بصمة على الزجاج ،عنوان الحلقة الرابعة من سلسلة الهارب.

الحلقة (4): بصمة على الزجاج 

السلام عليكم 
 الحلقة (4): بصمة على الزجاج 
كان الليل هادئًا أكثر مما ينبغي…
والقطار، الذي حمل احمد جنوبًا، دخل مدينة صغيرة تدعى "ريفر بانك" مع ضوء الفجر الأول. لا أحد يعرفه هنا. لا عيون تراقبه. لا أصوات تهمس. فرصة نادرة للهدوء… لكن الهدوء لم يكن أبدًا صديقًا للهارب.
استأجر غرفة صغيرة في نزل متقادم، في الطابق العلوي، تطل على محطة وقود مهجورة.
في المساء، بدأ يعمل في ورشة محلية لإصلاح النوافذ. اسمه الجديد؟ فريد.
في هذا المكان، لم يكن طبيبًا، لم يكن قاتلًا... فقط رجل بصمت كثيرًا.
لكن ما لا يعرفه أن في أحد المنازل التي أصلح نوافذها، عاشت أرملة شابة تُدعى "مارغريت". كانت تلك النافذة مكسورة من الداخل… واحمد، دون أن يدري، لمس الزجاج الجديد بيده العارية، تاركًا خلفه بصمة واحدة فقط.
في نفس اليوم، وصل إلى المدينة رجل في معطف جلدي، يحمل حقيبة صغيرة، ويمشي كمن يعرف بالضبط أين يذهب.
كان عميلًا خاصًا، سابقًا، يُدعى "صابر"، يعمل متطوعًا مع شرطة الولاية.
في المساء، دخل إلى النزل نفسه… وجلس في نفس الغرفة التي جلس فيها احمد قبل 6 ساعات.
وعند الفجر التالي، سمعت مارغريت صوت رجلين عند باب بيتها.
– "نحتاج إلى فحص البصمة الموجودة على الزجاج الجديد… لدينا سبب للاعتقاد أن الهارب الشهير مرّ من هنا."
وقفت مرتبكة، تتذكر وجه الرجل الهادئ الذي قال لها بابتسامة حزينة:
"بعض الناس لا يملكون وقتًا ليحكوا قصصهم… أحيانًا الحياة لا تترك لك إلا أن تصمت."
كانت تعرف، دون شك، أنه هو.
في تلك الليلة، وفي صمت تام، ركب احمد حافلة قديمة كانت تغادر المدينة إلى بلدة اسمها "هولم كريك".
لكن قبل أن يبتعد كثيرًا، رآه "صابر" يقف قرب زجاج الحافلة، خلفه... بصمته.
 "لم يكن يبحث عن الحرية فقط... بل عن العدالة التي لا تأتي إلا لمن لا ييأس أبدًا."
إلى اللقاء في الحلقة القادمة،
حيث لن يكون الزجاج وحده من يشهد… بل القلب أيضًا.
والسلام عليكم و رحمة الله.
تعليقات