حين يستيقظ الانتقام بعد نومٍ طويل
جواد الليل "حين يركض الثأر في العتمة، لا يسأل عن ضوء ولا عن رحمة."
المقدمة:
في قرية نائية على أطراف صحراء الشرقية، كان الليل هناك سيد كل شيء. تسكنه الحكايات وتنسج النجوم فيه أساطير لا تنام. في تلك القرية، عاش رجل يُدعى جواد، محقق جنائي صارم، لا يعرف التهاون في الحق، ولا يخشى أن يغرس قدميه في الوحل بحثًا عن العدالة.
لكنه لم يكن يعلم أن يومًا ما، سيصبح هو وعائلته هدفًا للشر الذي لطالما طارده.
الموضوع:
ذات مساء، وبينما كان جواد يراجع ملف قضية دولية تتعلق بتهريب البشر، اكتشف خيطًا يقود إلى شبكة متورطة تضم وافدين يعملون تحت ستار قانوني. أحدهم، عامل باكستاني يُدعى ناصر الدين خان، كان أكثر من مجرد اسم في القائمة. كان العقل المدبر، يخفي خلف ابتسامته البريئة وحشيّة باردة.
لم يتردد جواد في متابعة التحقيق رغم التحذيرات، وأصدر مذكرة توقيف بحق ناصر، الذي ألقي القبض عليه بعد مداهمة فجريّة. لكن ما لم يكن في الحسبان أن ناصر، في مكالمة واحدة من داخل التوقيف، أمر رجاله بإنهاء كل شيء... بطريقتهم.
وفي ليلة خالية من القمر، تسلل أربعة رجال إلى منزل جواد. كان في فناء المنزل يسقي النخيل حين سمع صوتاً غريبًا. اندفع للداخل، ليفاجأ بصرخات زوجته ودماء ابنه الأكبر تلطّخ الأرض. قاتلهم بسكين مطبخ، طعن أحدهم، لكنهم كانوا أسرع، أشرس، وأشد تنظيمًا.
قُتلت زوجته وأطفاله الثلاثة أمام عينيه، وتركوه ينزف حتى أغشي عليه، معتقدين أنه مات.
استيقظ جواد في المستشفى بعد يومين، وكان قد فقد كل شيء… إلا ذاكرته، وإرادته.
رفض العلاج النفسي، وطلب ملف ناصر. لم ينتظر العدالة هذه المرة، بل صنعها بيديه.
توارى عن الأنظار، وبات يُعرف بلقب أطلقه عليه رجال الشرطة: "جواد الليل".
في خلال عام، بدأ رجال ناصر يتساقطون واحدًا تلو الآخر. لم يكن يترك خلفه سوى بصمة رمح منحوتة على الحائط، وقصاصة مكتوب عليها: "ناموا، لكني لم أنم."
الخاتمة:
انتهى الأمر بجواد في شتاء قارس على أطراف إسلام أباد، حيث واجه ناصر وجهًا لوجه. لم تكن هناك محكمة، فقط أرض باردة ورجلان يعرفان أن أحدهما لن يعود.
لم يُعثر على جثتين، بل على رماد محترق في كوخ خشبي.
اختلفت الروايات. منهم من قال إن جواد قُتل، وآخرون قالوا إنه لا يزال يجوب الحدود، يبحث عن كل من أفلت من العقاب.
لكن ما بقي مؤكدًا أن جواد لم يكن رجلاً عاديًا…
كان جواد الليل.
وكان الثأر، سلاحه الأخير.
والسلام عليكم و رحمة الله.
جواد الليل.