ليلى خالد: أيقونة المقاومة الفلسطينية

خطف الطائرات: ثورة ليلى خالد

تفاصيل القصة:
ليلى خالد (مواليد 9 أبريل 1944 في حيفا، فلسطين) هي مناضلة فلسطينية وعضو في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اشتهرت بكونها أول امرأة في العالم تقود عملية خطف طائرة. قصتها واحدة من أشهر القصص في العالم العربي، حيث أصبحت رمزًا للنضال الفلسطيني وألهمت أجيالاً بجرأتها وتفانيها في القضية الفلسطينية.الخلفية:
ولدت ليلى في حيفا تحت الانتداب البريطاني، واضطرت عائلتها للنزوح إلى لبنان عام 1948 بعد النكبة، تاركة والدها خلفها. نشأت في مخيمات اللاجئين في صور، حيث شكلت تجربتها كلاجئة دوافعها النضالية. في سن الخامسة عشرة، انضمت إلى حركة القوميين العرب التي أسسها جورج حبش، والتي تطورت لاحقًا إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967. عملت ليلى مدرسة للغة الإنجليزية في الكويت بين 1963 و1969، لكن شغفها بالقضية دفعها للانضمام إلى العمليات العسكرية.
عملية خطف الطائرة الأولى (1969):
في 29 أغسطس 1969، قادت ليلى خالد، بمساعدة المناضل الفلسطيني سليم العيساوي، عملية خطف طائرة تابعة لشركة TWA الأمريكية (الرحلة 840) أثناء رحلتها من روما إلى تل أبيب. تحت اسمها الحركي "شادية أبو غزالة" (تيمنًا بشهيدة فلسطينية)، صعدت ليلى وسليم إلى الطائرة، وبعد نصف ساعة، اقتحما قمرة القيادة حاملين مسدسات وقنابل يدوية. أمرت ليلى القبطان بتغيير مسار الطائرة إلى دمشق، مع تحليق منخفض فوق حيفا، مسقط رأسها، كرسالة رمزية. في دمشق، أخلت الطائرة من الركاب الـ116، واحتجزت إسرائيليين كرهائن لمدة ثلاثة أشهر، تم إطلاق سراحهما لاحقًا مقابل إفراج عن أسرى سوريين. ثم فجرت ليلى الطائرة بعد إخلائها، مما جعل العملية حدثًا عالميًا. أُلقي القبض عليها في سوريا لمدة شهر ونصف، ثم أُطلق سراحها. هذه العملية، التي خطط لها وديع حداد، قائد العمليات الخارجية في الجبهة، لفتت أنظار العالم إلى القضية الفلسطينية وجعلت ليلى أيقونة ثورية.
عملية خطف الطائرة الثانية (1970):
بعد نجاح العملية الأولى، أصبحت صور ليلى منتشرة عالميًا، مما دفعها لإجراء عمليات تجميل لتغيير ملامحها لتفادي التعرف عليها. في 6 سبتمبر 1970، شاركت في عملية أكثر طموحًا ضمن حملة "أيلول الأسود"، حيث خططت الجبهة الشعبية لخطف ثلاث طائرات متزامنة. كُلفت ليلى، مع المناضل النيكاراغوي باتريك أرغويلو (الاسم الحركي: رينيه)، بخطف طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية من فرانكفورت. كان من المفترض أن يشارك اثنان آخران، لكنهما مُنعا من الصعود بسبب شكوك الأمن. أثناء العملية، قاوم طاقم الطائرة بقيادة القبطان يوري بارليف، الذي نفذ مناورة غطس سريعة، مما تسبب في فقدان ليلى وأرغويلو توازنهما. أطلق حراس الأمن النار، فقتلوا أرغويلو، وأُلقي القبض على ليلى في مطار هيثرو بلندن. بعد 28 يومًا، أُطلق سراحها في صفقة تبادل أسرى بعد خطف رفاقها لطائرة بان أمريكان. هذه العملية، رغم فشلها، عززت شهرتها كرمز للمقاومة.
ما بعد العمليات:
بعد عام 1970، تخلت الجبهة الشعبية عن أسلوب خطف الطائرات. واصلت ليلى نضالها في الجبهة الشعبية، وانخرطت في الحركة النسائية الفلسطينية، حيث أصبحت عضوًا في الأمانة العامة للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية عام 1974. كما شاركت في مساعدة المهجرين والجرحى خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982. انتخبت عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1979، وواصلت تمثيل القضية في مؤتمرات دولية. تعيش ليلى اليوم في عمان، الأردن، مع زوجها فايز رشيد وابنيها بدر وبشار، وتظل نشطة سياسيًا.
لماذا هي مشهورة؟
قصة ليلى خالد أصبحت أسطورة في العالم العربي لأنها كانت أول امرأة تقود عملية خطف طائرة، مما جعلها رمزًا للنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. صورتها وهي تحمل الكلاشنكوف وترتدي الكوفية الفلسطينية أصبحت رمزًا عالميًا، وكتبت عنها مئات المقالات، وألهمت أغاني وأفلامًا وثائقية، مثل فيلم "ليلى خالد: خاطفة الطائرات" (2005) للمخرجة لينا مقبول. اسمها مرتبط بأسماء بارزة مثل وديع حداد وجورج حبش، وهي معروفة لدى الجميع في العالم العربي كرمز للتحدي والصمود
.
تعليقات