أسطول الصمود العالمي: موجة تضامن غير مسبوقة لكسر حصار غزة
![]() |
اسطول الصمود |
مقدمة
في نهاية شهر أغسطس 2025، يترقب العالم حدثًا يُوصف بأنه الأضخم من نوعه في تاريخ التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية: انطلاق "أسطول الصمود العالمي"، وهي مبادرة بحرية شعبية تهدف إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007. هذا الحدث، الذي يُعد الأوسع منذ سنوات، يجمع تحالفات عالمية من ناشطين ومنظمات مدنية من أكثر من 44 دولة، في محاولة لفتح ممر إنساني بحري وإيصال المساعدات إلى سكان غزة المحاصرين، الذين يواجهون مجاعة غير مسبوقة وتدهورًا إنسانيًا كارثيًا. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه المبادرة، سياقها التاريخي، التحديات التي تواجهها، ودلالاتها على المستوى العالمي.السياق التاريخي: محاولات سابقة
لم يكن "أسطول الصمود العالمي" المحاولة الأولى لكسر الحصار. منذ عام 2010، نظّم "تحالف أسطول الحرية" عدة قوافل بحرية، لكن معظمها واجه اعتراضات إسرائيلية. حادثة "مرمرة الزرقاء" عام 2010 تُعد الأبرز، حيث أثارت استنكارًا دوليًا واسعًا. وفي السنوات اللاحقة، استمرت المحاولات، مثل سفينة "الضمير" وسفينة "حنظلة"، لكنها واجهت مصيرًا مشابهًا.ما يميز "أسطول الصمود العالمي" هو حجمه غير المسبوق وتنوع المشاركين، مما يجعله تحركًا مدنيًا منسقًا بشكل لم يُشهد من قبل. يرى المحللون أن هذا الأسطول قد يُشكل نقطة تحول في الضغط الشعبي على إسرائيل والمجتمع الدولي لإنهاء الحصار.
خلفية الحدث: الحصار على غزة وسياقه الإنساني
منذ منتصف عام 2007، يعيش قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي شامل، يشمل البر والبحر والجو، بهدف عزل القطاع عن العالم الخارجي. هذا الحصار، الذي يُوصف بأنه غير قانوني بموجب القانون الدولي، فرض قيودًا صارمة على حركة البضائع والأفراد، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي. تفاقمت هذه الأزمة منذ أكتوبر 2023، حين شهد القطاع تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا أسفر عن أكثر من 61 ألف شهيد و153 ألف جريح، إضافة إلى آلاف المفقودين، وانتشار المجاعة التي أودت بحياة مئات الفلسطينيين، بينهم عشرات الأطفال.في ظل هذا الواقع، أصبحت المساعدات الإنسانية شبه معطلة، حيث تُعرقل إسرائيل دخولها أو تؤخرها بشكل متعمد، وهو ما وصفه قادة "أسطول الصمود العالمي" بتحويل المساعدات إلى "فخاخ مميتة". هذا الوضع دفع المجتمع المدني العالمي إلى التحرك، حيث تُعد هذه المبادرة استجابة مباشرة لنداءات الشعب الفلسطيني ومنظمات حقوق الإنسان التي تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتجويع ممنهج.ما هو أسطول الصمود العالمي؟
"أسطول الصمود العالمي"هو مبادرة بحرية دولية أُطلقت في يوليو 2025، وتتألف من تحالف يضم :أربع حركات تضامنية رئيسية
- تحالف أسطول الحرية: حركة تضامن شعبية تأسست عام 2010، بعد مجزرة سفينة "مرمرة الزرقاء" التي قتلت فيها القوات الإسرائيلية 10 نشطاء أتراك. يهدف التحالف إلى إنهاء الحصار غير القانوني على غزة من خلال تنظيم قوافل بحرية تحمل مساعدات ونشطاء.
- أسطول الصمود المغاربي: يُعرف أيضًا بـ"قافلة الصمود"، وهو مبادرة انطلقت في يونيو 2025 بتنظيم "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، ويضم أكثر من ألف مشارك من دول المغرب العربي (الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا).
- المبادرة الشرق آسيوية (صمود نوسانتارا): قافلة شعبية انطلقت من ماليزيا وثماني دول أخرى في شرق آسيا، مستلهمة روح الصمود الفلسطينية. تُعد هذه المبادرة الجناح الآسيوي للأسطول، وتهدف إلى تعزيز التضامن بين دول الجنوب العالمي.
- الحركة العالمية نحو غزة: مبادرة شعبية تهدف إلى تنظيم مسيرات وتجمعات مدنية لدعم القضية الفلسطينية وفضح انتهاكات الحصار.
- كسر الحصار البحري: فتح ممر إنساني بحري آمن لضمان وصول المساعدات إلى غزة، في ظل إغلاق المعابر البرية وتفاقم المجاعة.
- فضح الانتهاكات: إلقاء الضوء على جرائم الحرب والتجويع الممنهج الذي تمارسه إسرائيل، والذي يُعد جريمة ضد الإنسانية وفق منظمات حقوقية دولية.
- تعبئة الرأي العام: تعزيز التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية من خلال تحرك مدني مستقل، لا يتبع أي حكومة أو حزب سياسي.
- الضغط على المجتمع الدولي: دفع الحكومات والمؤسسات الدولية لاتخاذ موقف حاسم ضد الحصار ودعم حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة.