"من التوفيق والعنصر... إلى بوريطة عن وجوه لا تغادر المناصب في مغرب لا يتغير"
هل نغرس مكانهم نخلة اذا ماتوا ؟ خلود الوجوه القديمة في مغرب لا يتغير
في كل مرة يُعلن فيها عن تشكيل حكومة جديدة في المغرب، يترقّب الشارع التغيير، وكأنّه ينتظر نسمة هواء جديدة في غرفة مغلقة منذ عقود. لكن سرعان ما تخيب الآمال حين تتكرر نفس الأسماء، وتُعاد تدوير نفس الوجوه، سواء كانت حزبية أم تكنوقراطية. السؤال الذي يفرض نفسه: هل هؤلاء لا يُستبدلون؟ وإن توفوا، هل نغرس مكانهم نخلة؟
ناصر بوريطة... الدبلوماسي الأبدي
منذ أبريل 2017، يتولى ناصر بوريطة وزارة الشؤون الخارجية، واستمر رغم تغيّر الحكومات، والأحزاب، والسياقات الدولية. الرجل تكنوقراطي، بلا انتماء حزبي، وتُقال عنه عبارات مثل "يحظى بثقة القصر"، وكأن ذلك كافٍ لتجاوز كل معايير التداول والمحاسبة.
هو فعلاً دبلوماسي نشيط، ويتحدث بلغات عدة، لكن هل المغرب عقيم إلى درجة لا يستطيع إنجاب غيره؟ هل وزارة الخارجية منصب يُحجز مدى الحياة؟ في الدول الديمقراطية، حتى الكفاءات تُحاسب، وتُستبدل، لا لأنها فشلت، بل لأن التناوب نفسه مبدأ صحي.
أحمد التوفيق... وزير الأوقاف منذ قرنٍ هجري
منذ عام 2002، ووزير الأوقاف أحمد التوفيق جالس على كرسيه وكأنه من الأوقاف نفسها. تغيرت الحكومات، تعاقبت الأزمات، ومرت موجات احتجاج، ولا أحد سأل: لماذا لا يتغير هذا الوزير؟
هل صار الدين مجالًا لا يُمسّ؟ هل صارت وزارة الأوقاف مرفقًا شخصيًا؟ أم أن الطاعة المطلقة والصمت الإداري صارا مفتاح الاستمرار؟
امحند العنصر... الزعيم الأبدي للحركة الشعبية
العنصر، منذ أن عرفه الناس، هو أمين عام حزب الحركة الشعبية. يترأس الحزب منذ 1986 وكأنه جزء من الجينات السياسية المغربية. تقلّد عدة مناصب وزارية، وحين لا يُعين وزيرًا، يبقى يتحرك في الكواليس.
هل الحركة الشعبية عاجزة عن إنتاج قيادة جديدة؟ أم أن الزعامة في بعض الأحزاب المغربية، هي عقد إيجار مدى الحياة؟
الحبيب المالكي... الوجه المتجدد في كل العصور
سياسي مخضرم من الاتحاد الاشتراكي، ترأس البرلمان، وتقلد مناصب وزارية مختلفة منذ التسعينات، ويعود كل مرة في شكل مختلف، وكأن السياسة المغربية لا تكتمل بدونه. هذه "العودة الأبدية" لوجوه بعينها تعني شيئًا واحدًا: لا مكان للشباب، ولا للدم الجديد.
هل المغرب يسير إلى الأمام... أم يعود إلى الخلف؟
من حيث الشكل، هناك انتخابات، وحكومات، وأحزاب. لكن من حيث الجوهر، السياسة المغربية تعاني من "الجمود الحيوي": حركة دائمة بأشخاص لا يتحركون من أماكنهم.
حين تُدار الدولة بعقليات ثابتة، فكيف ننتظر التقدم؟
حين يصبح منصب الوزير وظيفة مدى الحياة، فأين روح الديمقراطية؟
حين يُقصى الشباب، وتُغلق أبواب التغيير، فماذا بقي غير التكرار؟
المغرب لا ينقصه الذكاء ولا الكفاءات، لكنه يعاني من عطب عميق في فهم السلطة: فهي عند البعض غنيمة، وعند آخرين وصاية دائمة، وعند المؤسسات خوف من التغيير.
الخلاصة: نريد تداولاً لا تدويرًا
لا أحد ضد الكفاءة، ولا ضد الاستمرارية حين تكون ضرورية. لكن حين تتحول الوزارة إلى ملك خاص، والكرسي إلى حق تاريخي، فالديمقراطية تتحول إلى مسرحية، والبلاد تُدار بمنطق "المأذون الأبدي".
إن توفي هؤلاء، لن نغرس نخلة مكانهم، بل يجب أن نغرس ثقافة جديدة:
ثقافة التداول، المحاسبة، والتجديد. فالأوطان لا تُبنى بالأشخاص، بل بالمؤسسات، والفكرة، والإرادة.
في كل مرة يُعلن فيها عن تشكيل حكومة جديدة في المغرب، يترقّب الشارع التغيير، وكأنّه ينتظر نسمة هواء جديدة في غرفة مغلقة منذ عقود. لكن سرعان ما تخيب الآمال حين تتكرر نفس الأسماء، وتُعاد تدوير نفس الوجوه، سواء كانت حزبية أم تكنوقراطية. السؤال الذي يفرض نفسه: هل هؤلاء لا يُستبدلون؟ وإن توفوا، هل نغرس مكانهم نخلة؟
ناصر بوريطة... الدبلوماسي الأبدي
منذ أبريل 2017، يتولى ناصر بوريطة وزارة الشؤون الخارجية، واستمر رغم تغيّر الحكومات، والأحزاب، والسياقات الدولية. الرجل تكنوقراطي، بلا انتماء حزبي، وتُقال عنه عبارات مثل "يحظى بثقة القصر"، وكأن ذلك كافٍ لتجاوز كل معايير التداول والمحاسبة.
هو فعلاً دبلوماسي نشيط، ويتحدث بلغات عدة، لكن هل المغرب عقيم إلى درجة لا يستطيع إنجاب غيره؟ هل وزارة الخارجية منصب يُحجز مدى الحياة؟ في الدول الديمقراطية، حتى الكفاءات تُحاسب، وتُستبدل، لا لأنها فشلت، بل لأن التناوب نفسه مبدأ صحي.
أحمد التوفيق... وزير الأوقاف منذ قرنٍ هجري
منذ عام 2002، ووزير الأوقاف أحمد التوفيق جالس على كرسيه وكأنه من الأوقاف نفسها. تغيرت الحكومات، تعاقبت الأزمات، ومرت موجات احتجاج، ولا أحد سأل: لماذا لا يتغير هذا الوزير؟
هل صار الدين مجالًا لا يُمسّ؟ هل صارت وزارة الأوقاف مرفقًا شخصيًا؟ أم أن الطاعة المطلقة والصمت الإداري صارا مفتاح الاستمرار؟
امحند العنصر... الزعيم الأبدي للحركة الشعبية
العنصر، منذ أن عرفه الناس، هو أمين عام حزب الحركة الشعبية. يترأس الحزب منذ 1986 وكأنه جزء من الجينات السياسية المغربية. تقلّد عدة مناصب وزارية، وحين لا يُعين وزيرًا، يبقى يتحرك في الكواليس.
هل الحركة الشعبية عاجزة عن إنتاج قيادة جديدة؟ أم أن الزعامة في بعض الأحزاب المغربية، هي عقد إيجار مدى الحياة؟
الحبيب المالكي... الوجه المتجدد في كل العصور
سياسي مخضرم من الاتحاد الاشتراكي، ترأس البرلمان، وتقلد مناصب وزارية مختلفة منذ التسعينات، ويعود كل مرة في شكل مختلف، وكأن السياسة المغربية لا تكتمل بدونه. هذه "العودة الأبدية" لوجوه بعينها تعني شيئًا واحدًا: لا مكان للشباب، ولا للدم الجديد.
هل المغرب يسير إلى الأمام... أم يعود إلى الخلف؟
من حيث الشكل، هناك انتخابات، وحكومات، وأحزاب. لكن من حيث الجوهر، السياسة المغربية تعاني من "الجمود الحيوي": حركة دائمة بأشخاص لا يتحركون من أماكنهم.
حين تُدار الدولة بعقليات ثابتة، فكيف ننتظر التقدم؟
حين يصبح منصب الوزير وظيفة مدى الحياة، فأين روح الديمقراطية؟
حين يُقصى الشباب، وتُغلق أبواب التغيير، فماذا بقي غير التكرار؟
المغرب لا ينقصه الذكاء ولا الكفاءات، لكنه يعاني من عطب عميق في فهم السلطة: فهي عند البعض غنيمة، وعند آخرين وصاية دائمة، وعند المؤسسات خوف من التغيير.
الخلاصة: نريد تداولاً لا تدويرًا
لا أحد ضد الكفاءة، ولا ضد الاستمرارية حين تكون ضرورية. لكن حين تتحول الوزارة إلى ملك خاص، والكرسي إلى حق تاريخي، فالديمقراطية تتحول إلى مسرحية، والبلاد تُدار بمنطق "المأذون الأبدي".
إن توفي هؤلاء، لن نغرس نخلة مكانهم، بل يجب أن نغرس ثقافة جديدة:
ثقافة التداول، المحاسبة، والتجديد. فالأوطان لا تُبنى بالأشخاص، بل بالمؤسسات، والفكرة، والإرادة.