صراع لشهب وهسبريس: من التأسيس إلى اتهامات القرصنة ومطالبة 87 مليون سنتيم
هسبريس ونور الدين لشهب الصراع المالي والإعلامي في المغرب
المقدمةتُعد هسبريس واحدة من أبرز المنصات الإعلامية الرقمية في المغرب، حيث نجحت منذ تأسيسها عام 2007 في أن تصبح مرجعًا إخباريًا يوميًا لملايين القراء. لكن هذا النجاح رافقه جدل مستمر، خاصة مع نور الدين لشهب، أحد مؤسسيها السابقين الذي تحول إلى ناقد شرس للمنصة بعد انفصاله عنها. ما بدأ كشراكة طموحة تحول إلى صراع علني تخللته اتهامات بالقرصنة، التلاعب بالمعطيات الشخصية، وخلافات حول الخط التحريري. في بث مباشر على فيسبوك أثار لشهب جدلًا جديدًا بإشارته إلى مبلغ 87 مليون سنتيم، مؤكدًا أن هدفه ليس المال بل فضح ما يراه "أجندة خارجية" تخدمها هسبريس، مع إعادة تأكيده على اتهامات سابقة بالقرصنة و"شتم وسب لصاحب الجلالة". هذه التصريحات، التي ربما وُضحت أكثر في مقال على موقع مغربنا 24 (https://maghribona24.com/41353)، أعادت إحياء النقاش حول الشفافية والتمويل في الإعلام المغربي.في هذا المقال، سنستعرض العلاقة المعقدة بين هسبريس ولشهب، مع التركيز على مطالبته بـ87 مليون سنتيم، وكيف تُبرز هذه القضية تعقيدات الصراع المالي والإعلامي. سنناقش أيضًا التحديات التي تواجه الإعلام المغربي، وكيف تعكس هذه القضايا قضايا أوسع تتعلق بحرية الصحافة والشفافية.العرضهسبريس: صعود وتحديات منصة إعلامية رائدةتأسست هسبريس في فبراير 2007 على يد مجموعة من الصحفيين الشباب، بمن فيهم نور الدين لشهب، بهدف تقديم منصة إخبارية رقمية مستقلة تلبي احتياجات الجمهور المغربي في عصر الإنترنت. استفادت المنصة من الانتشار المتزايد للإنترنت والهواتف الذكية، مما ساعدها على تقديم تغطية إخبارية سريعة ومتنوعة تشمل السياسة، الاقتصاد، المجتمع، والثقافة. بحلول 2010، أصبحت هسبريس الموقع الإخباري الأكثر زيارة في المغرب، متجاوزة الصحف الورقية التقليدية بفضل تفاعلها مع الجمهور عبر التعليقات والمنتديات.طورت هسبريس محتواها ليشمل الفيديوهات والبودكاستات، وأطلقت برامج خاصة مثل "أحاديث" و"حديث من القلب" في رمضان 2025، بهدف تعزيز التفاعل مع الجمهور والجمع بين التسلية والمحتوى الروحاني. لكن نجاحها رافقه تحديات كبيرة. في 2019، واجهت هسبريس اتهامات بالقرصنة وانتهاك المعطيات الشخصية، خاصة في قضية لشهب، الذي اتهم إدارة المنصة باختراق بريده الإلكتروني. كما أثار توسعها الدولي، مثل افتتاح مكاتب في الإمارات عام 2018، تساؤلات حول استقلاليتها التحريرية. وفي فبراير 2025، أشار منشور على منصة X إلى استغلال هوية هسبريس البصرية لنشر أخبار زائفة، مما يكشف عن هشاشة المنصات الإعلامية أمام التضليل الرقمي.نور الدين لشهب: من مؤسس إلى ناقد شرسكان نور الدين لشهب أحد الأعمدة الأساسية في تأسيس هسبريس، حيث ساهم في صياغة رؤيتها التحريرية في سنواتها الأولى. اشتهر لشهب بمواقفه الناقدة للسلطة والتزامه بقضايا العدالة الاجتماعية وحرية التعبير. لكن بحلول 2018، بدأت الخلافات تظهر بينه وبين إدارة هسبريس، خاصة بعد قرار المنصة فتح مكاتب في الإمارات، وهو ما اعتبره لشهب تحولًا نحو خط تحريري أقل استقلالية. هذه الخلافات أدت إلى انفصاله عن المنصة، ليبدأ مرحلة جديدة من النقد العلني.في 2019، تصاعدت الأزمة عندما اتهم لشهب إدارة هسبريس، بقيادة محمد أمين وحسان الكنوني، بقرصنة بريده الإلكتروني ومعطياته الشخصية بعد إيقاف أرقام هواتفه المرتبطة بالمنصة. تقدم لشهب بشكايات قانونية إلى النيابة العامة، لكن القضية حُفظت، مما أثار استياءه ودفعه إلى تصعيد هجومه عبر منصات التواصل الاجتماعي. في 2021، أثار لشهب جدلًا آخر عبر فيديو اتهم فيه مالكي هسبريس بـ"سب وشتم جلالة الملك"، وهي تهمة خطيرة في السياق المغربي، معربًا عن خيبة أمله من تعامل النيابة العامة مع شكاياته.مطالبة لشهب بـ87 مليون سنتيم: السياق والتفاصيلفي بث مباشر على فيسبوك (رابط: https://www.facebook.com/reel/1479149659951529)، تحدث نور الدين لشهب عن دوره المحوري في تأسيس هسبريس، مؤكدًا أنه كان "العقل والضمير" وراء المنصة، وأنها "بُنيت على كتافه". في هذا السياق، أشار إلى مبلغ 87 مليون سنتيم، نافيًا أن يكون هدفه المال ("راني ماشي حيت تنقول 87 مليون زعما راني باغي لفلوس"). من تصريحاته، يبدو أن هذا المبلغ يُشير إلى عرض مالي قدمته هسبريس أو جهة مرتبطة بها، ربما لإقناعه بالتوقف عن انتقاداته أو العودة للعمل مع المنصة، لكنه رفضه قائلاً: "راني ما بغيتش". لشهب أكد أن رفضه ينبع من قناعته بأن هسبريس تخدم "أجندة خارجية" تضر بالمغرب، مشيرًا إلى أن المنصة تتمتع بحماية من "جهة" تمنحها ضمانة ضد الملاحقات القانونية.هذه التصريحات، التي ربما وُضحت أكثر في مقال على موقع مغربنا 24 (https://maghribona24.com/41353)، تضيف بُعدًا جديدًا لصراع لشهب مع هسبريس. المبلغ (87 مليون سنتيم) ليس مطالبة شخصية من لشهب بتعويض مالي، بل يبدو أنه جزء من نقده لممارسات المنصة المالية والتحريرية، حيث يرى أن مثل هذه العروض تُستخدم لإسكات الأصوات الناقدة. لشهب أعاد التأكيد على اتهاماته السابقة بالقرصنة و"شتم وسب لصاحب الجلالة"، مشيرًا إلى أن هذه القضايا في علم النيابة العامة والأمن، مما يعكس استمرار نزاعه القانوني والإعلامي مع المنصة.التمييز بين قضية 87 مليون سنتيم وقضية مايسة الناجيمن المهم التمييز بين هذه القضية واتهامات لشهب ضد مايسة سلامة الناجي. في سياقات أخرى، اتهم لشهب الناجي بتلقي 75 مليون سنتيم من عزيز أخنوش خلال فترة "البلوكاج الحكومي" (2016-2017)، بالإضافة إلى شيك بـ6 ملايين سنتيم، بهدف التأثير على الرأي العام ضد عبد الإله بنكيران. هذه الاتهامات منفصلة تمامًا عن إشارته إلى 87 مليون سنتيم، التي تتعلق بصراعه مع هسبريس وليس مع الناجي. النص الحرفي الذي قدمته يؤكد أن لشهب يتحدث عن هسبريس عند ذكر 87 مليون سنتيم، وليس عن مطالبة مالية شخصية، بل عن عرض مالي رفضه لأسباب مبدئية.تحديات الإعلام المغربي: الشفافية والمصداقيةهسبريس، كمنصة إعلامية رائدة، تواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على مصداقيتها. اتهامات لشهب وغيره من الصحفيين السابقين كشفت عن مشكلات داخلية تتعلق بالشفافية وإدارة العلاقات مع المساهمين. على سبيل المثال، كشفت مصادر عن عقود إشهارية كبيرة مع شخصيات سياسية، مثل 50 مليون سنتيم للحبيب المالكي و120 مليون لمحمد ساجد، مما زاد من التساؤلات حول حيادية المنصة. كما أن انتشار الأخبار الزائفة التي تستغل هويتها البصرية، كما ورد في منشور على منصة X في فبراير 2025، يعكس سهولة التلاعب بالمعلومات في عصر الإعلام الرقمي.من جهة أخرى، يعكس نشاط نور الدين لشهب، سواء عبر مقالاته في مواقع مثل بناصا وبوابة العدل والإحسان أو بثوثه المباشرة، محاولة لخلق مساحة إعلامية مستقلة. لكن أسلوبه العدائي واتهاماته المتكررة دون تقديم أدلة قاطعة جعلته عرضة للانتقاد، وقلل من تأثيره لدى بعض المتابعين. هذا التوتر بين النقد البناء والمواجهة الشخصية يطرح تساؤلات حول كيفية بناء إعلام مستقل يحافظ على المصداقية ويسهم في النقاش العام بشكل إيجابي.السياق السياسي والاجتماعي للصراعتصريحات لشهب حول 87 مليون سنتيم واتهاماته لهسبريس بتخديم "أجندة خارجية" تأتي في سياق سياسي واجتماعي حساس في المغرب. الصراعات بين الأحزاب السياسية، خاصة خلال فترة "البلوكاج الحكومي" (2016-2017)، كشفت عن تعقيدات العلاقة بين الإعلام والسياسة. اتهامات لشهب تشير إلى أن تمويلات مالية كبيرة، سواء في حالة هسبريس أو شخصيات إعلامية أخرى، ربما استُخدمت للتأثير على الرأي العام، مما يعكس الحاجة إلى مزيد من الشفافية في تمويل الإعلام والنشاط السياسي.الخاتمةالعلاقة بين هسبريس ونور الدين لشهب هي قصة معقدة تعكس تحديات العمل الإعلامي في المغرب. هسبريس، التي بدأت كفكرة طموحة لتقديم إعلام رقمي مستقل، واجهت عقبات كبيرة، من اتهامات بالقرصنة إلى انتقادات حول حياديتها. أما نور الدين لشهب، فقد تحول من مؤسس إلى ناقد شرس، يستخدم منصات التواصل الاجتماعي لفضح ما يراه فسادًا إعلاميًا وسياسيًا. في بث مباشر على فيسبوك، أشار إلى مبلغ 87 مليون سنتيم، نافيًا أن يكون هدفه المال، بل مؤكدًا أن هسبريس تخدم "أجندة خارجية"، مع إعادة تأكيده على اتهامات سابقة بالقرصنة و"شتم وسب لصاحب الجلالة". هذه التصريحات، التي ربما وُضحت أكثر في مقال على موقع مغربنا 24 (https://maghribona24.com/41353)، تسلط الضوء على تعقيدات الصراع بين لشهب والمنصة.هذا الصراع ليس مجرد نزاع شخصي، بل يعكس تحديات أوسع تواجه الإعلام المغربي: التوازن بين الاستقلالية والضغوط السياسية والاقتصادية، الحفاظ على المصداقية في مواجهة الأخبار الزائفة، وبناء حوار عام بناء. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن هسبريس من تجاوز هذه الأزمات واستعادة ثقة جمهورها؟ وهل سيجد لشهب طريقًا لتقديم نقد بناء يعزز الحوار العام بدلًا من تأجيج الصراعات؟ إجابات هذه الأسئلة ستعتمد على قدرة الإعلام المغربي على التكيف مع التحولات الرقمية والاجتماعية في السنوات القادمة.