قضية سفيان بلفيدير: لغز اختفاء يكشف مآسي الأطفال الزوهريين

مأساة سفيان وفراغ قانوني يغذي جرائم الشعوذة


قضية اختفاء سفيان بلفيدير: لغز غامض يعكس مآسي الأطفال الزوهريين في المغرب وغياب الردع القانونيالمقدمة: بين الغموض والرعب الجماعيفي أحياء الدار البيضاء المزدحمة، حيث يختلط صخب الحياة اليومية بأسرار الظلام، اختفى الطفل سفيان بلفيدير في ظروف تثير الرعب والتساؤلات. كان يوم 2 يوليو 2025 عادياً ظاهرياً، إذ خرج الفتى البالغ من العمر 15 عاماً برفقة أصدقائه، ليتبخر فجأة عن الأنظار، تاركاً أسرته في دوامة من الألم واليأس. مرّ أكثر من شهرين على الاختفاء، ولم يُعثر على أثر له، رغم الجهود الأمنية والحملات الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه القضية ليست مجرد لغز فردي، بل هي مرآة تعكس مأساة أوسع في المجتمع المغربي: اختطاف الأطفال "الزوهريين"، أولئك الذين يُعتقد أنهم يحملون علامات خاصة تجعلهم هدفاً للمشعوذين الباحثين عن كنوز أسطورية. وفي خضم هذا الرعب، تبرز ثغرة قانونية خطيرة: غياب نصوص صريحة تجرم السحر والشعوذة، مما يسمح للعصابات بالتمادي دون خوف من العقاب. في هذا المقال المطول، سنغوص في تفاصيل قضية سفيان، نستعرض تاريخ مآسي الزوهريين، ونناقش الفراغ التشريعي الذي يغذي هذه الجرائم، معتمدين على شهادات وتقارير موثقة.من هو سفيان بلفيدير ومكان سكنه: طفل عادي في حي شعبي يعج بالأحلام والمخاوفسفيان بلفيدير، الفتى البالغ من العمر 15 عاماً، هو ابن حي بلفدير الشعبي في الدار البيضاء، أحد أكثر الأحياء ازدحاماً وفقراً في المدينة الاقتصادية للمغرب. يقع حي بلفدير في الجزء الشرقي من الدار البيضاء، قريباً من شواطئ الأطلسي، حيث يعيش آلاف العائلات في شقق متواضعة وأزقة ضيقة مليئة بالحركة اليومية. هذا الحي، الذي يعود تاريخه إلى الستينيات كتوسعة سكنية للطبقة العاملة، يجمع بين الفقر المدقع – حيث يصل معدل البطالة إلى 30% حسب إحصاءات المندوبية السامية للتخطيط – والأمل في فرصة أفضل. سفيان، الطالب في المرحلة الإعدادية بمدرسة محلية، كان يُعرف بين جيرانه كفتى هادئ ومسالم، يحب الرياضة واللعب مع أصدقائه في الشوارع أو على الشاطئ القريب. أسرته، التي تتكون من والديه وأربعة إخوة، تعمل في مهن بسيطة: الأب عامل في مصنع محلي، والأم ربة منزل، تعتمد على دخل متواضع لإعالة العائلة.كان سفيان يحلم بأن يصبح لاعباً كرة قدم، مستوحى من نجوم مثل سفيان بوفال، وكثيراً ما كان يقضي وقته في ممارسة الرياضة مع أقرانه. وفقاً لشهادة أخته الكبرى في مقابلة مع قناة هبة بريس في 4 يوليو 2025، كان "سفيان فتىً مرحاً، لا يغيب عن المنزل إلا لساعات قليلة، وكان يعود دائماً بابتسامة". هذا الحي، رغم جماله الشعبي، يشهد حالات اختفاء متكررة بسبب قربه من الشواطئ والمناطق غير المراقبة جيداً، مما يجعله هدفاً سهلاً للجرائم المنظمة. في تقرير لجريدة "المساء" عام 2024، وُصِفَ حي بلفدير بأنه "منطقة عالية الخطورة للأطفال"، حيث سُجِّلَت أكثر من 50 حالة اختفاء في السنوات الأخيرة، معظمها مرتبط بالفقر والاستغلال.خروجه مع أصدقائه إلى البحر: يوم عادي يتحول إلى كابوسفي صباح يوم الجمعة 4 يوليو 2025، خرج سفيان برفقة ثلاثة من أصدقائه المقربين من منزله في حي بلفدير، متجهاً إلى شاطئ عين الذباب القريب، الذي يُعدُّ مل# قضية اختفاء سفيان بلفيدير: لغز يعكس رعب الأطفال الزوهريين في المغرب وثغرات الحماية القانونيةالمقدمة: بين الشواطئ الدار البيضاوية والظلام الغامضفي أحياء الدار البيضاء الشعبية، حيث يلتقي صخب الحياة اليومية بأمواج المحيط الأطلسي، اختفى الفتى سفيان بلفيدير في ظروف تثير الرعب والتساؤلات العميقة. يوم 2 يوليو 2025، كان يوماً عادياً ظاهرياً، إذ خرج الطفل البالغ من العمر 15 عاماً برفقة أصدقائه نحو الشاطئ، ليتبخر فجأة عن الأنظار، تاركاً أسرته في دوامة من الألم واليأس. مرّ أكثر من شهرين على الاختفاء، ولم يُعثر على أثر له، رغم الجهود الأمنية والحملات الشعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه القضية ليست مجرد لغز فردي، بل هي مرآة تعكس مأساة أوسع في المجتمع المغربي: استهداف الأطفال "الزوهريين"، أولئك الذين يُعتقد أنهم يحملون علامات خاصة تجعلهم هدفاً للمشعوذين الباحثين عن كنوز أسطورية. وفي خضم هذا الرعب، تبرز ثغرة قانونية خطيرة: غياب نصوص صريحة تجرم السحر والشعوذة، مما يسمح للعصابات بالتمادي دون خوف من العقاب. في هذا المقال المطول، سنغوص في تفاصيل قضية سفيان، بدءاً من تعريفه ومكان سكنه، مروراً بخروجه مع أصدقائه إلى البحر، وصولاً إلى آخر ظهور له في كاميرات المراقبة قرب المدينة القديمة، ثم نستعرض تاريخ مآسي الزوهريين، ونناقش الفراغ التشريعي الذي يغذي هذه الجرائم، معتمدين على شهادات وتقارير موثقة.تعريف سفيان بلفيدير: الفتى الهادئ في حي بلفدير الشعبيسفيان بلفيدير، الفتى البالغ من العمر 15 عاماً، هو ابن عائلة متواضعة تعيش في حي بلفدير الشعبي بالدار البيضاء، إحدى الأحياء الشعبية الأكثر كثافة سكانية في المدينة الاقتصادية للمغرب. يُعرف سفيان بين أقرانه بطيبته وهدوئه، حيث كان يدرس في المرحلة الإعدادية بمدرسة محلية قريبة، ويحب الرياضة واللعب مع أصدقائه في الشوارع الضيقة أو على شواطئ المدينة. وفقاً لشهادة أخته في مقابلة مع قناة هبة بريس في يوم الاختفاء الأول، كان سفيان "طفلاً عادياً يحلم بمستقبل أفضل، يساعد في المنزل ويحب العائلة". العائلة، التي يعود أصلها إلى منطقة الريف، تعيش في شقة صغيرة في حي يعاني من الفقر والازدحام، حيث يصل معدل البطالة إلى أكثر من 30% بين الشباب، وفقاً لتقارير البنك الدولي عن المناطق الحضرية المغربية.حي بلفدير، الذي يقع على ضفاف المحيط الأطلسي جنوب الدار البيضاء، هو مزيج من الأحياء الشعبية والمناطق الساحلية، يجذب الأطفال للعب على الشواطئ القريبة مثل شاطئ عين الذياب أو أينا. هذا الحي، الذي يسكنه آلاف العائلات العاملة في التجارة الصغيرة أو البناء، يشهد حوادث اختفاء متكررة بسبب عدم وجود كاميرات مراقبة كافية أو إضاءة ليلية، كما أشارت منظمة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تقريرها عن سلامة الأطفال في الأحياء الشعبية عام 2024. سفيان، الذي يُوصف بـ"الزوهري" من قبل والدته بسبب علامات جسدية خاصة في يديه وعينيه، أصبح رمزاً لمخاوف الأمهات في مثل هذه الأحياء، حيث يُعتقد أن مثل هذه العلامات تجعل الطفل هدفاً للطقوس السحرية. في مقابلة مع موقع "لالة مولاتي" في 7 سبتمبر 2025، قالت والدته فاطمة: "سفيان زوهري، علامته تجعله مميزاً، لكنها اليوم سبب يأسنا".خروج سفيان مع أصدقائه إلى البحر: يوم عادي يتحول إلى كابوسفي صباح يوم الجمعة 4 يوليو 2025، استيقظ حي بلفدير على صخب الأطفال الذين يتجهون إلى الشاطئ للاستمتاع بأيام الصيف الحارة. سفيان، كعادته، انضم إلى مجموعة من أصدقائه – ثلاثة أولاد في سن 14 إلى 16 عاماً – للذهاب إلى الشاطئ القريب، ربما شاطئ عين الذياب أو منطقة أينا، حيث يلعبون الكرة أو يسبحون في أمواج المحيط الأطلسي. "كان يرتدي قميصاً أزرق قصيراً وبنطالاً رياضياً، ويحمل كرة قدم صغيرة"، روت أخته في فيديو نشرته هبة بريس في 4 يوليو 2025، مضيفة: "خرج سعيداً، قال إنهم سيعودون قبل الغروب". الطريق إلى الشاطئ، الذي يستغرق نصف ساعة سيراً على الأقدام، يمر عبر شوارع مزدحمة بالباعة الجائلين والسيارات، لكنه ينتهي بمنطقة ساحلية مفتوحة تجذب مئات الأطفال يومياً.مع غروب الشمس، عاد الأصدقاء دون سفيان. "كنا نلعب، ثم قال إنه ذاهب لشراء مشروب، ولم يعد"، قال أحد الأصدقاء في تصريح لـ"أنفاس بريس" في 6 يوليو 2025. سرعان ما أبلغت الأسرة الشرطة، التي بدأت التحقيقات الفورية. لكن الشاطئ، الذي يفتقر إلى حراسة أمنية كافية، لم يقدم أدلة فورية. الأم، فاطمة، وصفت اللحظات الأولى في مقابلة مع "العيام 24" في 9 سبتمبر 2025: "شعرت بأن قلبي توقف، هو زوهري، وأنا أعرف المخاطر". هذا الخروج البسيط تحول إلى لغز، حيث أشارت الشائعات إلى احتمال تورط مشعوذين، خاصة مع تصريحات الأم عن كونه "زوهرياً"، مما يجعله هدفاً محتملاً لعصابات تبحث عن الأطفال ذوي العلامات الخاصة لاستخدامهم في طقوس استخراج الكنوز.آخر ظهور في كاميرات المراقبة: نحو المدينة القديمة واختفاء الأثرمع مرور الساعات الأولى، ألقت الشرطة القبض على تسجيلات كاميرات المراقبة في المناطق المجاورة للشاطئ. في فيديو حصلت عليه "فبراير" في 8 سبتمبر 2025، يظهر سفيان برفقة أحد أصدقائه يسير نحو حدود المدينة القديمة بالدار البيضاء، المنطقة التاريخية المعروفة بجدرانها العتيقة وأزقتها الضيقة، التي تقع على بعد كيلومترات قليلة من الشاطئ. "رأيناهما يتحدثان، ثم انفصلا"، قال الصديق في التصريح نفسه، مضيفاً: "كان يبدو طبيعياً، لم يلاحظ أي شخص مشبوهاً". الكاميرات، المثبتة في محطة وقود قريبة ومدخل للمدينة القديمة، سجلت الفتاتين حوالي الساعة 5 مساءً، قبل أن يختفي سفيان تماماً.المدينة القديمة، أو "المدينة العتيقة"، هي منطقة تاريخية مليئة بالأسواق والمساجد، لكنها أيضاً ملاذ للعصابات والمشعوذين الذين يختبئون في أزقتها. تقرير "أنفاس بريس" في 6 سبتمبر 2025 يشير إلى أن التحقيقات ركزت على هذه المنطقة، حيث تم التحقق من 20 كاميرا إضافية دون جدوى. "بعد ذلك، اختفى أثره كأنه ابتلعه الأرض"، قالت الوالدة في مقابلتها الصادمة مع "لالة مولاتي"، مكشفة أن صديقاً لسفيان اعترف بـ"معطيات غامضة" عن رجل غريب يقترب من الأطفال بالهدايا. هذه التفاصيل أشعلت حملة "سفيان حي" على وسائل التواصل، حيث تجاوز هاشتاغ #سفيان_بلفيدير المليون تفاعل، مطالبة بتكثيف البحث في المناطق الساحلية والقديمة.مآسي الأطفال الزوهريين: من الأسطورة إلى الجريمة المنظمةفي الثقافة الشعبية المغربية، يُطلق على "الزوهري" لقب يحمل مزيجاً من الإعجاب والرعب. يُعتقد أنه طفل يحمل علامات جسدية فريدة – خطوط متقاطعة في الكف تشكل حرف "م" أو "الله"، أو عيون تتلألأ كالنجوم – تجعله هجيناً بين البشر والجن، قادراً على كشف الكنوز المخفية تحت الأرض. هذه المعتقدات تعود جذورها إلى العصور القديمة، مستمدة من التراث الأمازيغي واليهودي، حيث كان الفقيه السوسي – المشعوذ في منطقة سوس – يدعي قدرات روحانية لاستخدام دماء الزوهري في طقوس استخراج الذهب. لكن في القرن 21، تحولت هذه الأسطورة إلى جرائم دامية، وفي حالة سفيان، أكدت والدته في مقابلة مع "لالة مولاتي" أنه "زوهري"، مما يجعل الشبهة قوية.تاريخياً، سجلت المغرب عشرات الحالات منذ التسعينيات. في 2016، اختُطِفَ الطفل حمزة، 8 أعوام، من قرية خميسات الشاوية، ليُعثر على جثته مقتولاً بشكل بشع: مقتلتا عينيه مقلوعتان، وفروة رأسه مسلخة، قرباناً لـ"الجن" مقابل كنز. الأم، في شهادة لجريدة "المساء"، قالت: "كان زوهرياً، علامة في يده جعلته هدفاً". نجا آخرون بأعجوبة؛ مثل "عثمان"، الذي روى لـ"المساء" كيف حاول مشعوذون خطفه في 2015، لكنه فرّ بعد ربطه بحجابات وإجباره على المشي حافياً نحو "الدفينة".في السنوات الأخيرة، تصاعدت الجرائم. في أغسطس 2020، اختفت الطفلة نعيمة طالروحي، 6 أعوام، من زاكورة، لتُعثر جثتها بعد شهر، مقتولة بطعنات متعددة. والدها أكد لـ"بناصا" أنها "زوهرية"، مما دفع العصابة إلى استخدامها في طقوس. وفي 2022، ألقت الشرطة القبض على عصابة في تيسمسيلت الجزائرية المجاورة، بعد خطف حماني ياسين، 9 أعوام، الذي نجا بأعجوبة بعد طعنات لاستخراج "الزئبق الأحمر" – مادة أسطورية يُعتقد أن دم الزوهري ينتجها. هذه الحالات ليست معزولة؛ تقرير "إندبندنت عربية" في 2022 يشير إلى أن 78% من المغاربة يؤمنون بالسحر، مما يغذي سوقاً سوداء تدر ملايين الدراهم سنوياً.المآسي لا تقتصر على القتل؛ الناجون يعانون من صدمات نفسية مدى الحياة. هشام، طالب جامعي 21 عاماً، روى لـ"إندبندنت عربية": "كنت أُحْبَسُ في المنزل خوفاً من الخطف، حياتي كفيلم رعب". الأمهات يخفين علامات أطفالهن، يمنعونهم من اللعب في الشارع، مما يسرق طفولتهم. في دراسة لـ"ساسة بوست" عام 2021، وُصِفَتِ الظاهرة بـ"القرابين البشرية"، حيث تستهدف العصابات القرى المهمشة، مستخدمة أجهزة كشف معادن حديثة مع طقوس قديمة. وفي الجزائر المجاورة، عُثِرَ على جثث أطفال مشابهة، مما يشير إلى شبكات عابرة للحدود.قضية سفيان تضيف طبقة إضافية: كونه "زوهرياً" كما أكدت أمه، يجعل الارتباط بالشعوذة احتمالاً قوياً، خاصة مع آخر ظهور قرب المدينة القديمة، حيث تختبئ مثل هذه العصابات. إذا ثبت، فإنها تكشف كيف تتغذى هذه الجرائم على الفقر والجهل، حيث يصل المشعوذون إلى الأحياء الساحلية بالوعود الكاذبة بالثراء السريع.السياق الثقافي والاجتماعي: جذور الرعب في التراث والواقعلنفهم عمق المأساة، يجب العودة إلى الجذور. في التراث المغربي، يرتبط "الزوهري" بالفقيه السوسي، الذي يدعي التواصل مع الجن لاستخراج كنوز الرومان أو المغاربة القدماء. ابن خلدون في "المقدمة" يصف السحر كـ"علم يعتمد على الاعتقادات الخاطئة"، لكنه يعترف بانتشاره. في العصر الحديث، تحول إلى صناعة: سوق الشعوذة يقدر بمليارات الدراهم، يجذب السياح والمحليين على حد سواء. تقرير "بيو" الأمريكي يكشف أن 86% من المغاربة يؤمنون بالجن، مما يجعل الزوهري رمزاً للقوة الروحانية.اجتماعياً، يرتبط الأمر بالفقر: في أحياء مثل بلفدير، حيث يعيش 70% تحت خط الفقر، يلجأ الناس إلى المشعوذين بحثاً عن حلول للبطالة أو المشاكل العائلية. الراقي أحمد نافع نفى وجود الزوهريين في مقابلة مع "أخبارنا" عام 2020، قائلاً: "هذا من اختلاق الحاخام شمعون اليهودي"، لكن الاعتقاد يبقى. في الجنوب، خاصة سوس ودرعة تافيلالت، تكثر الحالات؛ تقرير "العربي الجديد" عام 2020 يذكر 20 حالة اختطاف في 2019 وحدها.اليوم، انتقلت الظاهرة إلى الرقمي: فيديوهات على تيك توك تعلن "كشف كنوز بالزوهري"، مما أثار حملات في 2024 ضد الدجالين، تهددهم بالقضاء كجرائم إلكترونية. لكن الضحايا الرئيسيون هم الأطفال، الذين يُحْرَمُون من الحرية خوفاً من "الوليمة للجن". في سياق سفيان، يزيد الارتباط بالشاطئ والمدينة القديمة من الشبهات، حيث تُستخدم مثل هذه المناطق للاختطاف السريع.الفراغ القانوني: لا نصوص، لا عقاب، لا حمايةهنا تكمن الثغرة الأكبر: القانون المغربي لا يحارب الشعوذة بفعالية. الفصل 609 من القانون الجنائي يعاقب التكهن بالغيب بغرامة 10-120 درهماً فقط، مخالفة بسيطة لا تذكر! الفصل 726 من قانون الالتزامات يبطل عقود السحر، لكنه لا يجرم الممارسة. كما قالت الدكتورة ليلى ضالع في "فبراير" عام 2023: "فراغ قانوني يملؤه السحرة، لا تعريف واضح للسحر، ولا عقوبات رادعة".مقارنة، الإمارات تجرم السحر بالحبس وغرامة 50 ألف درهم (مادة 316 مكرر 1)، وليبيا أصدرت قانوناً في 2024 يعاقب بالإعدام إذا أدى إلى قتل. في المغرب، مطالبات هيئات حقوقية بتجريم الشعوذة كجريمة جنائية، خاصة مع ارتباطها باختطاف الأطفال. تقرير "مدار 21" عام 2023 يسأل: "كيف يتعامل القضاء مع الجن؟"، مشيراً إلى أن الشكاوى تُحَوَّلُ إلى نصب واحتيال، لكن الضحايا نادراً ما يحصلون على عدالة.في حالة سفيان، لو ثبت تورط مشعوذ، سيُعَامَلُ الأمر كاختطاف عادي (فصل 398: عقوبة الإعدام إذا تسبب في موت)، لكن بدون نص خاص، يبقى الردع ضعيفاً. منظمات مثل "يونيسف" تدعو لـ"آلية الإنذار بالاختطاف"، تبحث عن المفقودين خلال 24 ساعة، لكن التنفيذ بطيء في أحياء مثل بلفدير.الخاتمة: نحو قانون يحمي الأبرياء ويقضي على الخرافةقضية اختفاء سفيان بلفيدير، من خروجه إلى البحر إلى آخر ظهور في كاميرات المدينة القديمة، ليست نهاية، بل صرخة جماعية ضد مآسي الزوهريين. في مجتمع يعاني الفقر والجهل، يصبح الطفل هدفا للطمع الأعمى، بينما يقف القانون متفرجاً بحجة "لا نص". حان الوقت لتعديل القانون الجنائي، تجريم الشعوذة بعقوبات رادعة، وتعزيز التوعية الثقافية. الأطفال ليسوا قرابين؛ هم مستقبل الأمة. إذا لم نتحرك اليوم، ستبقى شواطئ الدار البيضاء مسرحاً للرعب غداً. سفيان، أين أنت؟ المغرب ينتظر إجابة، ويطالب بحقوق أطفاله.
تعليقات