"صندوق الأسرار" – جريمة حي السويسي، الرباط (قضية واقعية)

جريمة هزت العاصمة المغربية الرباط عام 2002، لكن تفاصيلها لم تكتمل إلا بعد أكثر من عقد.


جريمة حي السويسي، الرباط (قضية واقعية)
جريمة هزت العاصمة المغربية الرباط عام 2002، لكن تفاصيلها لم تكتمل إلا بعد أكثر من عقد، حين تم فتح صندوق قديم في قبو إحدى الفيلات المهجورة.
المكان:
فيلا فخمة في حي السويسي الراقي – الرباط
كانت ملكًا لعائلة ثرية اختفت بشكل مفاجئ منذ عام 1991.

أبطال القصة:
الأب: رجل أعمال معروف، له علاقات بجهات مالية وسياسية.
الأم: أستاذة جامعية، هادئة، تهوى الرسم.
الابنة: "مليكة"، كانت في 17 من عمرها آنذاك، تلميذة نجيبة ومحبوبة.
الخادمة: من ضواحي الخميسات، ظلت آخر من رأى العائلة حيّة.

ما الذي حدث؟
في يناير 1991، تم الإبلاغ عن اختفاء العائلة بالكامل.
أُغلق ملفهم كـ"هجرة مفاجئة"، إذ أشارت ملاحظات الشرطة إلى أنهم ربما سافروا إلى كندا، بسبب مشاكل تجارية.
لكن هناك غرابة:
لم يُباع المنزل.
لم يُسحب شيء من حساباتهم البنكية بعد مغادرتهم.
لم يظهر لهم أي أثر في أي بلد.
مرت 11 سنة.

 الاكتشاف الصادم:
عام 2002، تم بيع الفيلا في مزاد بعد تراكم الضرائب.
المشتري الجديد قرر تجديد القبو الذي لم يُفتح قط منذ اختفاء العائلة.
وخلال التنظيف، تم العثور على صندوق خشبي قديم مطمور خلف حائط خرساني.
عند فتح الصندوق... وُجدت داخله:
مذكرات مرسومة بخط ابنة العائلة "مليكة"
بقايا بشرية لثلاثة أشخاص (أكّد الطب الشرعي أنهم الأب، الأم، ومليكة)
جهاز تسجيل قديم يحتوي على اعتراف مسجّل!

التسجيل الصادم:
الصوت يعود للخادمة… وتقول فيه:
"أنا ما قتلتهمش… هو اللي قتلهم. مليكة عرفت سرًا خطيرًا عن باباها، وحكات لمّامتها، وباغي تقول للبوليس. هو كان كيهدد الناس بفايلات، وكانت عندو حاجة خايبة بزاف فالدروج… قتلها هي، وبعدها الأم… وباقي التفاصيل مكتوبة."
لكن الغريب أن هذا الشريط تم تسجيله سنة 1995، بعد أربع سنوات من الجريمة، فكيف؟ وأين الخادمة الآن؟

 ألغاز لا تُنسى:
أين كانت الخادمة كل هذه المدة؟ ولماذا تُسجّل اعترافًا بعد سنوات من الحادث؟
من دفن الجثث وبنَى الجدار داخل القبو؟
هل الأب هو الجاني الحقيقي أم أن "مليكة" كانت تعرف شيئًا أخطر؟
لماذا تُركت أدلة كثيرة مخبّأة في مكان سهل الوصول لاحقًا؟ هل كان القاتل يريد أن يُكتشف لاحقًا؟
ماذا كان موجودًا في "الدروج" (الدرج السري) الذي ذكرته الخادمة؟ الملف لم يُكشف عنه أبدًا.

المذكرات التي كتبتها "مليكة" داخل الصندوق، بها إشارات غامضة مثل رموز، أبيات شعر، و"خريطة" مرسومة بخط اليد.
القصة لم تُغلق رسميًا حتى اليوم — لأن القاتل الحقيقي لم يُحدَّد، بل لا يُعرف هل الخادمة حيّة أم ميتة.

 النهاية؟ أو لا نهاية...
تم دفن العائلة في مقبرة الشهداء بالرباط، بينما بقي الصندوق في عهدة الشرطة.
أما الفيلا، فقد تحوّلت إلى مكتب محاماة... لكن الجيران يقولون إن الأضواء تُضاء فيها ليلاً دون سبب.

تعليقات