسة الجمعية وأمينة المال وبعض الأعضاء .
بتاريخ 23 يناير 2024، فتحت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية في فاس تحقيقًا قضائيًا، تحت إشراف النيابة العامة، ضد رئيسة الجمعية وأمينة المال وعضوين آخرين، وذلك بتهمة اختلاس أموال عمومية مخصصة للدعم المدرسي للمناطق القروية 
صوت فاس البديل جريدة الكترونية مستقلة

حكم القضاء
في وقت لاحق، أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بفاس حكمًا نهائيًا أدان المتهمين. الحكم شمل:
٤ سنوات حبس + غرامة 40,000 د.م لكل من رئيسة الجمعية وأمينة المال.
سنة نافذة + غرامة 20,000 د.م لأحد الأعضاء.
سنتين نافذتين + غرامة 10,000 د.م لبعض الأعضاء الآخرين.
كما ألزمت المحكمة المتهمين بإرجاع المبالغ المنهوبة 
و اليوم تثار فضيحة جديدة لدار الوفاء للأطفال بفاس تهزّ الرأي العام المغربي.
إهمال ممنهج وصور صادمة من الداخل
فاس، 15 يوليوز 2025 – انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة صور وفيديوهات صادمة توثق الوضع الكارثي الذي يعيشه نزلاء دار الوفاء للأطفال المتخلى عنهم بمدينة فاس، وسط غضب واسع واستنكار من طرف المغاربة.
 فيديوهات توثق المأساة من الداخل
الفيديوهات، التي نُشرت على منصات فيسبوك ويوتيوب، تُظهر بوضوح:
غرفًا متهالكة تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم.
فراش متسخ وممزق، كأنها زنازين مهجورة.
غياب وسائل الترفيه كالتلفاز أو أي دعم نفسي أو تربوي.
شهادات أطفال (بعضهم صوّر بنفسه) تكشف عن إحساس بالإهمال، العزلة، وحتى الجوع أحيانًا.
إحدى المقاطع تم تصويرها على ما يبدو من طرف أحد الأطفال داخل الدار، حيث كشف عبر لقطات مؤثرة عن الحالة المزرية التي يعيشونها يوميًا.
 استنكار واسع وضغط على السلطات
الفيديو أثار موجة من الغضب الشعبي والإعلامي، حيث اعتبر نشطاء حقوقيون أن ما يجري داخل الدار هو "شكل من أشكال التعذيب المعنوي"، مطالبين بفتح تحقيق عاجل وشامل حول ما وصفوه بـ"الإهمال الممنهج" الذي يرقى إلى مستوى الجريمة في حق الطفولة.
وتساءل مواطنون عبر منصات التواصل:
"أين تذهب الميزانيات؟ من يراقب هذه المؤسسات؟ وهل يعيش المسؤولون في بلدٍ آخر؟"
 غياب الرد الرسمي... حتى الآن
ورغم ضجة الفيديو، لم تصدر أي جهة رسمية بلاغًا أو توضيحًا حتى الآن، سواء من وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي أو من سلطات مدينة فاس، ما زاد من حدة الاستياء الشعبي، ودفع بالمطالب إلى حد محاسبة المسؤولين عن المؤسسة ومراجعة شاملة لوضعية كل دور الأطفال بالمغرب.
 خلفية: تاريخ من الإهمال
تُعد هذه الفضيحة امتدادًا لملاحظات وتحقيقات سابقة منذ سنة 2022، حين تم توثيق نفس المأوى في صور مشابهة، غير أن الوعود بالإصلاح بقيت حبرًا على ورق، فيما يبدو أن معاناة الأطفال استمرت في صمت.
 دعوات إلى التحرك
جمعيات من المجتمع المدني – من بينها "ما تقيش ولدي" و"المنتدى المغربي للطفولة" – دعت إلى:
تشكيل لجنة تفتيش فورية.
نقل الأطفال المتضررين مؤقتًا إلى مؤسسات لائقة.
فتح ملف قضائي حول تدبير المؤسسة ومعاقبة كل من تورط في هذا الإهمال.
 إلى متى تستمر معاناة أطفال بلا صوت؟
في مغرب 2025، وبينما تُرفع الشعارات حول الكرامة والعدالة الاجتماعية، يعيش أطفال متخلى عنهم في أوضاع لا تليق بالحيوانات، فكيف بالبشر؟ وهل يُعقل أن مؤسسات الرعاية تتحول إلى بيوت أشباح؟
المغاربة ينتظرون جوابًا من الدولة... قبل أن يضيع جيل بأكمله في صمت.

تعليقات