نهاية الصراع: الغفران بعد العداوة في الجزء الرابع من قصتي مع باولو.


 عودة إلى المغرب، مواجهة العائلة، وانتصار الضمير


السلام عليكم 
أما عن الشكاية التي قدمتها ضد الأجنبي، فقد بعثوا لي أخي الأصغر "سعيد" ليتجسس عليّ، وليعرف إن كنت سأتراجع عن الشكاية، وينقل لهم حالتي النفسية.
رحّبت به، وطبخت له طعامًا، وأكلنا سويًا، ثم بدأ الحديث في الموضوع، وقال:
"اعلم أن الجميع ضدك. صلاح أمرنا بألا نشهد لصالحك، ونحن لن نفعل. فكيف تتوقع من العمال الإيطاليين أن يشهدوا لصالحك ؟ من الأفضل أن تتخلى عن القضية، وإلا سيدبّرون لك مكيدة ويسجنونك".
فأجبته:
"لا تخف عليّ، ولن أتخلى عما بدأته، حتى لو كلفني حياتي. وليكن في علمكم أنكم جميعًا ستشهدون على أنفسكم، فقد اتخذت كل الاحتياطات".
ثم شغّلت له تسجيلات المكالمات، وكان من بينها صوت رب العمل، والمهندس الذي أرسل لي عقد العمل إلى المغرب، وتسجيلات لصلاح، ولكل العمال.
فصُدم، وبقي صامتًا، ثم قال:
"أعانك الله عليهم".
وفي صباح اليوم التالي، ذهب إلى العمل معهم في قرية أخرى، ونقل لهم الخبر، فبدأ صلاح يخطط لخطوة جديدة.
مرت أيام، فاتصل بي أخي مصطفى، وأخبرني أن هناك رسالة وصلت باسمي، وعليّ السفر لأخذها.
وحين وصلت، وجدت بعض العمال الإيطاليين في الورشة، ومعهم إخوتي، وكان صلاح يشتغل في الطابق الثالث.
وعندما سمعني، نزل وبدأ يشتمني ويحاول ضربي، لكنني كنت أقوى منه، ولم أمدّ يدي عليه، رغم أني كنت أستطيع، لأني فهمت أنه يريد أن يتهمني بالاعتداء في ورشة قانونية.
فابتعدت عنهم، وركضت نحو الحافلة. وأثناء محاولتي قطع الطريق، سمعت صوت سيارة قادمة بسرعة، فتوقفت، ثم عادت السيارة إلى الوراء.
وكان السائق هو الشيطان "صلاح"، يريد قتلي بالسيارة ليُرضي "باولو".
لكنهم أيقنوا أن لا مناص من التفاهم معي، فاتصل بي أحدهم، واتفقنا على لقاء عند مفتش الشغل.
التقيت "باولو" وأخاه، والمهندس، وكسبت القضية.
دفع لي "باولو" 3000 يورو، وهو نصف ما حكم به مفتش الشغل، وسدد أيضًا مصاريف الشكاية، وانتهى الأمر.
ومنذ ذلك الحين، وبسبب الإمام الشيطان "صلاح"، لم يعد أحد من إخوتي يزور بيتي، ولا يكلمني أحد، حتى زوجتي وأولادي لا يُكلمهم أحد، وأحمد الله على ذلك.
أما والدي، فقد سافرت إلى المغرب في 2012، وسامحته، وطيّبت خاطره. وعدنا الى العيش المشترك ، أنا ووالداي، وزوجتي هي المسؤولة عن احتياجاتهما اليومية، بعدما رفضهم جميع إخوتي وأخواتي.
و مع مرور الايام ندم ابي على ما فعله باولادي في غيابي و كان كلما تذكر الموقف بكى و طلب السماح لكنا قد سامحناه تلقائيا بل نحن طلبنا منه السماح .ومنذ ذلك الحين لم يعد يهتم بمؤامراتهم الشيطانية بل اصبح يواجههم و يطردهم ان ارادوا بنا سوء .
الظلم ظلمات يوم القيامة فعلى الانسان ان يتجنبه لعله يزحزح عن النار .
واللعنة على كل إمام مسجد اجتمعت فيه صفات الشياطين .
والسلام عليكم ورحمة الله.
تعليقات