فاطمة الزهراء عمور بين انتعاش القطاع السياحي والانتقادات حول العطلة والتنمية المحلية
فاطمة الزهراء عمور هي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني في المغرب، تولت المنصب منذ أكتوبر 2021، وتُعتبر من بين الشخصيات التكنوقراط التي انخرطت في حكومة عزيز أخنوش. تنحدر الوزيرة من مدينة الدار البيضاء، وتحمل خلفية أكاديمية قوية في الهندسة والتسيير، وهي خريجة المدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس، كما راكمت خبرات واسعة في مجالات التسويق والاستراتيجية داخل القطاع الخاص، قبل أن يتم تعيينها في الحكومة. منذ تسلمها مهام وزارة السياحة، أطلقت الوزيرة مجموعة من المبادرات الطموحة، من أبرزها المخطط الجديد للسياحة الذي يمتد بين 2023 و2026، والذي يهدف إلى بلوغ 26 مليون سائح بحلول عام 2030 تزامناً مع تنظيم المغرب لكأس العالم بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال. وقد أعلنت الوزيرة في أكثر من مناسبة أن الوزارة تعمل على تطوير الربط الجوي، وتحسين جودة الخدمات، ودعم الاستثمار في البنية التحتية السياحية، مع التركيز أيضاً على الترويج للمغرب كوجهة سياحية متنوعة وغنية بالثقافات والمناظر الطبيعية. وأكدت أن المغرب استقبل خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2025 أزيد من 5.7 مليون سائح، بارتفاع بنسبة 12% مقارنة بالعام الماضي، كما بلغت العائدات السياحية خلال نفس الفترة نحو 3.4 مليار دولار، وهي أرقام تُظهر انتعاشًا ملحوظًا في القطاع بعد الجائحة. كما أشارت الوزيرة إلى أن الوزارة تهدف إلى خلق 150 ألف فرصة شغل جديدة بحلول 2030، من خلال تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، خاصة عبر دعم التعاونيات والمقاولات الصغيرة في المناطق القروية والسياحية الناشئة. رغم هذه الإنجازات، تعرضت الوزيرة فاطمة الزهراء عمور لانتقادات كبيرة خلال صيف سنة 2022، بعدما نشرت صورًا لها على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تقضي عطلتها الصيفية في جزيرة زنجبار بتنزانيا، ما أثار استياءً واسعاً في الأوساط الشعبية والسياسية، حيث اعتبر العديد من المتابعين والمهتمين بالشأن العام أن الأمر يعكس تناقضًا في الموقف الرسمي، إذ كانت الوزارة تدعو المغاربة، خاصة المقيمين بالخارج، إلى تشجيع السياحة الوطنية وإنعاش الاقتصاد الداخلي، بينما الوزيرة نفسها اختارت قضاء عطلتها خارج البلاد. وقد سارعت الوزيرة إلى حذف الصور بعد الجدل الذي رافق ظهورها، فيما وُجهت إليها اتهامات بـ"ازدواجية الخطاب" وعدم الانسجام مع سياسات وزارتها. لاحقًا، عادت الوزيرة إلى الواجهة الإعلامية مجددًا من خلال مقطع فيديو نشرته قناة إعلامية محلية على يوتيوب،حيث ناقش الفيديو ما اعتبره فضائح أو تجاوزات في التدبير السياحي بمدينة السعيدية، المعروفة بجاذبيتها في فصل الصيف على سواحل البحر الأبيض المتوسط، حيث يتم الحديث عن خلل في البنية التحتية، ضعف الخدمات الفندقية، وسوء تدبير بعض المشاريع السياحية، رغم ذلك، تبقى مثل هذه المواد مؤشراً على تزايد اهتمام الرأي العام بأداء المسؤولين العموميين، وتعبيراً عن توقعات المغاربة من قطاع يعتبر حيويًا في الاقتصاد الوطني. ومن الواضح أن فاطمة الزهراء عمور، رغم الانتقادات، لا تزال تحظى بدعم حكومي واضح، خاصة بعد النتائج الإيجابية التي يحققها القطاع حسب تصريحاتها، لكنها في المقابل مطالبة بمزيد من التواصل والشفافية للرد على الانتقادات ومواكبة التطورات على أرض الواقع، لاسيما في مناطق مثل السعيدية التي يعوّل عليها كثيرًا في رفع معدلات السياحة الداخلية. هذه القضايا تعكس واقعًا مركبًا، حيث تتقاطع الطموحات الحكومية مع انتظارات المواطنين، وتبرز أهمية التدبير المتوازن والشفاف في قطاع حيوي مثل السياحة المغربية.