موضوع:تصريحات النائب البرلماني هشام المهاجري حول معارضته لبناء المستوصفات في القرى
المقدمة
تُعد تصريحات النواب البرلمانيين محور نقاشات واسعة في المغرب، خاصة عندما تتعلق بقضايا حساسة مثل الخدمات الصحية في العالم القروي. النائب البرلماني هشام المهاجري، عضو حزب الأصالة والمعاصرة، أثار جدلًا كبيرًا بتصريحاته التي عارض فيها بناء المستوصفات في القرى، كما وردت في فيديو متداول: "أنا ضد المستوصفات في الجماعات... إلى خسرت لك صحتك بغيتي الطبيب يجي لعندك للدوار؟". هذه التصريحات، التي جاءت في سياق نقاش حول توزيع الموارد العمومية، أثارت استياءً واسعًا بين سكان القرى ومهنيي الصحة، الذين يرون في المستوصفات ضرورة ملحة لتلبية احتياجات المناطق النائية. في هذا الموضوع، سنحلل تصريحات المهاجري، سياقها السياسي والاجتماعي، دوافعها المحتملة، وانعكاساتها على السياسات الصحية والثقة في المؤسسات، مع التساؤل حول ما إذا كانت هذه التصريحات تعكس رؤية إصلاحية أم تجاهلًا لاحتياجات العالم القروي.
العرض
نص التصريحات وسياقها وفقًا للنص الحرفي ، قال النائب هشام المهاجري:
"ملي كملنا الكهرباء في العالم القروي ولاوا تيقولوا خاصنا الطريق وخاصنا مستوصف وخاص المدرسة. يعني ما حديناش... وصلنا الدوار الكهرباء اللي فيه 40 كانون 30 كانون. والكانون يعني أسرة. أنا ما نكذبش عليكم، أنا ضد المستوصفات في الجماعات. أنا تنمشي للدوار تنسول واحد، أنت عندك موطور وعندك طوموبيل، عندك الميكانيك في الدوار تيقول لا، وعندك السيكليس في الدوار تيقول لا، تنقول ليه كفاش، إلى خسر لك الموطور تتمشي حتى المركز وتصلحو، والى خسرت لك صحتك بغيتي الطبيب يجي لعندك للدوار؟؟؟"هذه التصريحات، التي يبدو أنها أُدلى بها في لقاء عام أو جلسة حزبية، تعكس موقفًا واضحًا يعارض بناء المستوصفات في القرى، مستندًا إلى مقارنة بين إصلاح السيارات والحصول على الرعاية الصحية. السياق العام يشير إلى نقاش حول تخصيص الموارد في المناطق القروية، حيث أعرب المهاجري عن إحباطه من الطلبات المتكررة لتوفير الطرق، المدارس، والمستوصفات بعد توفير الكهرباء، معتبرًا أن هذه الطلبات لا تنتهي. تصريحاته تأتي في وقت يعاني فيه العالم القروي من نقص حاد في الخدمات الأساسية، خاصة الصحية، مما يجعل موقفه مثيرًا للجدل.
"ملي كملنا الكهرباء في العالم القروي ولاوا تيقولوا خاصنا الطريق وخاصنا مستوصف وخاص المدرسة. يعني ما حديناش... وصلنا الدوار الكهرباء اللي فيه 40 كانون 30 كانون. والكانون يعني أسرة. أنا ما نكذبش عليكم، أنا ضد المستوصفات في الجماعات. أنا تنمشي للدوار تنسول واحد، أنت عندك موطور وعندك طوموبيل، عندك الميكانيك في الدوار تيقول لا، وعندك السيكليس في الدوار تيقول لا، تنقول ليه كفاش، إلى خسر لك الموطور تتمشي حتى المركز وتصلحو، والى خسرت لك صحتك بغيتي الطبيب يجي لعندك للدوار؟؟؟"هذه التصريحات، التي يبدو أنها أُدلى بها في لقاء عام أو جلسة حزبية، تعكس موقفًا واضحًا يعارض بناء المستوصفات في القرى، مستندًا إلى مقارنة بين إصلاح السيارات والحصول على الرعاية الصحية. السياق العام يشير إلى نقاش حول تخصيص الموارد في المناطق القروية، حيث أعرب المهاجري عن إحباطه من الطلبات المتكررة لتوفير الطرق، المدارس، والمستوصفات بعد توفير الكهرباء، معتبرًا أن هذه الطلبات لا تنتهي. تصريحاته تأتي في وقت يعاني فيه العالم القروي من نقص حاد في الخدمات الأساسية، خاصة الصحية، مما يجعل موقفه مثيرًا للجدل.
تحليل دوافع التصريحات
يمكن تفسير تصريحات المهاجري من عدة زوايا:المنظور الاقتصادي واللوجستي: يبدو أن المهاجري يرى أن بناء المستوصفات في القرى ذات الكثافة السكانية المنخفضة (30-40 أسرة) غير مجدٍ اقتصاديًا. تشغيل مستوصف يتطلب تجهيزات طبية، أدوية، وأطر صحية، وهي موارد شحيحة في المغرب. بدلاً من ذلك، يقترح ضمنيًا أن السكان يمكنهم التنقل إلى المراكز الحضرية لتلقي العلاج، كما يفعلون عند إصلاح سياراتهم. هذا الموقف قد يعكس رؤية تركز على تجميع الموارد في مراكز صحية إقليمية أكبر بدلاً من تشتيتها في مستوصفات صغيرة قد لا تكون مستدامة.
نقد ثقافة المطالب: المهاجري يعبر عن إحباط من "عقلية" المطالب المتواصلة في القرى، كما يظهر من قوله "يعني ما حديناش". قد يكون يرى أن توفير الكهرباء كان خطوة كبيرة، وأن الطلبات الإضافية (مثل المستوصفات) تُشكل عبئًا على الموارد العامة. هذا الموقف قد يهدف إلى دفع السكان لتحمل مسؤولية أكبر في الوصول إلى الخدمات بدلاً من انتظار توفيرها محليًا.
أسلوب التواصل الحاد: المهاجري استخدم مقارنة ساخرة بين إصلاح السيارات والحصول على الرعاية الصحية، وهي مقارنة قد تُعتبر مهينة من قبل البعض. هذا الأسلوب يعكس نهجه المباشر، الذي سبق أن أثار انتقادات، كما حدث عندما اعتُبرت تصريحاته السابقة مسيئة لمهنيي الصحة. قد يكون هدفه إثارة نقاش، لكنه قد يؤدي إلى سوء فهم أو استياء.
ردود الفعل على التصريحاتتصريحات المهاجري أثارت ردود فعل قوية، خاصة من مهنيي الصحة وسكان القرى. نقابات مثل الجامعة الوطنية للصحة رأت أن هذه التصريحات تقلل من أهمية المستوصفات، التي تُعد ضرورية لتقديم الرعاية الأولية في المناطق النائية. المقارنة بين إصلاح السيارات والحصول على العلاج اعتُبرت غير لائقة، حيث لا يمكن مقارنة الصحة، وهي حق أساسي، بإصلاح ممتلكات. كما أثارت التصريحات استياءً شعبيًا، خاصة في ظل الحساسية تجاه قضايا العدالة المجالية في المغرب.من الناحية السياسية، قد تُستغل هذه التصريحات من قبل خصوم المهاجري أو حزب الأصالة والمعاصرة للتشكيك في التزامهم بدعم العالم القروي. تجميد عضويته في المكتب السياسي لحزبه سابقًا يشير إلى أن تصريحاته قد تُستخدم أحيانًا في صراعات داخلية أو خارجية.تأثير التصريحات على القرىتصريحات المهاجري، التي تعارض بناء المستوصفات، قد تُثير قلق سكان القرى الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية. فالمستوصفات تُعد حلاً عمليًا لتقديم الرعاية الأولية، مثل علاج الأمراض البسيطة، التطعيمات، ومتابعة الحوامل، مما يخفف الضغط على المستشفيات الإقليمية. مقارنة المهاجري بين التنقل لإصلاح السيارات والتنقل لتلقي العلاج تتجاهل التحديات التي يواجهها السكان، مثل ضعف البنية التحتية للطرق، ارتفاع تكاليف النقل، وصعوبة الوصول إلى المراكز الحضرية في حالات الطوارئ.ومع ذلك، قد يكون لموقفه بعض الجوانب الإيجابية إذا كان يدعو إلى نموذج بديل، مثل تعزيز الوحدات الطبية المتنقلة أو تحسين النقل الصحي. لكن هذا يتطلب خططًا واضحة وتمويلًا كافيًا، وهو ما ينقص المنظومة الصحية حاليًا.
نقد ثقافة المطالب: المهاجري يعبر عن إحباط من "عقلية" المطالب المتواصلة في القرى، كما يظهر من قوله "يعني ما حديناش". قد يكون يرى أن توفير الكهرباء كان خطوة كبيرة، وأن الطلبات الإضافية (مثل المستوصفات) تُشكل عبئًا على الموارد العامة. هذا الموقف قد يهدف إلى دفع السكان لتحمل مسؤولية أكبر في الوصول إلى الخدمات بدلاً من انتظار توفيرها محليًا.
أسلوب التواصل الحاد: المهاجري استخدم مقارنة ساخرة بين إصلاح السيارات والحصول على الرعاية الصحية، وهي مقارنة قد تُعتبر مهينة من قبل البعض. هذا الأسلوب يعكس نهجه المباشر، الذي سبق أن أثار انتقادات، كما حدث عندما اعتُبرت تصريحاته السابقة مسيئة لمهنيي الصحة. قد يكون هدفه إثارة نقاش، لكنه قد يؤدي إلى سوء فهم أو استياء.
ردود الفعل على التصريحاتتصريحات المهاجري أثارت ردود فعل قوية، خاصة من مهنيي الصحة وسكان القرى. نقابات مثل الجامعة الوطنية للصحة رأت أن هذه التصريحات تقلل من أهمية المستوصفات، التي تُعد ضرورية لتقديم الرعاية الأولية في المناطق النائية. المقارنة بين إصلاح السيارات والحصول على العلاج اعتُبرت غير لائقة، حيث لا يمكن مقارنة الصحة، وهي حق أساسي، بإصلاح ممتلكات. كما أثارت التصريحات استياءً شعبيًا، خاصة في ظل الحساسية تجاه قضايا العدالة المجالية في المغرب.من الناحية السياسية، قد تُستغل هذه التصريحات من قبل خصوم المهاجري أو حزب الأصالة والمعاصرة للتشكيك في التزامهم بدعم العالم القروي. تجميد عضويته في المكتب السياسي لحزبه سابقًا يشير إلى أن تصريحاته قد تُستخدم أحيانًا في صراعات داخلية أو خارجية.تأثير التصريحات على القرىتصريحات المهاجري، التي تعارض بناء المستوصفات، قد تُثير قلق سكان القرى الذين يعانون من نقص حاد في الخدمات الصحية. فالمستوصفات تُعد حلاً عمليًا لتقديم الرعاية الأولية، مثل علاج الأمراض البسيطة، التطعيمات، ومتابعة الحوامل، مما يخفف الضغط على المستشفيات الإقليمية. مقارنة المهاجري بين التنقل لإصلاح السيارات والتنقل لتلقي العلاج تتجاهل التحديات التي يواجهها السكان، مثل ضعف البنية التحتية للطرق، ارتفاع تكاليف النقل، وصعوبة الوصول إلى المراكز الحضرية في حالات الطوارئ.ومع ذلك، قد يكون لموقفه بعض الجوانب الإيجابية إذا كان يدعو إلى نموذج بديل، مثل تعزيز الوحدات الطبية المتنقلة أو تحسين النقل الصحي. لكن هذا يتطلب خططًا واضحة وتمويلًا كافيًا، وهو ما ينقص المنظومة الصحية حاليًا.
الخاتمة
في الختام، تصريحات النائب هشام المهاجري، التي عارض فيها بناء المستوصفات في القرى، تُظهر تعقيد التحديات التي تواجه السياسة الصحية في المغرب. سواء كانت هذه التصريحات تعكس رؤية اقتصادية تركز على كفاءة تخصيص الموارد، أو نقدًا لتخطيط الخدمات الصحية، فإنها أثارت جدلًا واسعًا يعكس الحاجة إلى حوار وطني شامل. ردود الفعل القوية من مهنيي الصحة والمجتمع المدني تؤكد أهمية المستوصفات كجزء من حل المشاكل الصحية في القرى، لكنها تبرز أيضًا الحاجة إلى معالجة التحديات اللوجستية، مثل نقص الأطباء وصيانة المرافق. على المهاجري توضيح موقفه لتجنب سوء الفهم، وعلى الحكومة تعزيز الشفافية في خططها الصحية. في النهاية، الهدف هو ضمان وصول كل مواطن مغربي إلى خدمات صحية عادلة وفعالة، سواء في المدن أو القرى.