التبني والكفالة: حكم شرعي وواقع اجتماعي
في الإسلام، التبني بمعناه التقليدي (أي إلحاق طفل بنسب شخص آخر غير والده البيولوجي) محرم شرعًا بنصوص صريحة من القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول الله تعالى في سورة الأحزاب: "وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ ۖ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ۚ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ" [الأحزاب: 4-5]. هذه الآية تنص على وجوب نسبة الطفل إلى والده الحقيقي، وعدم جواز إلحاقه بنسب غيره.
أسباب تحريم التبني:
1.الحفاظ على النسب: النسب في الإسلام قيمة أساسية ترتبط بالهوية، الميراث، والعلاقات الأسرية. إلحاق طفل بنسب غير حقيقي قد يؤدي إلى اختلاط الأنساب، وهو أمر محرم.
2.العدالة في الميراث: التبني قد يؤدي إلى إعطاء الطفل المتبنى حقوقًا في الميراث لا يستحقها شرعًا، مما يظلم الورثة الشرعيين.
المحافظة على العلاقات الأسرية: التبني قد يؤدي إلى اختلاط في العلاقات المحرمية (مثل الزواج أو العورات)، حيث قد يعامل الطفل المتبنى كابن بيولوجي دون مراعاة الأحكام الشرعية.
3.الكفالة كبديل شرعي: بدلاً من التبني، يشجع الإسلام على كفالة اليتيم، وهي رعاية الطفل وتربيته دون تغيير نسبه أو إعطائه اسم العائلة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. هذا الحديث يبرز فضل الكفالة وأهميتها الإنسانية والدينية. الكفالة تتيح للطفل العيش في بيئة أسرية آمنة مع الحفاظ على هويته الأصلية.
2.العدالة في الميراث: التبني قد يؤدي إلى إعطاء الطفل المتبنى حقوقًا في الميراث لا يستحقها شرعًا، مما يظلم الورثة الشرعيين.
المحافظة على العلاقات الأسرية: التبني قد يؤدي إلى اختلاط في العلاقات المحرمية (مثل الزواج أو العورات)، حيث قد يعامل الطفل المتبنى كابن بيولوجي دون مراعاة الأحكام الشرعية.
3.الكفالة كبديل شرعي: بدلاً من التبني، يشجع الإسلام على كفالة اليتيم، وهي رعاية الطفل وتربيته دون تغيير نسبه أو إعطائه اسم العائلة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى. هذا الحديث يبرز فضل الكفالة وأهميتها الإنسانية والدينية. الكفالة تتيح للطفل العيش في بيئة أسرية آمنة مع الحفاظ على هويته الأصلية.
التبني في المغرب: الإطار القانوني
في المغرب، يعتمد القانون على الفقه المالكي الذي يحرم التبني بمعناه التقليدي، ويستبدله بمفهوم الكفالة. القانون المغربي ينظم الكفالة من خلال مدونة الأسرة (2004) وقانون خاص بالكفالة (قانون رقم 15.01 المتعلق بكفالة الأطفال المهجورين). الكفالة تتيح للأفراد أو الأسر رعاية طفل مهجور أو مجهول النسب دون إلحاقه بنسبهم أو منحه حق الميراث.
شروط الكفالة في المغرب:
يجب أن يكون الكافل مسلمًا، بالغًا، عاقلاً، وقادرًا على توفير الرعاية المادية والمعنوية.
يشترط موافقة القاضي المختص بعد دراسة حالة الكافل والطفل.
لا يحق للطفل المكفول حمل اسم عائلة الكافل أو الحصول على حق الميراث، لكن يمكن أن يرعى كأحد أفراد الأسرة.
في حالة الأطفال مجهولي النسب، يتم إلحاقهم باسم عائلة افتراضي (مثل "الخامس" أو "الصغير") للحفاظ على هويتهم القانونية.
يشترط موافقة القاضي المختص بعد دراسة حالة الكافل والطفل.
لا يحق للطفل المكفول حمل اسم عائلة الكافل أو الحصول على حق الميراث، لكن يمكن أن يرعى كأحد أفراد الأسرة.
في حالة الأطفال مجهولي النسب، يتم إلحاقهم باسم عائلة افتراضي (مثل "الخامس" أو "الصغير") للحفاظ على هويتهم القانونية.
تحديات الكفالة في المغرب:
المعوقات القانونية: إجراءات الكفالة قد تكون معقدة وطويلة، مما يثني بعض الأسر عن المضي قدمًا.
الوصمة الاجتماعية: الأطفال المهجورون أو مجهولو النسب قد يواجهون تمييزًا اجتماعيًا، مما يزيد من صعوبة دمجهم في الأسر.
القيود على الجنسية: الطفل المكفول لا يحصل على جنسية الكافل، مما قد يسبب مشاكل قانونية، خاصة في حال السفر أو الإقامة خارج المغرب.
الوصمة الاجتماعية: الأطفال المهجورون أو مجهولو النسب قد يواجهون تمييزًا اجتماعيًا، مما يزيد من صعوبة دمجهم في الأسر.
القيود على الجنسية: الطفل المكفول لا يحصل على جنسية الكافل، مما قد يسبب مشاكل قانونية، خاصة في حال السفر أو الإقامة خارج المغرب.
أسباب انتشار ظاهرة التبني او الكفالة في المغرب
1.العقم:
العقم يعتبر من الأسباب الرئيسية التي تدفع الأزواج في المغرب إلى البحث عن الكفالة أو حتى التبني سرًا. العقم يؤثر على نسبة لا بأس بها من الأزواج، وفي مجتمع يولي أهمية كبيرة للإنجاب، يصبح اللجوء إلى الكفالة خيارًا لتعويض النقص العاطفي والاجتماعي. ومع ذلك، قد يلجأ البعض إلى التبني غير القانوني (مثل تسجيل الطفل باسم الأب البيولوجي) لتجنب الإجراءات القانونية أو الوصمة الاجتماعية.
2.الرغبة في إنجاب جنس معين:
في بعض الأوساط المغربية، لا تزال هناك تفضيلات ثقافية لإنجاب الذكور أو الإناث. على سبيل المثال، قد تلجأ أسر ليس لديها ذكور إلى كفالة طفل ذكر لضمان استمرارية اسم العائلة أو لتحقيق توازن أسري. هذه الرغبة قد تدفع أيضًا إلى محاولات تبني غير شرعية، خاصة في حالات مجهولي النسب.
3.الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية:
ارتفاع أعداد الأطفال المهجورين في المغرب، خاصة نتيجة الحمل خارج إطار الزواج، يزيد من الحاجة إلى الكفالة. العديد من الأمهات القاصرات أو اللواتي يواجهن ظروفًا اجتماعية صعبة يتركن أطفالهن في الملاجئ، مما يدفع أسرًا أخرى إلى التفكير في الكفالة كعمل إنساني.
2.الرغبة في إنجاب جنس معين:
في بعض الأوساط المغربية، لا تزال هناك تفضيلات ثقافية لإنجاب الذكور أو الإناث. على سبيل المثال، قد تلجأ أسر ليس لديها ذكور إلى كفالة طفل ذكر لضمان استمرارية اسم العائلة أو لتحقيق توازن أسري. هذه الرغبة قد تدفع أيضًا إلى محاولات تبني غير شرعية، خاصة في حالات مجهولي النسب.
3.الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية:
ارتفاع أعداد الأطفال المهجورين في المغرب، خاصة نتيجة الحمل خارج إطار الزواج، يزيد من الحاجة إلى الكفالة. العديد من الأمهات القاصرات أو اللواتي يواجهن ظروفًا اجتماعية صعبة يتركن أطفالهن في الملاجئ، مما يدفع أسرًا أخرى إلى التفكير في الكفالة كعمل إنساني.
تبعات التبني والكفالة في المغرب
1.التبعات الاجتماعية:
الوصمة الاجتماعية: الأطفال المكفولون قد يواجهون نظرات دونية أو تمييزًا في المجتمع، خاصة إذا كانوا مجهولي النسب. هذا قد يؤثر على نفسيتهم واندماجهم.
الضغط على الأسر:الأسر التي تكفل أطفالًا قد تواجه ضغوطًا من الأقارب أو المجتمع، خاصة إذا كان هناك نزاعات حول الميراث أو النسب.
الضغط على الأسر:الأسر التي تكفل أطفالًا قد تواجه ضغوطًا من الأقارب أو المجتمع، خاصة إذا كان هناك نزاعات حول الميراث أو النسب.
التبني السري: بعض الأسر تلجأ إلى التبني غير القانوني، مما قد يؤدي إلى مشاكل قانونية وأخلاقية، مثل تزوير الأوراق أو إخفاء الحقيقة عن الطفل.
2.التبعات القانونية:
2.التبعات القانونية:
في حالة التبني غير القانوني، قد يواجه الأفراد عقوبات قانونية، خاصة إذا تم اكتشاف تزوير في النسب أو الأوراق الرسمية.
الطفل المكفول قد يواجه تحديات في الحصول على حقوق قانونية مثل التعليم، الصحة، أو السفر بسبب عدم وجود نسب واضح.
3.التبعات النفسية:
الطفل المكفول قد يواجه تحديات في الحصول على حقوق قانونية مثل التعليم، الصحة، أو السفر بسبب عدم وجود نسب واضح.
3.التبعات النفسية:
على الطفل: قد يعاني الطفل المكفول من أزمة هوية إذا لم يتم إخباره بحقيقة نسبه، أو إذا شعر بعدم الانتماء للأسرة.
على الأسرة: قد تواجه الأسر التي تكفل أطفالًا تحديات نفسية في التوفيق بين توقعاتهم العاطفية والواقع القانوني والاجتماعي.
على الأسرة: قد تواجه الأسر التي تكفل أطفالًا تحديات نفسية في التوفيق بين توقعاتهم العاطفية والواقع القانوني والاجتماعي.
لماذا تنتشر الظاهرة رغم التحريم؟
على الرغم من تحريم التبني في الإسلام والقانون المغربي، فإن الظاهرة تنتشر بشكل سري أحيانًا بسبب:الضغط الاجتماعي: في المجتمع المغربي، يُنظر إلى الإنجاب كجزء أساسي من الحياة الزوجية، مما يدفع الأزواج العاقرين إلى البحث عن حلول، حتى لو كانت غير قانونية.
الجهل بالأحكام الشرعية: بعض الأفراد قد يتبنون أطفالًا دون علم بتحريم التبني، ظنًا منهم أنه عمل خيري.
ضعف التوعية: عدم وجود حملات توعية كافية حول الكفالة كبديل شرعي وقانوني يدفع البعض إلى اللجوء إلى التبني
الجهل بالأحكام الشرعية: بعض الأفراد قد يتبنون أطفالًا دون علم بتحريم التبني، ظنًا منهم أنه عمل خيري.
ضعف التوعية: عدم وجود حملات توعية كافية حول الكفالة كبديل شرعي وقانوني يدفع البعض إلى اللجوء إلى التبني
الحلول المقترحة
1.تعزيز التوعية الدينية والقانونية:
نشر الوعي بأحكام التبني والكفالة من خلال الخطب الدينية، البرامج الإعلامية، وورش العمل.
توضيح فضل كفالة اليتيم كبديل شرعي يحقق نفس الأهداف الإنسانية دون مخالفة الشرع.
2.تسهيل إجراءات الكفالة:
توضيح فضل كفالة اليتيم كبديل شرعي يحقق نفس الأهداف الإنسانية دون مخالفة الشرع.
2.تسهيل إجراءات الكفالة:
تبسيط الإجراءات القانونية للكفالة لتشجيع الأسر على اتباع الطريق القانوني.
توفير دعم مالي واجتماعي للأسر الكافلة لتخفيف الأعباء.
3.مكافحة الوصمة الاجتماعية:
توفير دعم مالي واجتماعي للأسر الكافلة لتخفيف الأعباء.
3.مكافحة الوصمة الاجتماعية:
تعزيز ثقافة قبول الأطفال المكفولين في المجتمع من خلال التعليم والإعلام.
حماية الأطفال مجهولي النسب من التمييز من خلال قوانين صارمة.
4.دعم الأمهات القاصرات:
حماية الأطفال مجهولي النسب من التمييز من خلال قوانين صارمة.
4.دعم الأمهات القاصرات:
توفير برامج دعم نفسي واجتماعي للأمهات القاصرات للحد من هجر الأطفال.
إنشاء مراكز إيواء وتأهيل للأمهات العازبات لضمان بقاء الأطفال مع أمهاتهم البيولوجيات إذا أمكن.
5.معالجة العقم:
إنشاء مراكز إيواء وتأهيل للأمهات العازبات لضمان بقاء الأطفال مع أمهاتهم البيولوجيات إذا أمكن.
5.معالجة العقم:
تعزيز الخدمات الطبية المتعلقة بالعقم، مثل العلاجات الحديثة وتقنيات الإخصاب المساعد.
تقديم الدعم النفسي للأزواج العاقرين للتعامل مع الضغوط الاجتماعية.
تقديم الدعم النفسي للأزواج العاقرين للتعامل مع الضغوط الاجتماعية.
خاتمة
قضية التبني في المغرب وفي الإسلام تعكس توازنًا دقيقًا بين الأحكام الشرعية، القوانين الوطنية، والتحديات الاجتماعية. في حين يحرم الإسلام التبني للحفاظ على النسب والعدالة، فإنه يشجع على الكفالة كبديل إنساني وشرعي. في المغرب، تواجه الكفالة تحديات قانونية واجتماعية، لكنها تبقى الحل الأمثل لدعم الأطفال المهجورين أو مجهولي النسب. انتشار الظاهرة بسبب العقم أو الرغبة في إنجاب جنس معين يتطلب معالجة شاملة تشمل التوعية، تبسيط الإجراءات، ودعم الأسر والأطفال نفسيًا واجتماعيًا. من خلال تعزيز الكفالة ومكافحة الوصمة الاجتماعية، يمكن تحقيق التوازن بين الالتزام الديني والقانوني والاستجابة للاحتياجات الإنسانية.