مقدمة
مقارنة بين قضية الرئيس المصري الراحل محمد مرسي وقضية المحامي المغربي محمد زيان تستند إلى شعور مشترك لدى بعض المراقبين والنشطاء بأن الهدف السياسي أو الأمني من وراء استمرار سجن رجل متقدم في السن هو موته داخل المعتقل. هذه فرضية قائمة في التحليل السياسي، ويمكن تفكيك وجوه التشابه (مع اختلاف السياقين) على النحو التالي:
أولًا: الخلفية السياسية
● محمد مرسي
المنصب: أول رئيس مدني منتخب في مصر (2012).
الانتماء السياسي: قيادي في جماعة الإخوان المسلمين – أكبر تيار سياسي إسلامي منظم في مصر.
الرمزية: يمثل نتيجة الربيع العربي في مصر، وكان رئيسًا يتمتع بشرعية انتخابية.
الخصومة مع الدولة: كان في موقع السلطة التنفيذية لكنه تصادم مبكرًا مع الجيش، القضاء، والإعلام، وانتهى ذلك بالانقلاب عليه عام 2013.
خطره على النظام: مباشر ومؤسسي؛ يمثل مشروعًا سياسيًا إسلاميًا مناهضًا للمؤسسة العسكرية العميقة.
● محمد زيان
المنصب: وزير حقوق الإنسان سابقًا، ونقيب المحامين في المغرب، ورئيس حزب صغير (الحزب الليبرالي المغربي).
الانتماء السياسي: قومي ليبرالي، معارض للمخزن وخصوصًا الأجهزة الأمنية والقضائية.
الرمزية: لا يمثل تيارًا جماهيريًا، لكنه يُعتبر رمزًا صوتيًا مزعجًا بجرأته على المؤسسة الملكية والمخزن.
الخصومة مع الدولة: ليس في موقع سلطوي، لكن خطابه الإعلامي والسياسي تحدّى محرمات الدولة.
خطره على النظام: رمزي وإعلامي؛ لا يملك قوة سياسية، لكنه يهدد بـ"كسر هيبة الدولة" من الداخل عبر الملفات والفضائح التي يثيرها.
ثانيًا: المسار القانوني
● محمد مرسي
طريقة الإطاحة: انقلاب عسكري (يوليو 2013)، تلاه سجن ومحاكمات.
التهم: التخابر مع حماس، الهروب من السجن، إهانة القضاء... كلها تهم سياسية الطابع.
المحاكمات: جماعية، طويلة، تتسم بالانتقام السياسي الواضح.
ظروف السجن: حبس انفرادي، منع من الزيارة والعلاج، ووفاة مفاجئة خلال المحاكمة.
ملاحظات قانونية: القضاء في قضية مرسي وُظف كأداة لتصفية حسابات سياسية.
● محمد زيان
طريقة الإيقاف: اعتقال بعد سلسلة من التحقيقات والتهم التي بدأت في 2021.
التهم: إهانة مؤسسات دستورية، التحريض، نشر أخبار كاذبة، التحرش، تبديد أموال... خلط بين الجنائي والسياسي.
المحاكمات: متفرقة، متصاعدة، بعضها اتسم بالتشهير الإعلامي المكثف.
ظروف السجن: لا توجد تقارير عن تعذيب، لكن الأسرة تؤكد تدهورًا صحيًا وعدم شفافية بشأن علاجه أو وضعيته.
ملاحظات قانونية: يُرى أن الجهاز الأمني والقضائي يستخدم تعدد القضايا والتهم كأداة "إرهاق قضائي" لإسكات زيان بشكل قانوني مغلّف.
● محمد مرسي
المنصب: أول رئيس مدني منتخب في مصر (2012).
الانتماء السياسي: قيادي في جماعة الإخوان المسلمين – أكبر تيار سياسي إسلامي منظم في مصر.
الرمزية: يمثل نتيجة الربيع العربي في مصر، وكان رئيسًا يتمتع بشرعية انتخابية.
الخصومة مع الدولة: كان في موقع السلطة التنفيذية لكنه تصادم مبكرًا مع الجيش، القضاء، والإعلام، وانتهى ذلك بالانقلاب عليه عام 2013.
خطره على النظام: مباشر ومؤسسي؛ يمثل مشروعًا سياسيًا إسلاميًا مناهضًا للمؤسسة العسكرية العميقة.
● محمد زيان
المنصب: وزير حقوق الإنسان سابقًا، ونقيب المحامين في المغرب، ورئيس حزب صغير (الحزب الليبرالي المغربي).
الانتماء السياسي: قومي ليبرالي، معارض للمخزن وخصوصًا الأجهزة الأمنية والقضائية.
الرمزية: لا يمثل تيارًا جماهيريًا، لكنه يُعتبر رمزًا صوتيًا مزعجًا بجرأته على المؤسسة الملكية والمخزن.
الخصومة مع الدولة: ليس في موقع سلطوي، لكن خطابه الإعلامي والسياسي تحدّى محرمات الدولة.
خطره على النظام: رمزي وإعلامي؛ لا يملك قوة سياسية، لكنه يهدد بـ"كسر هيبة الدولة" من الداخل عبر الملفات والفضائح التي يثيرها.
ثانيًا: المسار القانوني
● محمد مرسي
طريقة الإطاحة: انقلاب عسكري (يوليو 2013)، تلاه سجن ومحاكمات.
التهم: التخابر مع حماس، الهروب من السجن، إهانة القضاء... كلها تهم سياسية الطابع.
المحاكمات: جماعية، طويلة، تتسم بالانتقام السياسي الواضح.
ظروف السجن: حبس انفرادي، منع من الزيارة والعلاج، ووفاة مفاجئة خلال المحاكمة.
ملاحظات قانونية: القضاء في قضية مرسي وُظف كأداة لتصفية حسابات سياسية.
● محمد زيان
طريقة الإيقاف: اعتقال بعد سلسلة من التحقيقات والتهم التي بدأت في 2021.
التهم: إهانة مؤسسات دستورية، التحريض، نشر أخبار كاذبة، التحرش، تبديد أموال... خلط بين الجنائي والسياسي.
المحاكمات: متفرقة، متصاعدة، بعضها اتسم بالتشهير الإعلامي المكثف.
ظروف السجن: لا توجد تقارير عن تعذيب، لكن الأسرة تؤكد تدهورًا صحيًا وعدم شفافية بشأن علاجه أو وضعيته.
ملاحظات قانونية: يُرى أن الجهاز الأمني والقضائي يستخدم تعدد القضايا والتهم كأداة "إرهاق قضائي" لإسكات زيان بشكل قانوني مغلّف.
ثالثًا: ردود الفعل الداخلية والدولية
● مرسي
الداخل: انقسام حاد. مؤيدوه رأوا أنه معتقل سياسي، وخصومه أيّدوا سجنه.
الخارج: المنظمات الدولية نددت بسجنه وظروف وفاته، لكن القوى الغربية لم تتدخل بشكل فعّال.
● زيان
الداخل: منظمات حقوقية ونقابات طالبت بالإفراج عنه، لكنها لا تملك قوة ضغط حاسمة.
الخارج: صمت شبه كامل، لا يُعتبر ملفًا ذا أولوية دولية.
في النهاية:
كلا الرجلين يشتركان في أن الدولة لم ترد فقط معاقبتهما، بل محو أثرهما في الوعي العام، سواء بإنهاء التجربة السياسية (كما في مرسي)، أو بإغراق الشخصية في وحل الاتهامات والتشهير (كما في زيان).
تحليل من زاوية حقوق الإنسان أو الأخلاقيات السياسية:
● مرسي
الداخل: انقسام حاد. مؤيدوه رأوا أنه معتقل سياسي، وخصومه أيّدوا سجنه.
الخارج: المنظمات الدولية نددت بسجنه وظروف وفاته، لكن القوى الغربية لم تتدخل بشكل فعّال.
● زيان
الداخل: منظمات حقوقية ونقابات طالبت بالإفراج عنه، لكنها لا تملك قوة ضغط حاسمة.
الخارج: صمت شبه كامل، لا يُعتبر ملفًا ذا أولوية دولية.
في النهاية:
كلا الرجلين يشتركان في أن الدولة لم ترد فقط معاقبتهما، بل محو أثرهما في الوعي العام، سواء بإنهاء التجربة السياسية (كما في مرسي)، أو بإغراق الشخصية في وحل الاتهامات والتشهير (كما في زيان).
تحليل من زاوية حقوق الإنسان أو الأخلاقيات السياسية:
1. العمر والتقدم في السن
محمد مرسي كان في بداية السبعينات حين توفي، وقد اشتكى مرارًا من حرمانه من العلاج المناسب داخل السجن.
محمد زيان تجاوز الثمانين (82–83 سنة حاليًا)، ومع ذلك، ما يزال في سجن العرجات، رغم تقديم طلبات عفو عديدة لأسباب إنسانية وصحية.
وجه الشبه: في الحالتين، العمر والتدهور الصحي لم يُعاملا كظرف تخفيفي، رغم المعايير الدولية لحقوق كبار السن السجناء.
2. الحرمان من العناية الطبية
مرسي توفي في قاعة المحكمة بعد أن حُرم، وفقًا لتقارير حقوقية، من الرعاية الطبية الأساسية رغم إصابته بمرض السكري وضغط الدم.
زيان بحسب مناشدات حقوقية وأسرته، يعاني من تدهور صحي ولم يُستجب بعد للنداءات بالعفو، ما يشير إلى احتمال تعمد إبقائه في السجن حتى يتفاقم وضعه الصحي.
وجه الشبه: كلاهما حُرم من الإفراج الإنساني رغم توفر الظروف الصحية والسياسية لذلك.
3. الرسالة الرمزية من الاستمرار في سجنهما
في حالة مرسي، وفاته داخل السجن فُهمت على نطاق واسع كـ رسالة ردع سياسية لمن يعتبرون أن الدولة لن تتسامح مع من يواجهها حتى لو كان رئيسًا سابقًا.
في حالة زيان، يراه البعض (خاصة المعارضين المخضرمين) رمزًا لخطاب نقدي لاذع للدولة، وله تاريخ في فضح قضايا حساسة. استمرار اعتقاله رغم كبر سنه فُهم أنه رسالة سياسية للردع: لا أحد فوق العقاب مهما كان رمزه أو تاريخه.
وجه الشبه: يُستخدم استمرار الاحتجاز (أو الوفاة داخله) كأداة سياسية لقتل الرمزية، لا فقط الجسد.
4. الصمت الرسمي وغياب الشفافية
في قضية مرسي، لم تُفتح أي تحقيقات مستقلة حول أسباب وفاته رغم المطالب الدولية.
في حالة زيان، لا تخرج بيانات صحية أو رسمية توضح وضعه، بل إن عائلته نفت في يوليو 2025 إشاعة خروجه، في ظل صمت رسمي يُفهم كنوع من التعتيم.
وجه الشبه: كلا النظامين لم يكونا شفّافين تجاه الحالة الصحية للمعتقل.
5. طبيعة الخصومة مع النظام
مرسي كان خصمًا مباشرًا للنظام، رأس الدولة سابقًا، وممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين، الخصم الأول في مصر.
زيان، رغم أنه لم يكن "خصمًا نظاميًا"، إلا أنه فتح جبهات متعددة: انتقد الملكية، أجهزة الأمن، القضاء، والسياسة الخارجية. وُصف بأنه يتحدث "بلا خطوط حمراء".
وجه الشبه: كلاهما يمثل "إزعاجًا سياسيًا" أكثر منه خطرًا فعليًا، ويبدو أن سجنهما يهدف إلى إنهاء هذا الإزعاج بصيغة "نهاية طبيعية" داخل السجن.
6. ضعف الضغط الدولي
رغم شهرة مرسي دوليًا، لم يكن هناك ضغط دولي قوي لإنقاذه، وظلت مناشدات المنظمات غير ملزمة.
بالنسبة لزيان، الضغط الحقوقي الداخلي موجود، لكن لا توجد ضغوط دولية مؤثرة حتى الآن تدعو للإفراج عنه لأسباب إنسانية.
وجه الشبه: كلاهما تُرك وحيدًا في معركته، مما سهّل احتمال تصفيته البطيئة أو الإبقاء عليه حتى النهاية.
خلاصة:
وجه الشبه الأبرز أن الدولة في الحالتين قررت أن استمرار السجن هو الأداة الأمثل لإسكات رموز تشكل خطرًا على "هيبة النظام" أكثر مما هي خطر ميداني فعلي. في نظر البعض، هي عقوبة بلا نهاية محددة، تُرك فيها "الزمن" يؤدي وظيفة القتل البطيء.
لكن لا بد من التنبيه إلى الفارق في السياقين:
مرسي واجه نظامًا عسكريًا بعد انقلاب مباشر.
زيان في نظام ملكي لم يصل فيه الخلاف إلى مستوى المواجهة الدموية، لكنه تعرض لمحاكمة متتالية بتهم بعضها سياسي وبعضها جنائي.
محمد مرسي كان في بداية السبعينات حين توفي، وقد اشتكى مرارًا من حرمانه من العلاج المناسب داخل السجن.
محمد زيان تجاوز الثمانين (82–83 سنة حاليًا)، ومع ذلك، ما يزال في سجن العرجات، رغم تقديم طلبات عفو عديدة لأسباب إنسانية وصحية.
وجه الشبه: في الحالتين، العمر والتدهور الصحي لم يُعاملا كظرف تخفيفي، رغم المعايير الدولية لحقوق كبار السن السجناء.
2. الحرمان من العناية الطبية
مرسي توفي في قاعة المحكمة بعد أن حُرم، وفقًا لتقارير حقوقية، من الرعاية الطبية الأساسية رغم إصابته بمرض السكري وضغط الدم.
زيان بحسب مناشدات حقوقية وأسرته، يعاني من تدهور صحي ولم يُستجب بعد للنداءات بالعفو، ما يشير إلى احتمال تعمد إبقائه في السجن حتى يتفاقم وضعه الصحي.
وجه الشبه: كلاهما حُرم من الإفراج الإنساني رغم توفر الظروف الصحية والسياسية لذلك.
3. الرسالة الرمزية من الاستمرار في سجنهما
في حالة مرسي، وفاته داخل السجن فُهمت على نطاق واسع كـ رسالة ردع سياسية لمن يعتبرون أن الدولة لن تتسامح مع من يواجهها حتى لو كان رئيسًا سابقًا.
في حالة زيان، يراه البعض (خاصة المعارضين المخضرمين) رمزًا لخطاب نقدي لاذع للدولة، وله تاريخ في فضح قضايا حساسة. استمرار اعتقاله رغم كبر سنه فُهم أنه رسالة سياسية للردع: لا أحد فوق العقاب مهما كان رمزه أو تاريخه.
وجه الشبه: يُستخدم استمرار الاحتجاز (أو الوفاة داخله) كأداة سياسية لقتل الرمزية، لا فقط الجسد.
4. الصمت الرسمي وغياب الشفافية
في قضية مرسي، لم تُفتح أي تحقيقات مستقلة حول أسباب وفاته رغم المطالب الدولية.
في حالة زيان، لا تخرج بيانات صحية أو رسمية توضح وضعه، بل إن عائلته نفت في يوليو 2025 إشاعة خروجه، في ظل صمت رسمي يُفهم كنوع من التعتيم.
وجه الشبه: كلا النظامين لم يكونا شفّافين تجاه الحالة الصحية للمعتقل.
5. طبيعة الخصومة مع النظام
مرسي كان خصمًا مباشرًا للنظام، رأس الدولة سابقًا، وممثلاً لجماعة الإخوان المسلمين، الخصم الأول في مصر.
زيان، رغم أنه لم يكن "خصمًا نظاميًا"، إلا أنه فتح جبهات متعددة: انتقد الملكية، أجهزة الأمن، القضاء، والسياسة الخارجية. وُصف بأنه يتحدث "بلا خطوط حمراء".
وجه الشبه: كلاهما يمثل "إزعاجًا سياسيًا" أكثر منه خطرًا فعليًا، ويبدو أن سجنهما يهدف إلى إنهاء هذا الإزعاج بصيغة "نهاية طبيعية" داخل السجن.
6. ضعف الضغط الدولي
رغم شهرة مرسي دوليًا، لم يكن هناك ضغط دولي قوي لإنقاذه، وظلت مناشدات المنظمات غير ملزمة.
بالنسبة لزيان، الضغط الحقوقي الداخلي موجود، لكن لا توجد ضغوط دولية مؤثرة حتى الآن تدعو للإفراج عنه لأسباب إنسانية.
وجه الشبه: كلاهما تُرك وحيدًا في معركته، مما سهّل احتمال تصفيته البطيئة أو الإبقاء عليه حتى النهاية.
خلاصة:
وجه الشبه الأبرز أن الدولة في الحالتين قررت أن استمرار السجن هو الأداة الأمثل لإسكات رموز تشكل خطرًا على "هيبة النظام" أكثر مما هي خطر ميداني فعلي. في نظر البعض، هي عقوبة بلا نهاية محددة، تُرك فيها "الزمن" يؤدي وظيفة القتل البطيء.
لكن لا بد من التنبيه إلى الفارق في السياقين:
مرسي واجه نظامًا عسكريًا بعد انقلاب مباشر.
زيان في نظام ملكي لم يصل فيه الخلاف إلى مستوى المواجهة الدموية، لكنه تعرض لمحاكمة متتالية بتهم بعضها سياسي وبعضها جنائي.