ترامب مرشّح لجائزة نوبل للسلام: وساطات دولية أم دعاية انتخابية؟

تفاصيل ترشيح دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام 2026: دعم أفريقي، وساطات شرق أوسطية، وجدل دولي

 ترشيح دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام: ملف شامل (2025)

عاد دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي الحالي، إلى واجهة الأحداث العالمية، ليس من باب السياسة أو الانتخابات هذه المرة، بل من خلال ترشيحه لجائزة نوبل للسلام لعام 2026، في خطوة أثارت اهتمامًا واسعًا في الإعلام الدولي، وجدلاً سياسيًا بين مؤيديه وخصومه.
أسباب الترشيح: وساطات سياسية مثيرة للانتباه
ترشيح ترامب استند إلى جملة من التحركات السياسية والدبلوماسية التي قام بها منذ بداية ولايته الثانية في يناير 2025. أبرز تلك التحركات كانت وساطته التي ساعدت في وقف النزاع المسلح بين إيران وإسرائيل، بعد تصعيد عسكري خطير استمر أكثر من عشرة أيام في يونيو 2025، هدد بانفجار شامل في الشرق الأوسط.
ترامب تدخل شخصيًا في الملف عبر اتصالات مباشرة، واستفاد من علاقاته السابقة مع قيادات إسرائيلية وخليجية، إضافة إلى التنسيق مع دول مثل الإمارات والسعودية. وقد أسفر هذا التدخل عن وقف فوري لإطلاق النار، واتفاق على مسار تفاوضي رعته واشنطن.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم ترامب في رعاية اتفاق سلام بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بعد عقود من التوترات والنزاعات المسلحة بين البلدين. الولايات المتحدة استضافت محادثات مغلقة بين الطرفين بوساطة أمريكية، وأعلنت بعدها عن اتفاق شامل لإنهاء النزاع، وضمان تبادل الأسرى وفتح الحدود أمام المساعدات.
كذلك أشاد البعض بتذكير ترامب العالم بإنجازاته السابقة، خصوصًا اتفاقات أبراهام التي تم توقيعها خلال ولايته الأولى عام 2020، والتي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدة دول عربية، منها الإمارات، البحرين، المغرب، والسودان.
الجهات التي رشحته رسميًا
أول ترشيح رسمي لترامب جاء من بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي وجّه رسالة إلى لجنة نوبل في النرويج يوم 8 يوليو 2025، قال فيها إن الرئيس ترامب "أعاد التوازن لمنطقة مشتعلة، ومنع حربًا إقليمية واسعة".
ثم تبعه عضو الكونغرس الجمهوري بادي كارتر، الذي قدم ترشيحًا رسميًا باسم مجموعة من نواب الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، مشيرًا إلى أن "ترامب أعاد لأمريكا مكانتها كصانع للسلام، وليس فقط كقوة عظمى".
كما أكدت تقارير أمريكية أن شخصيات أكاديمية من أوروبا الشرقية رشّحت ترامب بناءً على دوره في دعم جهود التهدئة بين صربيا وكوسوفو، في نزاع منفصل جرى في أبريل 2025.
الرؤساء الأفارقة الذين دعموه علنًا
في حدث نادر، أعلن خمسة رؤساء أفارقة دعمهم العلني لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام، خلال قمة "السلام والتنمية" التي عقدت في واشنطن يوم 9 يوليو 2025، بحضور مسؤولين أمريكيين وأفارقة.
الرؤساء الذين أعلنوا دعمهم هم:
بريس أوليغي نغيما – رئيس الغابون، قال: "ما رأيناه من ترامب هو تدخل حاسم أعاد السلام لوسط إفريقيا".
جوزيف بواكاي – رئيس ليبيريا، أشاد بما وصفه بـ"حنكته في إدارة ملفات النزاع دون استعمال القوة".
محمد ولد الغزواني – رئيس موريتانيا، قال: "يستحق نوبل لأنه تحرك حيث لم يتحرك الآخرون".
باسيرو ديوماي فاي – رئيس السنغال، وصف ترامب بأنه "قائد يمتلك الجرأة والقدرة على فرض السلام".
عمارو سيسوكو إمبالو – رئيس غينيا بيساو، أكد أن "أفريقيا لا تنسى من يدعم استقرارها، وترامب فعل ذلك".
رغم أن هذه التصريحات لم تكن ترشيحات رسمية بالمعنى التقني، فإن إعلانها علنًا وعلى لسان رؤساء دول، عُدّ بمثابة تأييد دبلوماسي دولي لترشيحه، وهو ما تعوّل عليه حملته السياسية كثيرًا لتقوية صورته عالميًا.
معارضة وسحب بعض الترشيحات
في المقابل، لم تخلُ حملة الترشيح من انتقادات ومعارضة. ففي أوكرانيا، أعلن النائب أولكسندر ميرجينو سحب ترشيحه السابق لترامب، بسبب ما اعتبره "انحيازًا أمريكيًا لصالح إسرائيل على حساب العدالة الدولية". وأضاف أن ترامب لم يهتم بما يكفي بالصراع الروسي الأوكراني بعد عودته إلى الحكم.
أما في باكستان، فقد تقدّمت حكومة شهباز شريف في البداية بترشيح رسمي لترامب بسبب دوره في تهدئة التوتر مع الهند، لكنّها سحبته بعد أيام، تحت ضغط سياسي من المعارضة، التي اتهمت ترامب بـ"ازدواجية المعايير"، خاصة بعد قصف أمريكي لمواقع داخل سوريا خلال نفس الفترة.
موقف لجنة نوبل وتوقعات الفوز
لجنة نوبل للسلام لم تُصدر أي تعليق رسمي حتى الآن، إذ أن الترشيحات تبقى سرية حتى موعد إعلان النتائج في أكتوبر 2026، ويُسمح بتقديم الترشيحات حتى يناير من نفس العام.
لكن بحسب محللين دوليين، فإن اسم ترامب أصبح مطروحًا بقوة هذا العام، على الأقل ضمن القائمة المصغّرة، بسبب تعدد الملفات التي تدخل فيها، وتوقيتها الحساس سياسيًا وعسكريًا.
إلا أن الجدل حول شخصيته وسياساته السابقة، مثل قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، يظل من الأسباب التي قد تؤثر على حظوظه، إذا اختارت اللجنة أن تسلك نهجًا رمزيًا أكثر من كونه سياسيًا.
خاتمة
سواء فاز ترامب بجائزة نوبل أم لم يفز، فإن مجرد ترشيحه من عدة جهات دولية، مع إعلان دعم علني له من رؤساء دول، يمثل حدثًا غير عادي في السياسة العالمية. فهو أول رئيس أمريكي سابق أو حالي يُطرح اسمه بهذه القوة في جائزة نوبل للسلام، وسط انقسام دولي واضح حول إرثه السياسي.
ويبقى السؤال مطروحًا حتى إعلان النتائج في أكتوبر 2026:
هل تمنح لجنة نوبل الجائزة لترامب؟ أم أن السياسة ستنتصر على السلام؟

تعليقات