دراما العائلة والظلم: صراع مع الشيطان في الجزء الثالث من قصتي مع *باولو*

قطع الماء والكهرباء، خيانة الأهل، وبداية المواجهة مع الإمام "صلاح"

السلام عليكم
  الجزء الثالث: خيانة العائلة وذروة القطيعة
بعدما اتصل الشيطان صلاح بوالدي، قام والدي بدوره بالاتصال بي. قال لي بلهجة تهديد:
"إن لم تتراجع عن الشكاية، سأرمي أولادك في الشارع."
حينها عرفت أن الحديث معه لن يكون مجديًا. بدأت أردد بصوت هادئ:
"ألو؟ ألو؟ أبي، لا أسمعك، غير مكانك، يبدو أن الشبكة ضعيفة عندك..."
ثم أنهيت المكالمة بهدوء.
منذ تلك اللحظة، بدأت المشاكل تتفاقم في المغرب. وبعد أيام، اتصلت بي أختي الكبرى، وهي أشرّ من الشيطان نفسه، وطلبت مني نفس الطلب. شرحت لها موقفي، لكنها صرخت في وجهي قائلة:
"أنت ما فيك خير! وإن رجعت للمغرب فلا تزرني، ولا تكلمني، وإلا سترى مني ما لم تره من قبل!"
فأجبتها بهدوء شديد:
"والله لا أريد غير ما قلتِ، وكوني على يقين أنني لن أطرق بابك ما حييت."
بعدها بأيام، ذهبت شر الخلق * اختي الكبرى* إلى أبي ثم طرحت عليه فكرة الطرد فقالت له :
"عليك أن تطرده من المنزل!"
فردّ عليها:
" أوافقك الرأي، لكن أحتاج المال لرفع دعوى قضائية، لأنه لن يخرج بسهولة."
فقالت له:
"أنا سأتحمل تكاليف المحكمة والدعوى كاملة."
وبما أنها تملك سيارة، أخذته إلى المحكمة، حيث قدم دعوى لطردي من البيت. مر شهر أو أكثر، وجاء استدعاء من المحكمة باسمه، فتسلّمه. ثم سأل عون السلطة إن كان هناك استدعاء آخر لنفس العنوان، فأجابه بنعم. فقال له:
"أعطني إياه لأوصله له، إنه يسكن في السطح."
أعطاه الاستدعاء، فصعد السلالم وسلمه لزوجتي وقال لها:
"اجمعوا أغراضكم، المحكمة ستطردكم الإثنين المقبل!"
كان أطفالي التوأمان الصغيران، في سن الخامسة سنة 2010 ، حاضرينو سمعوا كل شيئ ، فخافوا كثيرًا. أما زوجتي، فكانت تعرف أن الأمر غير ممكن، لأنني لست موجودًا هناك، ولن يتم الإجراء بغيابي.
في يوم الإثنين، حضرت الشيطانة الكبرى، ورافقتها تربيتها اختي الصغرىالتي كان الشر يتطاير من عينيها بالحقد و الحسد ، التي تزوجت حديثًا في الدار البيضاء انذاك و لم يتمم الله لها فهي الان مطلقة بولد ، وكانت تنتظر خروجي لتسكن مكاني. ذهبوا لحضور الجلسة، فنودي باسمي، ولم أكن حاضرًا، فأُجلت الجلسة، فعادوا خائبين.
ثم طرحت الشيطانتان فكرة اقسم بالله لا تخطر ببال الشيطان نفسه  و هي : فصل الماء والكهرباء عن أطفالي الخمس و امهم ، فوافق أبي على الفور. أرسل في طلب كهربائي من الحي، فجاء فورًا، لكن عندما علم أنني أنا من يسكن فوق، قال له:
"المعطي؟! هذا أعز صديق لي، ولم أرَ منه عيبًا في حياتي."
ثم اعتذر ورفض تنفيذ العمل، وغادر.
غادرت الشيطانة الكبرى (واسمها جمعة)، وبقيت الشيطانة الصغرى اسمها سعيدة ، فرِحة بما يجري. في اليوم التالي، استدعت كهربائيًا آخر من حي مجاور، وجاء باكرًا في السابعة والنصف صباحًا، وفصل الماء أولًا، ثم الكهرباء.
عندما استيقظ طفلاي التوأمان، وكانا يعشقان مشاهدة الرسوم المتحركة، جلسا أمام التلفاز ينتظران اشتغاله، لكن الصورة لم تظهر. جربا مفتاح النور، فلم يشتعل، فبدآ يسألان والدتهما:
"أمي، لماذا لا تشتغل الإنارة؟"
فقالت لهما:
"لن تشتغل اليوم ولا غدًا، العبا ببعض الألعاب."
فبدأ الطفلان في البكاء، واستمر ذلك طويلًا...
منذ ذلك اليوم، صار بناتي الصغيرتين مريم و اميمة 15 و 16 سنة يجلبان الماء من عند الجيران، واشتروا مصباحين يعملان ببطاريات قابلة للشحن، كانوا يشحنونهما في منازل الجيران. وصرت أدفع لهم نصف فاتورة الماء والكهرباء. وظلوا على هذا الحال ثمانية عشر شهرًا... بدون ماء ولا كهرباء.
حلّ يوم عيد الأضحى، وكان الشيطان "صلاح" قد عاد إلى المغرب. أمر الجميع بالذهاب عند أختي الأخرى التي تسكن في الزيتونة، وأخذوا معهم الأضحية ليذبحوها هناك، معتقدين أن زوجتي لن تجد جزارًا.
لكنني كنت قد اتفقت مع صهري "حميد" (أخو زوجتي)، فوصل ليلة العيد، واستدعى جزارًا، وذُبحت الأضحية، ومرّ يوم العيد بسلام.
أما إخوتي الذين ذهبوا إلى الزيتونة، فكان من بينهم واحد له مولودة حديثة الولادة. وبسبب الأمطار وبرودة الطقس، أصيبت الطفلة بالزكام، ولم ينتبهوا لحالتها حتى أوشكت على الموت. نقلوها بسرعة إلى مستشفى خريبكة، فرفض استقبالها، فأُحيلت إلى الدار البيضاء، حيث بقيت شهرًا كاملًا في الإنعاش، وبقيت والدتها معها.
ولأن له طفلتين أخريين صغيرتين، و كان يعمل في المكتب الشريف للفوسفاط، أصبح في ورطة. فاستدعى حماته وزوجها لرعاية الطفلتين، ومكثا عنده.
ومنذ ذلك الحين، قطعوا صلة الرحم بي جميعًا، بتحريض من الشيطان صلاح.
للتذكير: كلهم أئمة ووعاظ. منهم من يخطب في الناس، ومنهم صلاح نفسه، الذي يصلي بالمهاجرين إمامًا في مسجد بمنطقة "كاسيبل" قرب سيراكوزا، كما كان يخطب الجمعة أحيانًا، ويرافق بعض أصحاب الدعوة في جولاتهم.

انتظروني في الجزء الرابع و الاخير من هذه القصة المشوقة المليئة بالدروس و لا يفوز فيها الا الصابر .
و السلام عليكم و رحمة الله.
تعليقات