الاخوة الأشقاء و زراعة الشوك
السلام عليكم.
كنت قد طلبت الإذن من السلطات رسميًا لتسجيل حوار أو صور أو فيديوهات، فوافقوا على ذلك لأدلي بها عند الحاجة بعد أن أطلعتهم على الشكوى. زرت إحدى الورشات في قرية بوشيمي، وقابلت أصدقاء إيطاليين كنت أعمل معهم جنبًا إلى جنب في البناء. كنت أملك هاتفا، وسجلت كل الحوار الذي دار بيننا فيما يخص العمل. كما قابلت صلاح، وأطلعته على الأمر لكنه لم يعرني اهتمامًا، وفهمت على الفور أنه ربما سيكون ضدي أو سيشهد ضدي أمام السلطات. وأثناء حديثي معه، نطق بجملة كانت كافية لتوريط مشغله - باولو - حيث قال لي: "أنت كنت كديباني مع باولو ولم تشتغل معه". فسجلت ما قاله هو أيضًا، ثم عدت إلى القرية التي أقطن بها وصبرت 15 يومًا بدون عمل في انتظار ما سيحدث.
وفي يوم من الأيام، وصلني استدعاء من السلطات المكلفة بالعمل، كما وصلته هو أيضًا واحدة. فدب فيه الرعب، ثم اتصل بي هاتفياً وكنت أسجل الحوار. فقال لي: "لم لا تأتي ونذهب إلى الخمارة ونشرب كأسًا ثم نتفاهم؟" فأجبته: "كان عليك أن تتوقف في ذلك اليوم الذي انتظرتك فيه للتفاهم. أما الآن فلن ترحمك السلطات". فقال لي: "حسنًا، سوف نرى".
افتتحت أبواب جهنم عندما اتصل صلاح بإخوتي ووالدي وزوجتي هاتفياً لكي أتراجع عن الشكوى، لكنني رفضت لأنه لم يعد بيدي التراجع. فذهبنا في أول مقابلة عند مفتش الشغل. ذهبت مع رجل من النقابة يعمل مع السلطات، بينما جاء المشغل ومعه أخوه لأنهما كانا شريكين في المقاولة، ومعهما المحامية المشهورة في قريتهم. أنكروا أنني اشتغلت معهما، وكانت المحامية تتحدث باسمهما. أردت أن أستطلع الأمر عن إخوتي وهل سيشهدون لي، وكذلك العمال. فقلت للمحامية: "سأستدعي كل من اشتغلت معه من العمال ليشهدوا لي". ابتسم الثلاثة في آن واحد، وردت علي: "إن شهد لك فرد واحد، أهنئك بكسب القضية". قلت لها: "حسنًا، لقد فهمت، لكن ليكن في علمك أنه بحوزتي دلائل قاطعة أستطيع بها أن أجزم أنني كنت أعمل معهما". فقال لي مفتش العمل: "أدل بواحدة من الدلائل الآن أمامنا لنواصل القضية". ففتحت حقيبتي، وكنت أملك عقد عمل منحه لي أخوه لأجدد به أوراق الإقامة، وقدمتها للمفتش. فقال للمحامية: "هذه الورقة كافية لنواصل القضية". فانفجرت المحامية وبدأت تصرخ في وجههما: "لماذا قلتم إنه لا يملك أية حجة؟" ثم خرجنا جميعًا، وتبعتنا المحامية وهي تقول: "نحن مستعدون للتفاهم إن أردتم". فقال لها النقابي: "سنفكر في الأمر".
لنرجع إلى العائلة حين كلمهم صلاح، شيطان الإنس. اتصل بي أخي محمد من المغرب، ورغم غلاء المكالمة، ليقول لي: "تراجع عن الشكوى". وعندما أيقن أنني لن أتراجع، لم يتصل من جديد. ثم اتصل بي أخ آخر اسمه حسن، وكان يسكن في أربعاء القفاف في البادية. كنت قد كلمته ليقرضني ثمن خروف العيد قبلها بأيام، وعندما بقي يومان للعيد، اتصل بي وطلب مني التراجع عن القضية. فقلت له: "يا أخي، أنت لا تعرف أنه لم يعد بوسعي بعد أن عرفت السلطات بالأمر". فقال لي: "حسنًا، عليك أن تبحث عن من يقرضك ثمن الخروف، أما أنا فلن أنفعك، ولا تعول علي في العيد". فقلت له: "حسنًا، لا بأس، سأتدبر أمري". فكلمت أحد الأصدقاء، وبعث لأولادي ثمن العيد، وأعطوا النقود لصديق آخر ليشتري لهم الأضحية. حتى الآن، كل شيء على ما يرام. لكن الشيطان صلاح اتصل بوالدي، وبين قوسين إليكم نبذة تساعدكم على فهم الموضوع: (صلاح ، كانت لديه بعض الامتيازات ، وكانت أنظار الأسرة متجهة إليه خاصة حين سافر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، وكان يرسل لهم بعض المال، ولم يكن كثيرًا مثل 50 يورو كل شهرين أو ثلاثة بالنسبة لوالدي، أما أمي فكان يرسل لها 20 أو 30 يورو في الأعياد والمناسبات أو إذا هي طلبت منه ذلك. كذلك كان يرسل لوالدي المال ليشتري له قطعة ارض إلى جانب أخي حسن في البادية بالقفاف. من هنا أصبح هو البطل في نظرهم جميعًا، وكان كل ما يطلبه منهم يقضونه بكل فرح وسرور). وكذلك لانني اسكن مع والدي في بيت على السطوح و تركت اولادي و هم صغارا اكبرهم 11 سنة و اصغرهم توام عمرهما شهر واحد ... لهذا، عندما اتصل بأبي، طلب منه أن يتدخل لمنعي من متابعة القضية. فاتصل بي والدي، وأول ما قاله لي هو: "إن لم تتراجع عن الشكوى، سأرمي بأولادك إلى الشارع". فاشتدت الحرب الشيطانية التي بدأها صلاح، وما هو آت أعظم...
في الحلقة القادمة من قصتي مع باولو احداث يندى لها الجبين انتظروني .
و السلام عليكم و رحمة الله.
يتبع...
كنت قد طلبت الإذن من السلطات رسميًا لتسجيل حوار أو صور أو فيديوهات، فوافقوا على ذلك لأدلي بها عند الحاجة بعد أن أطلعتهم على الشكوى. زرت إحدى الورشات في قرية بوشيمي، وقابلت أصدقاء إيطاليين كنت أعمل معهم جنبًا إلى جنب في البناء. كنت أملك هاتفا، وسجلت كل الحوار الذي دار بيننا فيما يخص العمل. كما قابلت صلاح، وأطلعته على الأمر لكنه لم يعرني اهتمامًا، وفهمت على الفور أنه ربما سيكون ضدي أو سيشهد ضدي أمام السلطات. وأثناء حديثي معه، نطق بجملة كانت كافية لتوريط مشغله - باولو - حيث قال لي: "أنت كنت كديباني مع باولو ولم تشتغل معه". فسجلت ما قاله هو أيضًا، ثم عدت إلى القرية التي أقطن بها وصبرت 15 يومًا بدون عمل في انتظار ما سيحدث.
وفي يوم من الأيام، وصلني استدعاء من السلطات المكلفة بالعمل، كما وصلته هو أيضًا واحدة. فدب فيه الرعب، ثم اتصل بي هاتفياً وكنت أسجل الحوار. فقال لي: "لم لا تأتي ونذهب إلى الخمارة ونشرب كأسًا ثم نتفاهم؟" فأجبته: "كان عليك أن تتوقف في ذلك اليوم الذي انتظرتك فيه للتفاهم. أما الآن فلن ترحمك السلطات". فقال لي: "حسنًا، سوف نرى".
افتتحت أبواب جهنم عندما اتصل صلاح بإخوتي ووالدي وزوجتي هاتفياً لكي أتراجع عن الشكوى، لكنني رفضت لأنه لم يعد بيدي التراجع. فذهبنا في أول مقابلة عند مفتش الشغل. ذهبت مع رجل من النقابة يعمل مع السلطات، بينما جاء المشغل ومعه أخوه لأنهما كانا شريكين في المقاولة، ومعهما المحامية المشهورة في قريتهم. أنكروا أنني اشتغلت معهما، وكانت المحامية تتحدث باسمهما. أردت أن أستطلع الأمر عن إخوتي وهل سيشهدون لي، وكذلك العمال. فقلت للمحامية: "سأستدعي كل من اشتغلت معه من العمال ليشهدوا لي". ابتسم الثلاثة في آن واحد، وردت علي: "إن شهد لك فرد واحد، أهنئك بكسب القضية". قلت لها: "حسنًا، لقد فهمت، لكن ليكن في علمك أنه بحوزتي دلائل قاطعة أستطيع بها أن أجزم أنني كنت أعمل معهما". فقال لي مفتش العمل: "أدل بواحدة من الدلائل الآن أمامنا لنواصل القضية". ففتحت حقيبتي، وكنت أملك عقد عمل منحه لي أخوه لأجدد به أوراق الإقامة، وقدمتها للمفتش. فقال للمحامية: "هذه الورقة كافية لنواصل القضية". فانفجرت المحامية وبدأت تصرخ في وجههما: "لماذا قلتم إنه لا يملك أية حجة؟" ثم خرجنا جميعًا، وتبعتنا المحامية وهي تقول: "نحن مستعدون للتفاهم إن أردتم". فقال لها النقابي: "سنفكر في الأمر".
لنرجع إلى العائلة حين كلمهم صلاح، شيطان الإنس. اتصل بي أخي محمد من المغرب، ورغم غلاء المكالمة، ليقول لي: "تراجع عن الشكوى". وعندما أيقن أنني لن أتراجع، لم يتصل من جديد. ثم اتصل بي أخ آخر اسمه حسن، وكان يسكن في أربعاء القفاف في البادية. كنت قد كلمته ليقرضني ثمن خروف العيد قبلها بأيام، وعندما بقي يومان للعيد، اتصل بي وطلب مني التراجع عن القضية. فقلت له: "يا أخي، أنت لا تعرف أنه لم يعد بوسعي بعد أن عرفت السلطات بالأمر". فقال لي: "حسنًا، عليك أن تبحث عن من يقرضك ثمن الخروف، أما أنا فلن أنفعك، ولا تعول علي في العيد". فقلت له: "حسنًا، لا بأس، سأتدبر أمري". فكلمت أحد الأصدقاء، وبعث لأولادي ثمن العيد، وأعطوا النقود لصديق آخر ليشتري لهم الأضحية. حتى الآن، كل شيء على ما يرام. لكن الشيطان صلاح اتصل بوالدي، وبين قوسين إليكم نبذة تساعدكم على فهم الموضوع: (صلاح ، كانت لديه بعض الامتيازات ، وكانت أنظار الأسرة متجهة إليه خاصة حين سافر إلى إيطاليا بطريقة غير شرعية، وكان يرسل لهم بعض المال، ولم يكن كثيرًا مثل 50 يورو كل شهرين أو ثلاثة بالنسبة لوالدي، أما أمي فكان يرسل لها 20 أو 30 يورو في الأعياد والمناسبات أو إذا هي طلبت منه ذلك. كذلك كان يرسل لوالدي المال ليشتري له قطعة ارض إلى جانب أخي حسن في البادية بالقفاف. من هنا أصبح هو البطل في نظرهم جميعًا، وكان كل ما يطلبه منهم يقضونه بكل فرح وسرور). وكذلك لانني اسكن مع والدي في بيت على السطوح و تركت اولادي و هم صغارا اكبرهم 11 سنة و اصغرهم توام عمرهما شهر واحد ... لهذا، عندما اتصل بأبي، طلب منه أن يتدخل لمنعي من متابعة القضية. فاتصل بي والدي، وأول ما قاله لي هو: "إن لم تتراجع عن الشكوى، سأرمي بأولادك إلى الشارع". فاشتدت الحرب الشيطانية التي بدأها صلاح، وما هو آت أعظم...
في الحلقة القادمة من قصتي مع باولو احداث يندى لها الجبين انتظروني .
و السلام عليكم و رحمة الله.
يتبع...