رحلة الرعب: جرائم بول جون نولز في أمريكا 1974
القصة الكاملة لبول جون نولز، سفاح كازانوفاالنشأة والخلفية:
وُلد بول جون نولز في 17 أبريل 1946 في أورلاندو، فلوريدا، الولايات المتحدة. نشأ في عائلة مضطربة، حيث كان والده سجينًا سابقًا، وتعرض نولز للإهمال والعنف في طفولته. في سن مبكرة، بدأ في ارتكاب جرائم صغيرة مثل السرقة وتخريب الممتلكات، مما أدى إلى إرساله إلى إصلاحيات الأحداث. في سن المراهقة، أصبحت سجلاته الجنائية أكثر كثافة، وأمضى معظم شبابه داخل وخارج السجون بسبب جرائم مثل سرقة السيارات والسطو.على الرغم من سجله الإجرامي، كان نولز يتمتع بجاذبية شخصية ومظهر وسيم، مما ساعده على بناء علاقات اجتماعية وعاطفية بسهولة. كان ذكيًا وموهوبًا في التواصل، لكنه استخدم هذه الصفات لاحقًا بطرق مدمرة. بحلول أوائل السبعينيات، كان قد قضى عدة سنوات في السجن، بما في ذلك فترة في سجن ولاية فلوريدا بتهمة السرقة.
بداية فورة الجريمة (يوليو 1974):
في يوليو 1974، بعد إطلاق سراحه من السجن بسبب عفو مشروط، بدأ نولز سلسلة من الجرائم التي جعلته واحدًا من أخطر القتلة المتسلسلين في الولايات المتحدة. كانت نقطة الانطلاق هي رفض خطيبته، أنجيلا كوكر، وهي امرأة بريطانية التقاها عبر مراسلات أثناء سجنه. بعد أن أنهت علاقتها به، دخل نولز في حالة من الغضب واليأس، مما يعتقد البعض أنه أشعل شرارة فورته الإجرامية.في 26 يوليو 1974، بدأ نولز جرائمه بقتل أليس كورتيس، وهي امرأة مسنة تبلغ من العمر 65 عامًا في جاكسونفيل، فلوريدا. اقتحم منزلها، خنقها حتى الموت، وسرق بطاقاتها الائتمانية وسيارتها. هذه الجريمة وضعت نمطًا لجرائمه اللاحقة: استهداف ضحايا عشوائيين، القتل بطرق وحشية (خنق، طعن، أو إطلاق نار)، وسرقة ممتلكاتهم لتمويل تنقلاته.أسلوب الجريمة والضحايا:على مدار الأشهر التالية (من يوليو إلى نوفمبر 1974)، تجول نولز عبر عدة ولايات أمريكية، بما في ذلك فلوريدا، جورجيا، ألاباما، تكساس، وكونيتيكت، مرتكبًا جرائم قتل عشوائية. كان يستهدف النساء والرجال على حد سواء، ولم يكن لضحاياه نمط محدد من حيث العمر أو الجنس، مما جعل من الصعب على السلطات ربط جرائمه في البداية. من بين السمات الرئيسية لجرائمه:الجاذبية والإغواء: بفضل مظهره الوسيم وأسلوبه الساحر، كان نولز يستدرج ضحاياه بسهولة. في بعض الحالات، كان يبدأ علاقات عاطفية قصيرة مع النساء قبل قتلهن. هذا السلوك هو ما أكسبه لقب "سفاح كازانوفا".
العشوائية:
على عكس بعض القتلة المتسلسلين الذين يستهدفون نوعًا معينًا من الضحايا، كان نولز يقتل أي شخص يصادفه، بما في ذلك أطفال، نساء، رجال، وحتى عائلات بأكملها.
التنقل المستمر: كان يستخدم سيارات ضحاياه وبطاقاتهم الائتمانية للتنقل بين الولايات، مما جعل تتبعه صعبًا.
من بين الضحايا المؤكدين:
ليليان أندرسون (47 عامًا) وميرنا أندرسون (17 عامًا): أم وابنتها قُتلوا في أتلانتيك بيتش، فلوريدا.
عائلة كارز: في أغسطس 1974، اقتحم نولز منزل عائلة كارز في تكساس وقتل أربعة أفراد (الأب، الأم، وابنيهما).
ساندرا ستيفنز: شابة قتلها بعد استدراجها في جورجيا.
ويليام بيتس: سائق شاحنة قُتل بعد أن أوقفه نولز باستخدام سيارة الشرطة المسروقة.
يُعتقد أن عدد ضحاياه يتراوح بين 18 إلى 35، حيث اعترف نولز بقتل 35 شخصًا، لكن السلطات لم تتمكن من تأكيد جميع الجرائم بسبب نقص الأدلة أو فقدان جثث بعض الضحايا.الحادثة البارزة: قتل الشرطي وسرقة سيارة الشرطةفي نوفمبر 1974، وصلت جرائم نولز إلى ذروتها. في 16 نوفمبر، أُلقي القبض عليه في ولاية جورجيا بتهمة القيادة تحت تأثير الكحول، لكنه تمكن من التغلب على الشرطي جيمس ماير أثناء نقله. استولى نولز على سلاح ماير، قتله، ثم سرق سيارة الشرطة. استخدم السيارة لإيقاف سائق شاحنة يُدعى ويليام بيتس، وهو مواطن عادي لم يكن له أي صلة بالشرطة. قيّد نولز بيتس إلى شجرة في غابة في جورجيا، ثم أطلق النار عليه وقتله.هذه الحادثة، التي تتطابق بدقة مع وصفك، جعلت نولز هدفًا رئيسيًا للسلطات، حيث أظهرت جرأته وقدرته على تحدي القانون. قتل شرطي واستخدام سيارة الشرطة زادا من الرعب المحيط بجرائمه.القبض عليه ونهايته:في 21 نوفمبر 1974، أُلقي القبض على نولز في وست بالم بيتش، فلوريدا، بعد مطاردة مكثفة. تم القبض عليه بفضل معلومات قدمها مواطن تعرف على سيارة مسروقة كان يقودها نولز. أثناء التحقيق، اعترف نولز بارتكاب 35 جريمة قتل، وسلم الشرطة أشرطة صوتية سجلها بنفسه يصف فيها جرائمه بتفصيل مروع. هذه الأشرطة، التي أُطلق عليها اسم "أشرطة كازانوفا"، كانت دليلاً رئيسيًا في فهم نطاق جرائمه.في 18 ديسمبر 1974، أثناء نقله من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وشرطة ولاية جورجيا للإشارة إلى موقع إحدى جثث ضحاياه، حاول نولز الهروب مرة أخرى. استولى على سلاح أحد الضباط، لكن عميلًا من مكتب التحقيقات الفيدرالي أطلق النار عليه وقتله على الفور. بذلك انتهت حياة سفاح كازانوفا.لماذا أُطلق عليه "سفاح كازانوفا"؟لقب "كازانوفا" جاء من تشابه أسلوب نولز مع جياكومو كازانوفا، المغامر الإيطالي الشهير بمغامراته العاطفية. كان نولز يعتمد على جاذبيته وسحره لاستدراج ضحاياه، خاصة النساء، مما جعله مختلفًا عن القتلة المتسلسلين الذين يعتمدون فقط على العنف. ومع ذلك، كانت جرائمه وحشية للغاية، حيث لم يظهر أي رحمة تجاه ضحاياه.
تأثير القضية:
التغطية الإعلامية:
قضية نولز حظيت بتغطية إعلامية واسعة في السبعينيات، خاصة بسبب طبيعتها العشوائية وجرأة هروبه من السلطات. أشرطته الصوتية أثارت اهتمامًا كبيرًا، لكنها لم تُنشر علنًا بسبب محتواها المروع.
صعوبة التحقيق:
بسبب تنقله بين الولايات وعشوائية جرائمه، استغرق الأمر وقتًا طويلاً لربط جميع جرائمه بشخص واحد. هذا جعل نولز واحدًا من أكثر القتلة المتسلسلين صعوبة في القبض عليهم في ذلك الوقت.
المقارنة مع قتلة آخرين: في نفس الفترة، كان قتلة متسلسلون آخرون مثل تيد باندي نشطين، لكن نولز تميز بنطاق جرائمه الواسع وعدم وجود نمط محدد لضحاياه.
نولز كـ"قاتل وسيم أرعب النساء والرجال في جنوب أمريكا". تفاصيل مثل قتل الشرطي جيمس ماير، سرقة سيارة الشرطة، وربط ويليام بيتس إلى شجرة وقتله هي من أبرز الحوادث في مسيرته الإجرامية. عدد الضحايا (18 إلى 35) يعكس التقديرات الرسمية والاعترافات التي قدمها نولز.
الخلاصة:
بول جون نولز، سفاح كازانوفا، كان قاتلاً متسلسلاً أمريكيًا أرعب الجنوب الأمريكي في عام 1974. بفضل جاذبيته ومظهره الوسيم، استدرج ضحاياه الذين تراوح عددهم بين 18 إلى 35، بما في ذلك نساء، رجال، وأطفال. من أبرز جرائمه قتل شرطي وسرقة سيارة الشرطة، ثم استخدامها لقتل سائق شاحنة بعد تقييده إلى شجرة. انتهت حياته برصاص الشرطة أثناء محاولة هروب في ديسمبر 1974.