تصعيد إقليمي ودبلوماسية نشطة في الشرق الأوسط

 غزة تواجه الجوع ومفاوضات هدنة مستمرة

1. غزة وفلسطين:
الوضع الإنساني:
قصف إسرائيلي مستمر: استشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف غرب مدينة غزة فجر السبت. هذا القصف جزء من عمليات عسكرية متواصلة، حيث وثّقت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) مقتل رضيع بسبب سوء التغذية ونقص الحليب، ليرتفع عدد ضحايا التجويع إلى 124، بينهم 11 خلال الـ24 ساعة الماضية.
أزمة الجوع: حذرت الأمم المتحدة ووكالات إغاثة من "مجاعة مدبرة" في غزة، حيث يضطر ثلث السكان لقضاء أيام دون طعام. برنامج الأغذية العالمي أشار إلى أن 100 ألف طفل معرضون للوفاة إذا لم تُدخل المساعدات، خاصة حليب الأطفال، فورًا.
تقييد المساعدات: إسرائيل تواصل حصارها، مما تسبب في تراكم النفايات، انتشار الأمراض، وانهيار الأسواق الغذائية. وكالات الإغاثة أفادت أن موظفيها يعانون من الجوع مع المدنيين بسبب القيود الإسرائيلية.
تنديد دولي: باريس، لندن، وبرلين دعت إلى إنهاء "الكارثة الإنسانية" فورًا، بينما أدانت كندا تقاعس إسرائيل عن منع المجاعة. منظمتان بلجيكيتان رفعتا دعوى قضائية ضد بلجيكا لحثها على اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل.
مفاوضات الهدنة:مصر وقطر أكدتا إحراز تقدم في مفاوضات وقف إطلاق النار، لكن الخلافات تتركز على نطاق المناطق التي ستحتفظ إسرائيل بالسيطرة عليها في غزة، بما في ذلك بيت حانون، رفح، وخزاعة.
حماس أبدت موقفًا إيجابيًا للوصول إلى اتفاق شامل، لكنها تصر على انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع. إسرائيل، بدورها، تدرس خيارات بديلة لاستعادة الأسرى، واتهم نتنياهو حماس بتعطيل الاتفاق.
المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أشار إلى أن الاتصالات مستمرة، لكن إسرائيل سحبت وفدها التفاوضي للتشاور، مما أثار انتقادات داخلية من غادي آيزنكوت الذي اتهم نتنياهو بإفشال المفاوضات لأسباب سياسية.
الاعتراف بدولة فلسطين:فرنسا أعلنت نيتها الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر 2025، وهو قرار وُصف بـ"التاريخي" من قبل السلطة الفلسطينية، لكنه أثار تنديدًا إسرائيليًا وأمريكيًا، حيث اعتبره نتنياهو "مكافأة للإرهاب".
220 نائبًا بريطانيًا حثوا رئيس الوزراء ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطين، بينما دعا الرئيس عباس دول العالم لاتباع خطوة فرنسا.
اعتداءات في الضفة الغربية:استشهد فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة، وأصيب طفل برصاص المستوطنين قرب رام الله. اقتحامات ومداهمات إسرائيلية متواصلة تستهدف منازل ومحال فلسطينية.
2. سوريا:
لقاء باريس التاريخي:
عقد لقاء ثلاثي في باريس بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، المبعوث الأمريكي توماس باراك، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، لبحث خفض التصعيد في جنوب سوريا، خاصة في السويداء، مع التركيز على استقرار المنطقة وحقوق الأكراد.
البيان السوري-الفرنسي-الأمريكي أكد دعم المرحلة الانتقالية في سوريا، مع الإشارة إلى تهديدات "الجوار" (في إشارة محتملة إلى إيران أو تركيا).
الوضع في السويداء:اتفاق وقف إطلاق النار بين العشائر البدوية والدروز في السويداء، مع إجلاء مئات المدنيين البدو. برنامج الأغذية العالمي أفاد بنزوح أكثر من 100 ألف شخص بسبب الاشتباكات الأخيرة.
مجلس القبائل والعشائر السورية هدد برد قاسٍ إذا خرق الاتفاق، مما يعكس التوترات المستمرة.
عمليات عسكرية:الجيش الأمريكي أعلن مقتل قيادي بارز في تنظيم "داعش" مع اثنين من أبنائه في غارة جوية بحلب، في إطار استمرار العمليات ضد التنظيم.
استثمارات سعودية:السعودية وقّعت 47 اتفاقية استثمارية مع سوريا بقيمة 6.4 مليار دولار لدعم التعافي الاقتصادي، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا في العلاقات السورية-السعودية.
3. إيران:
هجوم زاهدان:
هجوم مسلح على محكمة في مدينة زاهدان بإقليم سيستان وبلوشستان أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 13 آخرين، ووصفته وسائل إعلام إيرانية بـ"الإرهابي".
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اتهم إسرائيل بمحاولة اغتياله خلال هجوم في يونيو 2025 استهدف مجلس الأمن القومي في طهران، حيث أصيب بجروح طفيفة. بدأت إيران تحقيقًا للكشف عن وجود جواسيس محتملين.
الحرب الإيرانية-الإسرائيلية (يونيو 2025):بدأت إسرائيل هجومًا مفاجئًا في 13 يونيو 2025، استهدف منشآت نووية وعسكرية إيرانية، بما في ذلك نطنز وفوردو، مما أدى إلى مقتل 30 جنرالًا و9 علماء نوويين. أطلقت إيران 550 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 1000 طائرة مسيرة ردًا على ذلك، مع هجمات الحوثيين المساندة من اليمن.
الحرب، التي استمرت 12 يومًا، أدت إلى إضعاف وكلاء إيران (حماس، حزب الله، الحوثيون) وزادت عزلتها دوليًا. إسرائيل استهدفت قيادات فيلق القدس ودمرت 120 قاذفة صواريخ.
البرنامج النووي:الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن إيران لا تملك دليلًا على تطوير أسلحة نووية، لكن مجلس إدارتها اعتبرها غير ملتزمة بالتزاماتها النووية. إيران أبدت استعدادها لاستئناف المحادثات الفنية مع القوى الأوروبية.
إغلاق المجال الجوي:إيران أغلقت مجالها الجوي وأعادت تسليح نفسها بتكنولوجيا عسكرية جديدة، وسط تصعيد إقليمي وتهديدات بالرد على محاولات الاغتيال.
4. السعودية:
التصنيف الائتماني:
وكالة "فيتش" أكدت التصنيف الائتماني للسعودية عند "A+" مع نظرة مستقبلية مستقرة، بفضل استقرار الاقتصاد والإصلاحات المالية.
موجودات البنك المركزي السعودي وصلت إلى تريليوني ريال (533 مليار دولار) في مايو 2025، مع انخفاض طفيف في الأصول الاحتياطية بنسبة 1.7%.
الاستثمارات في سوريا:وفد سعودي زار دمشق لتوقيع صفقات استثمارية بقيمة 4-6.4 مليار دولار، تركز على دعم التعافي الاقتصادي السوري، مما يعزز دور السعودية كلاعب إقليمي.
الدبلوماسية الإقليمية:الأمير خالد بن سلمان ناقش مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تطورات المنطقة، مما يعكس انفتاحًا دبلوماسيًا مع إيران.
السعودية تبنت يومًا عالميًا للوقاية من الغرق في 25 يوليو، في خطوة لتعزيز الوعي العالمي.
5. لبنان:
الوضع الأمني:
الجيش اللبناني أوقف شبكة إرهابية تابعة لـ"داعش" كانت تخطط لتفجيرات تستهدف أماكن عبادة، مما يعكس استمرار التهديدات الأمنية.
قصف إسرائيلي استهدف سيارة في الطويري بجنوب لبنان، مما أسفر عن مقتل شخص، في خرق لوقف إطلاق النار مع حزب الله المستمر منذ نوفمبر 2024.
مفاوضات نزع السلاح:المبعوث الأمريكي توماس باراك يتابع مقترح واشنطن لنزع سلاح حزب الله وانسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، لكن المفاوضات تتقدم ببطء وسط انتقادات لبنانية لمهلة باراك "التعجيزية".
وفاة زياد الرحباني:توفي الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا في الموسيقى والمسرح.
6. اليمن:
التصعيد مع إسرائيل:
إسرائيل أدرجت الحوثيين ضمن حساباتها العسكرية، وأعدت "بنك أهداف" لضرب مواقع استراتيجية في اليمن، معتبرة المواجهة معهم "طويلة الأمد".
الحوثيون نفذوا عملية عسكرية استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي "فلسطين 2"، مما أثار هدوءًا حذرًا على الجبهة.
الأزمة الإنسانية:الحكومة اليمنية طالبت بتحقيق أممي بشأن استيلاء الحوثيين على ناقلة نفط، مما يفاقم الأزمة الإنسانية.
7. مصر:
صفقة دفاعية:
الولايات المتحدة وافقت على بيع أنظمة دفاع جوي لمصر بقيمة 5 مليارات دولار، في إطار تعزيز التعاون العسكري.
جهود الوساطة:مصر تنفي إغلاق معبر رفح، وتستنكر "دعاية مغرضة" ضد دورها الداعم للقضية الفلسطينية. الهلال الأحمر المصري وثّق دخول شاحنات مساعدات إلى غزة، مع استمرار الوساطة المصرية-القطرية للتوصل إلى هدنة.
حادث مأساوي:وفاة طفلين في حريق شقة بطرابلس، مما أثار تعاطفًا شعبيًا واسعًا.
ملاحظات إضافية:التوترات الإقليمية: الحرب الإيرانية-الإسرائيلية في يونيو 2025 أعادت تشكيل ديناميكيات القوى في المنطقة، مع إضعاف وكلاء إيران (حماس، حزب الله، الحوثيون) وزيادة الضغط على إسرائيل بسبب أزمتها الإنسانية في غزة.
الدبلوماسية الدولية: الجهود الأمريكية والأوروبية تركز على احتواء التصعيد في سوريا ولبنان، بينما تعزز السعودية نفوذها الاقتصادي والسياسي عبر استثمارات في سوريا وعلاقات دبلوماسية مع إيران.
الاحتجاجات: تونس تشهد تحركات احتجاجية أمام السفارة المصرية تنديدًا بحصار غزة، مما يعكس التعاطف الشعبي العربي مع القضية الفلسطينية.

تعليقات