هل يتحدث ولي العهد المغربي عن التطبيع؟ الشعب ينتظر رأيه

الشعب المغربي يترقّب موقف ولي العهد مولاي الحسن من التطبيع مع إسرائيل

 الشعب المغربي يريد رأي ولي العهد في التطبيع مع إسرائيل
منذ إعلان المغرب عن استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر 2020، وما تبعه من خطوات رسمية في مجالات الاقتصاد، التعليم، والتعاون الأمني، شهد الشارع المغربي جدلًا واسعًا بين مؤيدين يعتبرون القرار براغماتيًّا يخدم المصالح الوطنية، ومعارضين يرونه تجاوزًا للموقف التاريخي الثابت في دعم القضية الفلسطينية. ورغم أن القرار اتُّخذ على أعلى مستوى بقيادة الملك محمد السادس، فإن غياب رأي ولي العهد الأمير مولاي الحسن في هذا الموضوع أثار تساؤلات بين شرائح واسعة من الشعب المغربي.
تطلعات إلى صوت شاب يعكس جيل المستقبل
الأمير مولاي الحسن، الذي يُنظر إليه بوصفه وجه المستقبل للمؤسسة الملكية، يترقبه المغاربة ليس فقط كملك قادم، بل كصوت يعكس جيلًا شابًا يعيش في زمن حساس إقليميًا ودوليًا. وبما أن التطبيع مع إسرائيل لا يزال يثير انقسامًا وجدانيًا لدى المواطنين، فإن الشعب المغربي يعبّر بصوت متزايد عن رغبته في سماع موقف ولي العهد: هل هو مع استمرار هذا النهج؟ أم أنه يرى ضرورة إعادة النظر فيه وفقًا لمبادئ القضية الفلسطينية وعدالة السلام؟
البيئة التي نشأ فيها الأمير
يدرس ولي العهد في جامعة محمد السادس، وهي من المؤسسات التعليمية التي شهدت مؤخرًا احتجاجات ضد اتفاقيات أكاديمية وبحثية مع مؤسسات إسرائيلية، خاصة في سياق الحرب على غزة. هذه البيئة الفكرية التي يغلب عليها الطابع النقدي للتطبيع تؤثر بلا شك في تشكيل وعي الأمير، وتضعه أمام أسئلة سياسية وإنسانية متقدمة مبكرًا.
الرمزية السياسية للصمت
رغم أن الأمير مولاي الحسن لم يدلِ بأي تصريح علني بخصوص التطبيع، فإن صمته أصبح بحد ذاته محل نقاش. فالشعب المغربي، خصوصًا الشباب والطلبة، يعتقد أن من حقهم معرفة كيف يفكر ولي العهد في واحدة من أكثر القضايا حساسية. في نظرهم، هذا الرأي ليس رفاهية، بل تعبير عن التزام وطني وأخلاقي تجاه مستقبل البلاد وموقعها في قضايا الأمة.
بين الولاء للسياسة الرسمية والوفاء للشعور الشعبي
يقف ولي العهد أمام توازن دقيق: من جهة، الالتزام بسياسة والده الملك محمد السادس، التي تسعى للجمع بين المصالح الجيوسياسية ودعم الفلسطينيين؛ ومن جهة أخرى، الانفتاح على المشاعر الشعبية الجارفة الرافضة للتطبيع. وفي ظل تنامي الحركات الطلابية والمدنية المعارضة لهذا المسار، فإن التعبير عن رأيه قد يُنظر إليه كبوصلة لمستقبل العلاقة مع إسرائيل حين يتولى العرش.
خاتمة
في ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، ووسط الانقسام الداخلي بشأن العلاقة مع إسرائيل، يبقى صوت ولي العهد المنتظر موضوع اهتمام شعبي متزايد. فالمغاربة، الحريصون على دعم الدولة ومؤسساتها، لا يسعون إلى صدام، بل إلى وضوح يعزز ثقتهم في أن صوتهم مسموع حتى في أروقة القصر. إنهم ببساطة يريدون معرفة: ماذا يفكر الملك القادم في التطبيع؟

تعليقات