عزيز أخنوش وعائلته: إمبراطورية الثروة والنفوذ في المغرب

من تافراوت إلى القمة: قصة ثروة عائلة أخنوش

أخنوش و زوجته

مقال عن عزيز أخنوش وعائلته وثروتهم في المغرب
مقدمة
عزيز أخنوش، الاسم الذي يتردد في الأوساط الاقتصادية والسياسية المغربية، يمثل رمزًا للنجاح في عالم الأعمال والسياسة على حد سواء. كرجل أعمال بارز ورئيس للحكومة المغربية منذ سبتمبر 2021، يترأس أخنوش إمبراطورية اقتصادية واسعة تمتد جذورها إلى مجموعة "أكوا" (Akwa Group)، التي أسسها والده مع شريكه أحمد واكريم في عام 1932. تتوزع استثمارات هذه المجموعة في قطاعات حيوية مثل البترول، الغاز، الكيماويات، والعقارات، مما جعل عائلة أخنوش واحدة من أغنى العائلات في المغرب وشمال إفريقيا. ومع ثروة تقدر بمليارات الدولارات، أثيرت العديد من الأسئلة حول كيفية توزيع هذه الثروة بين أفراد العائلة، ودور الأقرباء والأصهار في إدارة هذه الإمبراطورية الاقتصادية. في هذا المقال، سنستعرض حياة عزيز أخنوش، عائلته، وكيفية بناء ثروتهم، مع التركيز على دورهم في الاقتصاد المغربي، دون الاعتماد على جداول، وبأسلوب سردي مطول وشامل.
من هو عزيز أخنوش؟
ولد عزيز أخنوش في 16 أغسطس 1961 في مدينة تافراوت بإقليم سوس جنوب المغرب، وسط عائلة أمازيغية تنتمي إلى عالم الأعمال. يبلغ من العمر 64 عامًا في عام 2025، وهو ينحدر من عائلة بدأت نشاطها في قطاع الفلاحة والتجارة. والده، أحمد أخنوش، كان الركيزة الأساسية في تأسيس مجموعة "أكوا"، التي بدأت كشركة تجارية صغيرة وتحولت لاحقًا إلى واحدة من أكبر الشركات في المغرب. تلقى عزيز تعليمه العالي في كندا، حيث حصل على دبلوم في التسيير والتدبير الإداري في منتصف الثمانينيات، ليعود إلى المغرب ويتولى إدارة أعمال العائلة، مضيفًا إليها لمساته الخاصة التي وسعت نطاق استثمارات المجموعة.أخنوش ليس مجرد رجل أعمال، بل سياسي بارز أيضًا. شغل منصب وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات لسنوات، قبل أن يصبح رئيسًا للحكومة بعد فوز حزبه، التجمع الوطني للأحرار، في الانتخابات التشريعية عام 2021. هذا الجمع بين النفوذ الاقتصادي والسياسي جعل أخنوش شخصية مثيرة للجدل، حيث يرى البعض أن ثروته ونفوذه السياسي يمنحانه تأثيرًا هائلًا على اقتصاد المغرب وسياساته.
زوجته: سلوى إدريسي أخنوش
سلوى إدريسي أخنوش، زوجة عزيز أخنوش، هي سيدة أعمال مغربية بارزة تنحدر من مدينة تافراوت، وهي أمازيغية مثل زوجها. تُعرف سلوى بكونها المالكة والمديرة لمجموعة "أكسال"، وهي شركة متخصصة في قطاع العقارات والتجزئة. أبرز إنجازاتها هو إنشاء "موروكو مول"، وهو أحد أكبر مراكز التسوق في إفريقيا والعالم، والذي يُصنف ضمن أفضل 20 مركزًا تجاريًا عالميًا. لم تقتصر سلوى على إدارة الأعمال التجارية، بل ساهمت في تعزيز مكانة العائلة من خلال استثماراتها في قطاعات العقارات الفاخرة والتجزئة، مما جعلها شريكًا أساسيًا في نجاح إمبراطورية أخنوش الاقتصادية.تتميز سلوى إدريسي بشخصية قوية وطموحة، وقد أثبتت قدرتها على بناء إمبراطورية خاصة بها مستقلة عن مجموعة "أكوا"، مما يعكس الدور المحوري للنساء في عائلة أخنوش. إلى جانب ذلك، تشارك سلوى في العديد من المبادرات الاجتماعية والخيرية، مثل دعم التعليم وتنمية المجتمعات المحلية، مما يعزز صورة العائلة كفاعل اجتماعي واقتصادي.
الأبناء: دور الجيل الجديد
لعزيز أخنوش وسلوى إدريسي ثلاثة أبناء، وهم: أحمد، خديجة، وسفيان. على الرغم من أن المعلومات المتوفرة عنهم ليست وافرة نظرًا لخصوصية العائلة، إلا أن هناك إشارات إلى أن الأبناء يتم إعدادهم لتولي أدوار قيادية في إمبراطورية الأعمال العائلية. في عائلات الأعمال الكبرى مثل عائلة أخنوش، من الشائع أن يتم تهيئة الجيل الجديد من خلال التعليم العالي في الخارج، غالبًا في مجالات الإدارة، المال، أو القطاعات ذات الصلة بأعمال العائلة.أحمد أخنوش: يُعتبر الابن الأكبر، ويُرجح أن يكون الوريث الرئيسي لإدارة مجموعة "أكوا" في المستقبل. وفقًا لبعض المصادر، تلقى أحمد تعليمًا في الخارج، ربما في كندا أو أوروبا، على غرار والده. يُتوقع أن يلعب دورًا محوريًا في قطاعات البترول والغاز، التي تُعد العمود الفقري لثروة العائلة.
خديجة أخنوش: هناك القليل من المعلومات عن خديجة، لكن يُشار إلى أنها قد تكون مهتمة بمجالات الإدارة أو العمل الخيري، على خطى والدتها. العائلات المغربية الكبرى غالبًا ما تشجع النساء على لعب أدوار بارزة في الأعمال أو المبادرات الاجتماعية.
سفيان أخنوش: الابن الأصغر، ويُحتمل أن يكون لا يزال في مرحلة الإعداد الأكاديمي أو التدريب العملي. قد يشارك في إدارة بعض المشاريع الجديدة للعائلة، خاصة في قطاعات مبتكرة مثل التكنولوجيا أو الاستدامة.
على الرغم من أن الأبناء لم يظهروا بعد بشكل بارز في الأضواء كما هو الحال مع والديهم، إلا أن دورهم في المستقبل سيكون حاسمًا في استمرارية الإمبراطورية الاقتصادية التي بناها عزيز وسلوى.
الأصهار والأقرباء: شبكة النفوذ
في عالم الأعمال المغربي، تلعب العلاقات العائلية والأصهار دورًا كبيرًا في تعزيز النفوذ الاقتصادي والسياسي. عائلة أخنوش، مثل العديد من العائلات الثرية في المغرب، تعتمد على شبكة من الأقرباء والأصهار لإدارة وتوسيع استثماراتها. ومع ذلك، المعلومات المتاحة عن الأصهار المباشرين لعائلة أخنوش محدودة، نظرًا لتكتم العائلة حول التفاصيل الشخصية. لكن يُمكن استنتاج أن العائلة تعتمد على تحالفات استراتيجية مع عائلات أخرى بارزة في المغرب، سواء من خلال الزواج أو الشراكات التجارية.على سبيل المثال، يُشار إلى أن عائلة أخنوش ترتبط بعلاقات تجارية مع عائلات أخرى في قطاعات الطاقة والعقارات، مما يعزز نفوذها الاقتصادي. هذه الشبكة من العلاقات تتيح للعائلة السيطرة على أسواق رئيسية مثل توزيع المحروقات من خلال شركة "أفريقيا غاز"، وهي إحدى الشركات الرئيسية في مجموعة "أكوا". كما أن وجود أخنوش في السياسة ساعد في تعزيز هذه العلاقات، حيث يُعتقد أن العديد من الشراكات التجارية تتشكل بمساعدة النفوذ السياسي.
ثروة عزيز أخنوش وعائلته
تُعد ثروة عزيز أخنوش وعائلته من أكثر المواضيع إثارة للجدل في المغرب. وفقًا لتقارير مجلة "فوربس"، تذبذبت ثروة أخنوش بين 1.5 و1.9 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة. في عام 2024، أفادت "فوربس" أن ثروته وصلت إلى 1.7 مليار دولار، لكن في 2025، تراجعت إلى حوالي 1.5 مليار دولار، وفقًا لقائمة الأثرياء العرب. هذا التراجع يُعزى إلى تقلبات أسعار المحروقات وتغيرات في السوق العالمية، حيث تعتمد ثروة العائلة بشكل كبير على قطاع البترول والغاز.مجموعة "أكوا" هي العمود الفقري لثروة أخنوش، وتضم شركات مثل "أفريقيا غاز" و"مغرب أوكسجين"، وهما مدرجتان في بورصة الدار البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك العائلة استثمارات في العقارات، التجزئة، والزراعة. على سبيل المثال، يُعتبر "موروكو مول"، الذي تديره سلوى إدريسي، أحد المشاريع العقارية الأكثر ربحية في المغرب.
كيفية توزيع الثروة
لا توجد معلومات دقيقة ومؤكدة حول كيفية توزيع ثروة عائلة أخنوش بين أفرادها، نظرًا للتكتم المالي الذي تتبعه العائلة. ومع ذلك، يُمكن استنتاج نمط توزيع الثروة بناءً على النماذج الشائعة في العائلات الثرية المغربية:
عزيز أخنوش: كصاحب الحصة الأكبر في مجموعة "أكوا"، يُعتبر المسؤول الرئيسي عن إدارة الأصول الرئيسية في قطاعات البترول والغاز. ثروته الشخصية تشمل حصصًا في الشركات المدرجة والاستثمارات الخاصة.
سلوى إدريسي أخنوش: تمتلك سلوى ثروة مستقلة من خلال مجموعة "أكسال"، التي تُدير مشاريع عقارية وتجارية كبرى. يُحتمل أن تكون ثروتها الشخصية مرتبطة بنجاح هذه المشاريع، مثل "موروكو مول".
الأبناء: من المتوقع أن يرث الأبناء جزءًا من الثروة، سواء من خلال حصص في الشركات أو من خلال توليهم مناصب إدارية في المستقبل. في الوقت الحالي، لا يُعتقد أن لهم دورًا مباشرًا في إدارة الثروة، لكنهم قد يشاركون في مشاريع محددة.
الأقرباء والأصهار: يُحتمل أن يتم توزيع جزء من الثروة على الأقرباء من خلال الشراكات التجارية أو الاستثمارات المشتركة. على سبيل المثال، قد تكون هناك تحالفات مع عائلات أخرى في قطاعات مثل التجزئة أو الطاقة.
الجدل حول الثروة والنفوذ
ثروة أخنوش أثارت جدلًا واسعًا في المغرب، خاصة بسبب دوره كرئيس للحكومة. يرى البعض أن سيطرته على قطاع المحروقات، من خلال شركات مثل "أفريقيا غاز"، تمنحه نفوذًا كبيرًا على أسعار الوقود، مما يؤثر على الاقتصاد الوطني. في عام 2018، أطلق نشطاء حملة مقاطعة ضد شركات أخنوش، احتجاجًا على ارتفاع أسعار المحروقات، مما يعكس استياءً شعبيًا من هيمنته الاقتصادية.على الجانب الآخر، يدافع أنصار أخنوش عنه، مشيرين إلى أن ثروته ناتجة عن استثمارات مشروعة ورؤية تجارية ناجحة. كما يُشاد بدوره في خلق فرص العمل ودعم الاقتصاد المغربي من خلال مشاريع مثل "موروكو مول" ومبادرات العائلة الخيرية، مثل دعم التعليم والتنمية المحلية.
المبادرات الاجتماعية
عائلة أخنوش ليست مجرد كيان اقتصادي، بل لها حضور في المجال الاجتماعي. شاركت العائلة في العديد من المبادرات الخيرية، مثل:دعم التعليم: قدمت العائلة تبرعات لمشاريع تعليمية تهدف إلى تحسين البنية التحتية للمدارس في المناطق الريفية.
صندوق تحيا مصر:
تبرع عائلة أخنوش لصندوق تحيا مصر:
ساهمت عائلة أخنوش في صندوق تحيا مصر عام 2015 بدعم مالي كبير لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر، ضمن مبادرة دعم مشروعات الرعاية الصحية، التعليم، والتنمية العمرانية. القيمة الدقيقة للتبرع غير محددة في المصادر، ولا يُذكر أي فرد بعينه من العائلة كمساهم، لكن من المرجح أن يكون التبرع بقيادة عزيز أخنوش أو عبر مجموعة أكوا. جاء التبرع في سياق دعوة الرئيس السيسي لرجال الأعمال،
تنمية المجتمعات المحلية: من خلال استثمارات في منطقة سوس، ساهمت العائلة في تحسين جودة الحياة في المناطق الريفية.
الخاتمة
عزيز أخنوش وعائلته يمثلون نموذجًا للنجاح الاقتصادي والسياسي في المغرب. من خلال مجموعة "أكوا" و"أكسال"، تمكنت العائلة من بناء إمبراطورية اقتصادية تمتد إلى قطاعات حيوية مثل الطاقة، العقارات، والتجزئة. زوجته، سلوى إدريسي، أثبتت أنها شريكة لا تقل أهمية، بينما يتم إعداد الأبناء لتولي أدوار قيادية في المستقبل. ومع ذلك، تظل ثروة العائلة ونفوذها السياسي موضوع جدل، حيث يرى البعض أنها تساهم في تنمية المغرب، بينما يعتقد آخرون أنها تمنح العائلة سيطرة غير متناسبة على الاقتصاد. في النهاية، تظل قصة عزيز أخنوش وعائلته مثالًا لكيفية تحويل الرؤية التجارية إلى نجاح اقتصادي هائل، مع تحديات ومسؤوليات تأتي مع هذا النجاح.

تعليقات