تحت الجرافات: دموع المغاربة وصرخاتهم ضد نهب أحلامهم

هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي في مدن المغرب: جريمة ضد الإنسانية"

مقدمة: 
صرخة من تحت الأنقاض تخيّل أمًا في سلا، تقف وسط ركام بيتها، عيناها غارقتان في الدموع، صوتها يرتجف وهي تصرخ: "هدّموا بيتي، سرقوا أرضي، تركونا ننام في الشارع!" هذه ليست قصة واحدة، بل هي مأساة شعب مغربي يُداس كل يوم تحت أقدام لوبيات العقار وفساد المسؤولين. في أحصين، في الدار البيضاء، في طنجة، في مراكش، في كل قرية ومدينة، يُسلب المواطن البسيط بيته، أرضه، كرامته. الجرافات لا تهدم جدرانًا فحسب، بل تهدم أحلام أجيال، وتُطفئ نور الأمل في قلوب الأطفال. هذه ليست تنمية، بل جريمة! جريمة يقودها الفاسدون الذين يبيعون أرض الوطن لمن يدفع أكثر، بينما الفقراء يُرمون في العراء. أيها الشعب المغربي، كفى صمتًا! دموع الأمهات وصرخات الفلاحين تستصرخ ضمائركم. إن لم ننتفض اليوم، فمتى؟ إن لم نوقف هذا الظلم الآن، فمن سيفعل؟
العرض:
 مأساة الشعب المغلوب على أمره1. أحصين وسلا: قلب الظلم النابض في أحصين، إحدى مقاطعات سلا، يعيش المواطنون كل يوم تحت تهديد الجرافات. أحياء شعبية مثل دوار الكورة ودوار الدوم، القريبة من أحصين، تحولت إلى ساحات للحرب ضد الفقراء. باسم "مدن بلا صفيح"، تُهدم بيوت بناها الناس بعرق سنين، دون تعويضات عادلة، دون بديل يحفظ كرامتهم.صرخة امرأة من أحصين: تخيّل امرأة، ربما مثل تلك التي في الفيديو، تقف وسط أنقاض بيتها وتصرخ: "هذا بيتي، هنا ربّيت عيالي! جاوا الجرافات بلا إشعار، هدّموا كل شيء! ما عطانا حدا درهم، ولا حتى كلمة اعتذار! وين نروح؟ وين نعيش؟" هذه الصرخة هي صدى آلاف العائلات في أحصين التي تُشرّد بلا رحمة.
الواقع المر: 
بين 2004 و2020، هُدمت مئات البيوت في سلا، بما في ذلك مناطق قريبة من أحصين. السكان نُقلوا إلى ضواحي بعيدة مثل تمارة أو عين عتيق، حيث لا وظائف ولا خدمات. الأطفال يتركون مدارسهم، والأمهات يبكين فقدان الأمان، والآباء يفقدون كرامتهم وهم يرون أحلامهم مدفونة تحت الأنقاض.
2. نهب الأراضي الفلاحية: 
سرقة روح الوطن في ريف المغرب، حيث الأرض هي الحياة، يواجه الفلاحون ظلمًا لا يقل بشاعة. أراضي الجموع، التي كانت ملاذًا للفلاحين، تُسلب بصفقات مشبوهة لصالح لوبيات العقار ومستثمرين أجانب. هذه ليست تنمية، بل نهب منظم!آليات السرقة: تقارير مثل تلك التي نشرتها "فوربيدون ستوريز" كشفت كيف تُفوَّت أراضي الجموع بأسعار زهيدة لشركات عقارية. في جهات مثل الدار البيضاء-سطات ومراكش-آسفي، كشفت تحقيقات وزارة الداخلية (2025) عن صفقات غير شفافة يقودها مقربون من النظام.
مثال من سوس: في سوس ماسة، قاومت حركة "أكال" الاستيلاء على أراضي الفلاحين، لكنها واجهت قمعًا وحشيًا. الفلاحون، الذين كانوا يعيشون من أراضيهم، أُجبروا على الهجرة إلى المدن، حيث أصبحوا لاجئين في أحياء عشوائية.
الأثر المدمر: الأرض ليست مجرد تراب، بل هي هوية وتاريخ. عندما تُسلب، يُسلب الفلاح كرامته، فيُصبح غريبًا في وطنه، يبحث عن لقمة عيش وسط الفقر والتهميش.

3. لوبيات العقار وفساد المسؤولين:
 الخيانة الكبرىوراء كل بيت يُهدم، ووراء كل أرض تُسرق، تقف لوبيات العقار ومسؤولون فاسدون يبيعون الوطن لمن يدفع أكثر. هؤلاء هم اليد الخفية التي تحرك الجرافات، وتُسكت صرخات الفقراء.الفساد الممنهج: تحقيقات الصحفي عمر الراضي كشفت كيف يستغل مقربون من النظام أراضي الجموع للإثراء. سجنه في 2022 دليل على أن الفاسدين يخافون من كشف الحقيقة.
أمثلة: في فاس-مكناس، تُفوَّت أراضي جماعية لشركات عقارية بأسعار لا تعكس قيمتها. في مراكش، تُستخدم الأراضي الفلاحية لبناء منتجعات فاخرة، بينما الفلاحون يُرمون في العراء.
دور المسؤولين: رؤساء الجماعات المحلية، وأحيانًا مسؤولون كبار، يُتورطون في هذه الصفقات، إما برشاوى أو بضغوط من أعلى المستويات. هذا الفساد يُكرس الظلم ويُفقر الشعب.

4. مدن المغرب: 
جغرافيا الظلممأساة هدم البيوت والاستيلاء على الأراضي ليست محصورة في أحصين، بل تمتد إلى كل ركن في المغرب:الدار البيضاء: أكبر مركز للأحياء العشوائية، حيث هُدمت آلاف البيوت في كاريان سنطرال وسيدي مومن. السكان نُقلوا إلى ضواحي مثل النواصر، بعيدًا عن رزقهم.
طنجة: مشاريع مثل ميناء طنجة المتوسط أدت إلى تشريد سكان أحياء مثل مسنانة. احتجاجات 2017 قُمعت بقسوة.
مراكش: هدم بيوت في الحي الحسني لإفساح المجال لمنتجعات سياحية، تاركًا العائلات بلا مأوى.
فاس ومكناس: أحياء مثل سيدي بوجيدة شهدت هدمًا لصالح مشاريع تنموية، مع تعويضات ضئيلة.
الحوز بعد الزلزال (2023): هُدمت منازل متضررة، وتُركت عائلات بلا مأوى بسبب تأخر إعادة الإعمار.

5. الألم الإنساني: 
دموع تبكّي الحجرالفقر والتشريد: هدم البيوت يدفع العائلات إلى أحياء عشوائية جديدة أو ضواحي نائية، مما يقطع صلاتهم الاجتماعية ويُفقدهم وظائفهم.
الصدمات النفسية: أطفال يرون بيوتهم تُهدم، أمهات يبكين فقدان الأمان، آباء يشعرون بالعجز وهم يرون أحلامهم مدفونة.
الاحتجاجات المكبوتة: في آيت بوكماز، سار الناس على الأقدام إلى بني ملال للمطالبة بحقوقهم، لكن صوتهم قُمع. في سلا، احتجاجات السكان واجهت العصي والاعتقالات.
فقدان الهوية: الأراضي الفلاحية ليست مجرد أرض، بل هي تاريخ وهوية. نهبها يعني محو أجيال من التراث.

خاتمة: 
 يا شعب المغرب، كفى صمتًا! بيوتكم تُهدم، أراضيكم تُسرق، وكرامتكم تُداس تحت أقدام لوبيات العقار ومسؤولين فاسدين. امرأة في أحصين تصرخ: "وين نروح؟ وين نعيش؟" وصوتها يتردد في الدار البيضاء، طنجة، مراكش، وكل قرية ظُلمت. هذه ليست تنمية، بل خيانة! خيانة لشعب بنى هذا الوطن بعرقه ودمه. 
تعليقات