بين الصدمة والأسئلة: أمستردام، ميلانو، وتكساس تواجه وجهًا مأساويًا في سماء الطيران
تقرير خاص: حوادث انتحار مأساوية عبر محركات الطائرات
(أمستردام – ميلانو – تكساس)
يوليو 2025
شهد العالم في السنوات الأخيرة تكرارًا لحوادث مأساوية وغير معتادة، حيث اختار بعض الأفراد إنهاء حياتهم بطريقة صادمة تتمثل في الاقتراب عمدًا من محركات الطائرات أثناء تشغيلها، ما تسبب بوفاتهم الفورية، وأثار جدلًا واسعًا حول أمن المطارات، وظروف العاملين فيها، والصحة النفسية.
أولًا: أمستردام – مطار سخيبول (30 مايو 2024)
في حادثة صادمة، أقدم عامل في شركة KLM (الخطوط الملكية الهولندية) على الانتحار عبر دخول محرك طائرة Embraer E190 خلال استعدادها للإقلاع إلى الدنمارك.
الطائرة كانت متوقفة على مدرج مطار سخيبول في أمستردام، وتمت ملاحظة الحادث من قبل الركاب الذين سمعوا "ضجيجًا مرعبًا" تبعه تصاعد دخان أسود.
أكدت الشرطة العسكرية الهولندية أن الحادث انتحار متعمد، وتم فتح تحقيق دون الإعلان عن هوية الضحية.
الحادث أثار موجة من الصدمة داخل شركة KLM، وتم تعليق الرحلة وتأمين الدعم النفسي للطاقم والشهود.
ثانيًا: ميلانو – مطار بيرغامو (8 يوليو 2025)
في تكرار مأساوي، توفي رجل (35 عامًا) بعدما اقتحم مدرج مطار بيرغامو بميلانو بسيارة، ثم ترجل منها ليلقي بنفسه داخل محرك طائرة Volotea Airbus A319 كانت تستعد للإقلاع إلى إسبانيا.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الحادث كان انتحارًا مدبرًا مسبقًا، حيث ترك الرجل سيارة تحتوي على مقتنيات ورسائل تشير إلى نية الانتحار.
أُغلقت حركة الطيران بالمطار لأكثر من ساعة، وتم تحويل 9 رحلات وإلغاء وتأخير العشرات.
أثار الحادث قلقًا واسعًا من ضعف الحماية الأمنية بالمطارات، وخصوصًا سهولة الوصول إلى أماكن حساسة كالمحركات أثناء التشغيل.
ثالثًا: تكساس – مطار سان أنطونيو (يونيو 2023)
في أحد أكثر الحوادث إيلامًا، توفي العامل ديفيد رينر أثناء عمله بمطار سان أنطونيو الدولي بعدما دخل عمدًا في محرك طائرة دلتا إيرلاينز كانت متوقفة بعد الوصول.
التحقيقات أثبتت أن الحادث كان انتحارًا وليس خللاً فنياً، رغم أن الطائرة كانت في وضع التشغيل المحدود (APU).
رينر كان موظفًا بعقد مؤقت، ويبدو أنه عانى من ضغوط نفسية حادة لم تُلاحظ في بيئة العمل.
أدّى الحادث إلى مراجعة إجراءات الدعم النفسي في مطارات تكساس، وفتح نقاشًا على المستوى الوطني حول الرعاية النفسية للعاملين في بيئات عالية الضغط.
التحليل: ما وراء الظاهرة
تشترك هذه الحوادث في عدة عناصر مقلقة. جميع الضحايا تقريبًا كانوا موظفين أو على علاقة مباشرة ببيئة المطار، مما يشير إلى أن سهولة الوصول إلى الطائرات أثناء التشغيل يمكن أن تشكّل خطرًا حقيقيًا إذا لم تكن هناك رقابة صارمة. طريقة الانتحار عبر محرك الطائرة ليست فقط مأساوية، بل تحمل رسائل واضحة عن عمق الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها العاملون في هذا المجال.
وفي بعض الحوادث، مثل ما حدث في ميلانو، تمكّن شخص من اقتحام المدرج رغم وجود أنظمة أمنية، ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الأنظمة. أما في أمستردام وتكساس، فقد وقعت الحوادث رغم وجود العاملين في بيئة العمل، ما يسلط الضوء على غياب الدعم النفسي الفعّال أو ضعف ملاحظته.
كل ذلك يؤكد أن هناك حاجة حقيقية لتعزيز إجراءات الأمان، وتوفير بيئة نفسية آمنة، وتدريب الطاقم على ملاحظة علامات الخطر قبل وقوع المأساة.
دعوات لتعزيز الأمن والدعم النفسي
تتزايد الأصوات في أوروبا وأمريكا للمطالبة بـ:
تعزيز أمن المطارات، خاصة في مناطق الطائرات والتشغيل الأرضي.
نشر برامج دعم نفسي فعّالة ودائمة للعاملين في مجال الطيران.
فرض رقابة دقيقة على الدخول إلى المدرجات عبر الكاميرات الذكية وأجهزة الإنذار المبكر.
التدريب المكثف للموظفين على ملاحظة علامات الضغط النفسي لدى الزملاء.
الخلاصة:
هذه الحوادث الثلاثة – في أمستردام، ميلانو، وتكساس – لا تُعد مجرد وقائع معزولة، بل مؤشرًا خطيرًا على التحديات النفسية والأمنية في بيئة الطيران الحديث. مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تعاونًا بين سلطات الطيران، شركات الطيران، ومؤسسات الصحة النفسية.
(أمستردام – ميلانو – تكساس)
يوليو 2025
شهد العالم في السنوات الأخيرة تكرارًا لحوادث مأساوية وغير معتادة، حيث اختار بعض الأفراد إنهاء حياتهم بطريقة صادمة تتمثل في الاقتراب عمدًا من محركات الطائرات أثناء تشغيلها، ما تسبب بوفاتهم الفورية، وأثار جدلًا واسعًا حول أمن المطارات، وظروف العاملين فيها، والصحة النفسية.
أولًا: أمستردام – مطار سخيبول (30 مايو 2024)
في حادثة صادمة، أقدم عامل في شركة KLM (الخطوط الملكية الهولندية) على الانتحار عبر دخول محرك طائرة Embraer E190 خلال استعدادها للإقلاع إلى الدنمارك.
الطائرة كانت متوقفة على مدرج مطار سخيبول في أمستردام، وتمت ملاحظة الحادث من قبل الركاب الذين سمعوا "ضجيجًا مرعبًا" تبعه تصاعد دخان أسود.
أكدت الشرطة العسكرية الهولندية أن الحادث انتحار متعمد، وتم فتح تحقيق دون الإعلان عن هوية الضحية.
الحادث أثار موجة من الصدمة داخل شركة KLM، وتم تعليق الرحلة وتأمين الدعم النفسي للطاقم والشهود.
ثانيًا: ميلانو – مطار بيرغامو (8 يوليو 2025)
في تكرار مأساوي، توفي رجل (35 عامًا) بعدما اقتحم مدرج مطار بيرغامو بميلانو بسيارة، ثم ترجل منها ليلقي بنفسه داخل محرك طائرة Volotea Airbus A319 كانت تستعد للإقلاع إلى إسبانيا.
التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الحادث كان انتحارًا مدبرًا مسبقًا، حيث ترك الرجل سيارة تحتوي على مقتنيات ورسائل تشير إلى نية الانتحار.
أُغلقت حركة الطيران بالمطار لأكثر من ساعة، وتم تحويل 9 رحلات وإلغاء وتأخير العشرات.
أثار الحادث قلقًا واسعًا من ضعف الحماية الأمنية بالمطارات، وخصوصًا سهولة الوصول إلى أماكن حساسة كالمحركات أثناء التشغيل.
ثالثًا: تكساس – مطار سان أنطونيو (يونيو 2023)
في أحد أكثر الحوادث إيلامًا، توفي العامل ديفيد رينر أثناء عمله بمطار سان أنطونيو الدولي بعدما دخل عمدًا في محرك طائرة دلتا إيرلاينز كانت متوقفة بعد الوصول.
التحقيقات أثبتت أن الحادث كان انتحارًا وليس خللاً فنياً، رغم أن الطائرة كانت في وضع التشغيل المحدود (APU).
رينر كان موظفًا بعقد مؤقت، ويبدو أنه عانى من ضغوط نفسية حادة لم تُلاحظ في بيئة العمل.
أدّى الحادث إلى مراجعة إجراءات الدعم النفسي في مطارات تكساس، وفتح نقاشًا على المستوى الوطني حول الرعاية النفسية للعاملين في بيئات عالية الضغط.
التحليل: ما وراء الظاهرة
تشترك هذه الحوادث في عدة عناصر مقلقة. جميع الضحايا تقريبًا كانوا موظفين أو على علاقة مباشرة ببيئة المطار، مما يشير إلى أن سهولة الوصول إلى الطائرات أثناء التشغيل يمكن أن تشكّل خطرًا حقيقيًا إذا لم تكن هناك رقابة صارمة. طريقة الانتحار عبر محرك الطائرة ليست فقط مأساوية، بل تحمل رسائل واضحة عن عمق الضغوط النفسية التي قد يتعرض لها العاملون في هذا المجال.
وفي بعض الحوادث، مثل ما حدث في ميلانو، تمكّن شخص من اقتحام المدرج رغم وجود أنظمة أمنية، ما يثير تساؤلات حول فعالية هذه الأنظمة. أما في أمستردام وتكساس، فقد وقعت الحوادث رغم وجود العاملين في بيئة العمل، ما يسلط الضوء على غياب الدعم النفسي الفعّال أو ضعف ملاحظته.
كل ذلك يؤكد أن هناك حاجة حقيقية لتعزيز إجراءات الأمان، وتوفير بيئة نفسية آمنة، وتدريب الطاقم على ملاحظة علامات الخطر قبل وقوع المأساة.
دعوات لتعزيز الأمن والدعم النفسي
تتزايد الأصوات في أوروبا وأمريكا للمطالبة بـ:
تعزيز أمن المطارات، خاصة في مناطق الطائرات والتشغيل الأرضي.
نشر برامج دعم نفسي فعّالة ودائمة للعاملين في مجال الطيران.
فرض رقابة دقيقة على الدخول إلى المدرجات عبر الكاميرات الذكية وأجهزة الإنذار المبكر.
التدريب المكثف للموظفين على ملاحظة علامات الضغط النفسي لدى الزملاء.
الخلاصة:
هذه الحوادث الثلاثة – في أمستردام، ميلانو، وتكساس – لا تُعد مجرد وقائع معزولة، بل مؤشرًا خطيرًا على التحديات النفسية والأمنية في بيئة الطيران الحديث. مواجهة هذه الظاهرة تتطلب تعاونًا بين سلطات الطيران، شركات الطيران، ومؤسسات الصحة النفسية.