GenZ212 في المغرب: صوت رقمي يطالب بالعدالة والكرامة
جيل زد 212 في المغرب: صوت الشباب الرقمي الذي يهز أركان النظام
المقدمة: ولادة حركة GenZ212 في قلب الثورة الرقميةفي أواخر سبتمبر 2025، شهد المغرب موجة من الاحتجاجات الشبابية التي لم تشهدها البلاد منذ سنوات، تحت شعار "GenZ212". هذه الحركة، التي نشأت في أحضان الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي مثل ديسكورد (Discord) وإكس (X، سابقًا تويتر)، تمثل صرخة جيل الزيد (Gen Z) – الذين ولدوا بين عامي 1997 و2012 – ضد الإهمال المزمن في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم. الرقم "212" يشير إلى رمز الهاتف الدولي للمغرب، مما يجعل الاسم رمزًا وطنيًا يعبر عن هوية الشباب المغربي الذي يرفض أن يُعامل كغرباء في بلاده.GenZ212 ليست مجرد احتجاجات عفوية؛ إنها حركة منظمة رقميًا، غير حزبية وغير تابعة لأي جهة سياسية أو نقابية، تجمع آلاف الشباب من مدن مختلفة مثل الرباط، الدار البيضاء، مراكش، أكادير، تطوان، ووجدة. بدأت كمناقشات في سيرفر ديسكورد يضم أكثر من 9000 عضو، ثم تحولت إلى مظاهرات سلمية تحت شعار "حرية – كرامة – عدالة"، مستوحى جزئيًا من ثورات الربيع العربي، لكن مع تركيز حصري على الإصلاحات الاجتماعية دون هجوم مباشر على النظام الملكي. هذه الحركة تعكس إحباط جيل يشكل أكبر شريحة ديموغرافية في المغرب (حوالي 30% من السكان)، والذي يعاني من بطالة تصل إلى 35% بين الشباب، وانهيار الخدمات العامة رغم الاستثمارات الضخمة في مشاريع مثل كأس العالم 2030.في هذا المقال المطول، سنستعرض نشأة GenZ212 في المغرب، ومحاولاتها الجريئة في اليومين السابقين (28 و29 سبتمبر 2025)، مع تحليل الشعارات والمطالب، ثم ننتقل إلى تصورات مستقبلية لإنجازاتها المحتملة. سنعتمد على تقارير إعلامية ومنشورات على إكس لرسم صورة شاملة، مع الإشارة إلى أن هذه الحركة تمثل تحولًا في السياسة المغربية، حيث يصبح الشباب قوة تغيير حقيقية بدلاً من مجرد مستهلكين للمحتوى الرقمي.نشأة GenZ212: من الشاشات إلى الشوارعنشأت GenZ212 كرد فعل على تراكم الإخفاقات الحكومية في السنوات الأخيرة. في 2023، أدى الزلزال المدمر في الحوز إلى كشف ضعف الاستجابة الحكومية، بينما أثارت إضرابات الممرضين والأطباء في 2024-2025 غضبًا عامًا بسبب نقص المعدات الطبية وطوابير الأدوية. أما في التعليم، فإن الفصول الدراسية المكتظة (تصل إلى 60 طالبًا في فصل واحد) والمناهج القديمة تجعل التعليم مجرد وهم للعديد من الشباب. هذه المشكلات أصبحت أكثر حدة مع إعلان الحكومة عن إنفاق مليارات الدراهم على بناء الملاعب لكأس العالم 2030، بينما يموت ثماني نساء حوامل في مستشفى أكادير بسبب نقص الرعاية.بدأت الحركة في أغسطس 2025 على منصة ديسكورد، حيث أنشأ مجموعة من الشباب (أغلبهم في العشرينيات) سيرفرًا لمناقشة قضايا الشباب. سرعان ما انتشرت الفكرة عبر تيك توك وإنستغرام، مع فيديوهات فيروسية تصور الانهيار الصحي والتعليمي. بحلول 25 سبتمبر، أعلن السيرفر عن مظاهرات وطنية في 27-28 سبتمبر، تحت هاشتاغ #GENZ212 الذي حقق ملايين المشاهدات. المشاركون، الذين يُقدر عددهم بعشرات الآلاف عبر المدن، يؤكدون أنهم "غير منظمين هرميًا"، بل يعتمدون على التنسيق الرقمي لتجنب الاختراقات أو التسلل.هذه الحركة تشبه احتجاجات "حركة 20 فبراير" في 2011، لكنها أكثر تركيزًا على الإصلاحات الاجتماعية وأقل عرضة للاستقطاب السياسي. كما أنها تذكر بانتفاضات الشباب في نيبال ضد الفساد، حيث استخدم جيل زد وسائل التواصل لتحويل الغضب الرقمي إلى فعل ميداني. في المغرب، يُعتبر GenZ212 "إشارة ضعيفة لكنها مدوية"، كما وصفها موقع Médias24، لأنها تكشف عن فجوة بين الشباب والطبقة السياسية التي تفشل في الاستماع.محاولات GenZ212 في اليومين السابقين: جرأة الشوارع ورد الفعل الأمنيفي 28 سبتمبر 2025 (السبت)، انطلقت الموجة الأولى من المظاهرات في 11 مدينة على الأقل، بما في ذلك الرباط، الدار البيضاء، أكادير، مراكش، تطوان، وطنجة. الشعارات كانت واضحة: "الصحة أولًا، لا نريد كأس العالم"، "الشعب يريد إسقاط الفساد"، "فلوس الشعب فين مشات؟ في الفساد تسرقت!"، و"كسر حاجز الخوف". في الدار البيضاء، صاح المتظاهرون: "حنا مكانخافوش، حنا ماشي بحال والدينا" (نحن لا نخاف، نحن لسنا مثل آبائنا)، مما يعكس كسر الخوف الذي ورثه الجيل السابق.الاستجابة الأمنية كانت قاسية: اعتقلت الشرطة عشرات المتظاهرين، بما في ذلك قادة الحركة، في الرباط والدار البيضاء. استخدمت قوات مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق التجمعات، مما أثار انتقادات من منظمات حقوق الإنسان التي اعتبرت ذلك انتهاكًا للحق في التجمع السلمي المنصوص عليه في الدستور المغربي. وفقًا لتقارير Morocco World News، تم إطلاق سراح معظم المعتقلين بعد التحقق من هوياتهم، لكن الحادث أثار جدلًا حول "القمع الوقائي".في 29 سبتمبر (الأحد)، استمرت المحاولة الثانية رغم الإجراءات الأمنية. في الرباط، حاول الشباب التجمع أمام البرلمان، لكن الشرطة منعتهم، مما أدى إلى اشتباكات محدودة واعتقالات إضافية. في أكادير، ألقى المتظاهرون شعارات ضد "الفساد في المستشفيات"، مستذكرين وفيات النساء الحوامل. على إكس، انتشرت فيديوهات تظهر اعتقال رجل مسن يشارك في المظاهرة، مما أثار تعاطفًا واسعًا. الحركة أصدرت بيانًا يفصل نفسها عن "المنشورات المتطرفة" على ديسكورد، مثل تلك التي تنتقد الملكية، ووصفتها بـ"عملاء أو بوتات" تهدف إلى تشويه الحركة.هذه المحاولات لم تكن عشوائية؛ اعتمدت على استراتيجية ذكية: إعلان النقاط بعد ساعتين فقط من الموعد لتجنب الانتشار الأمني، واستخدام هاشتاغ #GENZ212 الذي حقق ملايين التفاعلات. على ريدميت (r/Morocco)، شارك مستخدمون تجاربهم، مثل واحد قال: "كنت في مظاهرة الدار البيضاء، الشباب يفتقر إلى الخبرة لكنهم يملكون الشجاعة". الاعتقالات بلغت مئات، لكن الحركة أعلنت نجاحها في "كسر الصمت"، ودعت إلى استمرار التنظيم السلمي.المحاولات في هذين اليومين أظهرت قوة الشباب: مشاركة واسعة رغم القمع، وانتشار فيروسي عبر المنصات. ومع ذلك، واجهت تحديات مثل محاولات الاستخبارات "للالتفاف" عليها عبر نشر شائعات عن "تسلل جزائري" أو "يساريين متطرفين". هذا الرد يعكس خوف النظام من قوة الشباب الرقمية.الشعارات والمطالب: صرخة ضد الظلم الاجتماعيالشعارات في GenZ212 ليست مجرد كلمات؛ إنها تعبير عن غضب متراكم. "الصحة أولًا، لا نريد كأس العالم" ينتقد إنفاق 10 مليارات دولار على الملاعب بينما المستشفيات تفتقر إلى الأسرة. "الشعب يريد إسقاط الفساد" يتجاوز الشعارات السياسية ليستهدف الرشوة في الإدارة العامة، حيث يُقدر الفساد بـ10% من الميزانية السنوية.المطالب الرئيسية تشمل:
- إصلاح الصحة: توفير أدوية ومعدات، وتوظيف 50 ألف ممرض جديد.
- تحسين التعليم: تقليل عدد الطلاب في الفصول إلى 30، وتحديث المناهج الرقمية.
- مكافحة البطالة: برامج تدريب للشباب، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى 3000 درهم.
- شفافية الميزانية: إعادة توجيه أموال كأس العالم إلى الخدمات الأساسية.
هذه المطالب غير حزبية، مما يجعل الحركة جذابة للشباب الذين يرفضون الاستقطاب التقليدي بين اليسار واليمين. على إكس، نشر مستخدم
@Roaastudies
فيديوهات تظهر الشعارات، مشددًا على أنها "غضب من الفساد لا من النظام".
الردود والانقسامات: بين الدعم والتشويهالحركة أثارت انقسامات: أحزاب المعارضة مثل حزب التقدم والاشتراكية دعت إلى حوار مع الشباب، بينما اتهمت الحكومة بعض المنشورات بـ"التطرف". على ريدميت، ناقش مستخدمون: "GenZ سيغير المغرب، لكنهم يحتاجون إلى قيادة"، مقابل "هذا مجرد فايب، لا تغيير حقيقي". دوليًا، غطت CNN وTV5MONDE الحدث، مقارنة إياها بالربيع العربي.تصورات للإنجازات المستقبلية: من الاحتجاج إلى الإصلاحفي المستقبل القريب، يمكن لـGenZ212 تحقيق إنجازات كبيرة إذا استمرت في التنظيم السلمي. أولاً، قد تؤدي إلى حوار حكومي: مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في 2026، قد تضطر الحكومة إلى تشكيل لجنة شبابية لإصلاح الصحة والتعليم، كما حدث في تونس بعد 2011. ثانيًا، الانتشار الرقمي: مع 45 ألف عضو في ديسكورد، يمكن تحويلها إلى حملات توقيع إلكترونية تجمع ملايين التوقيعات لقوانين جديدة.على المدى المتوسط (2026-2030)، قد تشكل GenZ212 حزبًا شبابيًا أو تحالفًا يفوز بمقاعد في البرلمان، مما يضمن تمثيل الشباب في صنع القرار. تخيل: ميزانية تعليمية مرتفعة بنسبة 20%، وبرامج صحية رقمية تقلل الانتظار في المستشفيات. كما يمكن أن تؤثر على كأس العالم، مطالبة بـ"استادات خضراء" تركز على التنمية المستدامة.على المدى البعيد، قد تكون GenZ212 نواة "ثورة خضراء" مغربية، تجمع بين الإصلاح الاجتماعي والبيئي، مستوحاة من حركات مثل "Fridays for Future". الإنجازات المحتملة تشمل تقليل البطالة إلى 15% بحلول 2035، وتحويل المغرب إلى مركز تكنولوجي إفريقي بفضل مهارات الشباب الرقمية. لكن التحدي يكمن في تجنب التسلل السياسي والحفاظ على السلمية.الخاتمة: أمل الشباب في مغرب أفضلGenZ212 ليست مجرد احتجاجات؛ إنها إعلان عن نهاية عصر الصمت. في اليومين السابقين، أثبت الشباب جرأتهم رغم القمع، وفي المستقبل، يمكنهم بناء مغرب أكثر عدالة. كما قال أحد المتظاهرين: "نحن لسنا مثل آبائنا، نحن نغير". الآن، الكرة في ملعب الحكومة: هل تسمع الصوت، أم تستمر في الكبت؟ الشباب ينتظرون، والتاريخ يشهد.