قبو الصمت: جريمة نائمة تحت الأرض.
السلام عليكم.
سرّ القبو في حي درب السلطان
المكان: حي درب السلطان، الدار البيضاء
الزمان: من سنة 1998 إلى غاية كشف القضية سنة 2012
الشخصيات الرئيسية:
عبد الحق بنعيسى (مالك المنزل، متقاعد من شركة السكك الحديدية)
عائشة المريني (سيدة ثلاثينية، جارة عبد الحق)
المفتش حميد السرغيني (رئيس فرقة الشرطة القضائية آنذاك)
رؤوف بناني (شاب مفقود، 19 سنة)
الفصل الأول: اختفاء غامض (1998)
في صيف عام 1998، اختفى شاب يُدعى رؤوف بناني من الحي دون أن يترك أثراً. كان يبلغ من العمر 19 عامًا، تلميذًا مجتهدًا في ثانوية "ابن خلدون"، ويعرف عنه أنه هادئ ومهذب. شوهد لآخر مرة وهو يدخل أحد الأزقة الفرعية بحي درب السلطان، قرب منزل السيد عبد الحق بنعيسى، الرجل العجوز الذي يعيش وحيدًا بعد وفاة زوجته.
عائلته أبلغت الشرطة، وتم فتح تحقيق أولي، لكنه لم يسفر عن شيء. لم تكن هناك أي مؤشرات عن اختطاف، ولا دليل مادي. ومع مرور الأشهر، ثم السنوات، تم تسجيل الملف كـ"اختفاء غير مبرر".
الفصل الثاني: القبو المسكون (2007)
بعد مرور تسع سنوات، بدأت تظهر إشاعات بين سكان الزقاق أن هناك روائح كريهة تنبعث من بيت عبد الحق، خصوصًا بعد فصل الصيف. بعض الجيران قالوا إنهم يسمعون أصوات غريبة في الليل، كأن شخصًا ما يصرخ ثم يسكت فجأة.
عائشة المريني، جارة عبد الحق، قدمت بلاغًا للسلطات المحلية، لكن بما أن عبد الحق كان يُعرف بكونه شخصًا منطويًا وغير عنيف، لم يتم اتخاذ أي إجراء حقيقي، واكتفت السلطات بزيارة سطحية قالت إنها لم تجد شيئًا مريبًا.
الفصل الثالث: وفاة عبد الحق (2012)
في مارس 2012، تم العثور على عبد الحق ميتًا في بيته، بسبب أزمة قلبية حسب تقرير الطبيب الشرعي. وبعد وفاته، قررت السلطات فتح البيت لحصر التركة، بناءً على طلب أحد الورثة البعيدين.
وأثناء تفتيشهم للمنزل، لاحظ أحد أعوان السلطة وجود باب خشبي صغير في المطبخ، مغطى بقطع من الخشب والفرش. وعندما قاموا بإزالته، اكتشفوا سلّماً يؤدي إلى قبو مظلم ومليء بالرطوبة.
وعند النزول، كانت المفاجأة المروعة:
تم العثور على بقايا هيكل عظمي بشري مدفون جزئيًا تحت التراب، مربوط بسلاسل صدئة، إلى جانب حقيبة مدرسية عليها اسم "رؤوف بناني".
الفصل الرابع: التحقيق يعاد فتحه (2012–2013)
تم استدعاء الشرطة القضائية فورًا، وبدأت التحقيقات من جديد. تم فحص الرفات من طرف مختبر الشرطة العلمية، وبالفعل، تطابق الحمض النووي مع عائلة رؤوف.
المفاجأة الكبرى جاءت من الأدلة الأخرى التي تم العثور عليها في القبو:
ملابس قديمة عليها آثار دم جاف
دفتر صغير فيه كلمات مبعثرة مثل: "توبة... دم... عقاب... سجن النار"
آلة تصوير قديمة تحتوي على فيلم به صور غريبة، منها صورة لرؤوف وهو مكبل اليدين
التحقيقات أظهرت أن عبد الحق كان يعاني من اضطرابات عقلية خفيفة، وسبق له أن خضع للعلاج النفسي في أواخر الثمانينات. جيرانه قالوا إنه كان يتحدث عن "أصوات تأتيه من الجدران"، وكان يعتقد أن بعض الشبان "يتجسسون عليه من خلال الحيطان".
الفصل الخامس: العدالة بعد الموت (2013–2014)
رغم وفاة عبد الحق، قررت النيابة العامة في الدار البيضاء فتح ملف قضائي للبت في حيثيات الجريمة، وذلك حفاظًا على حقوق أسرة الضحية ولفهم الظروف الكاملة.
في 2014، أصدرت المحكمة الابتدائية حكمًا رمزيًا بإغلاق الملف لوفاة الجاني، لكن مع:
تسجيل الجريمة رسميًا كجريمة قتل مع سبق الإصرار
إصدار أمر بتعويض أسرة رؤوف بناني بمبلغ 150 ألف درهم من صندوق الدولة
توثيق الملف ليُدرّس في كلية الحقوق كأحد النماذج المعقّدة عن "جرائم مكتومة تحت الهدوء الظاهري"
الخاتمة: الهدوء المظلم
قضية "سر القبو في حي درب السلطان" أصبحت حديث الصحافة الوطنية في 2014، واستُعملت لاحقًا كإلهام لفيلم قصير أخرجه شاب مغربي سنة 2016.
بقيت الحكاية مثالًا على أن بعض الجرائم يمكن أن تُدفن تحت الأرض، لكن الحقيقة تملك دائمًا طريقًا للخروج... حتى لو استغرق الأمر 14 عامًا.
المكان: حي درب السلطان، الدار البيضاء
الزمان: من سنة 1998 إلى غاية كشف القضية سنة 2012
الشخصيات الرئيسية:
عبد الحق بنعيسى (مالك المنزل، متقاعد من شركة السكك الحديدية)
عائشة المريني (سيدة ثلاثينية، جارة عبد الحق)
المفتش حميد السرغيني (رئيس فرقة الشرطة القضائية آنذاك)
رؤوف بناني (شاب مفقود، 19 سنة)
الفصل الأول: اختفاء غامض (1998)
في صيف عام 1998، اختفى شاب يُدعى رؤوف بناني من الحي دون أن يترك أثراً. كان يبلغ من العمر 19 عامًا، تلميذًا مجتهدًا في ثانوية "ابن خلدون"، ويعرف عنه أنه هادئ ومهذب. شوهد لآخر مرة وهو يدخل أحد الأزقة الفرعية بحي درب السلطان، قرب منزل السيد عبد الحق بنعيسى، الرجل العجوز الذي يعيش وحيدًا بعد وفاة زوجته.
عائلته أبلغت الشرطة، وتم فتح تحقيق أولي، لكنه لم يسفر عن شيء. لم تكن هناك أي مؤشرات عن اختطاف، ولا دليل مادي. ومع مرور الأشهر، ثم السنوات، تم تسجيل الملف كـ"اختفاء غير مبرر".
الفصل الثاني: القبو المسكون (2007)
بعد مرور تسع سنوات، بدأت تظهر إشاعات بين سكان الزقاق أن هناك روائح كريهة تنبعث من بيت عبد الحق، خصوصًا بعد فصل الصيف. بعض الجيران قالوا إنهم يسمعون أصوات غريبة في الليل، كأن شخصًا ما يصرخ ثم يسكت فجأة.
عائشة المريني، جارة عبد الحق، قدمت بلاغًا للسلطات المحلية، لكن بما أن عبد الحق كان يُعرف بكونه شخصًا منطويًا وغير عنيف، لم يتم اتخاذ أي إجراء حقيقي، واكتفت السلطات بزيارة سطحية قالت إنها لم تجد شيئًا مريبًا.
الفصل الثالث: وفاة عبد الحق (2012)
في مارس 2012، تم العثور على عبد الحق ميتًا في بيته، بسبب أزمة قلبية حسب تقرير الطبيب الشرعي. وبعد وفاته، قررت السلطات فتح البيت لحصر التركة، بناءً على طلب أحد الورثة البعيدين.
وأثناء تفتيشهم للمنزل، لاحظ أحد أعوان السلطة وجود باب خشبي صغير في المطبخ، مغطى بقطع من الخشب والفرش. وعندما قاموا بإزالته، اكتشفوا سلّماً يؤدي إلى قبو مظلم ومليء بالرطوبة.
وعند النزول، كانت المفاجأة المروعة:
تم العثور على بقايا هيكل عظمي بشري مدفون جزئيًا تحت التراب، مربوط بسلاسل صدئة، إلى جانب حقيبة مدرسية عليها اسم "رؤوف بناني".
الفصل الرابع: التحقيق يعاد فتحه (2012–2013)
تم استدعاء الشرطة القضائية فورًا، وبدأت التحقيقات من جديد. تم فحص الرفات من طرف مختبر الشرطة العلمية، وبالفعل، تطابق الحمض النووي مع عائلة رؤوف.
المفاجأة الكبرى جاءت من الأدلة الأخرى التي تم العثور عليها في القبو:
ملابس قديمة عليها آثار دم جاف
دفتر صغير فيه كلمات مبعثرة مثل: "توبة... دم... عقاب... سجن النار"
آلة تصوير قديمة تحتوي على فيلم به صور غريبة، منها صورة لرؤوف وهو مكبل اليدين
التحقيقات أظهرت أن عبد الحق كان يعاني من اضطرابات عقلية خفيفة، وسبق له أن خضع للعلاج النفسي في أواخر الثمانينات. جيرانه قالوا إنه كان يتحدث عن "أصوات تأتيه من الجدران"، وكان يعتقد أن بعض الشبان "يتجسسون عليه من خلال الحيطان".
الفصل الخامس: العدالة بعد الموت (2013–2014)
رغم وفاة عبد الحق، قررت النيابة العامة في الدار البيضاء فتح ملف قضائي للبت في حيثيات الجريمة، وذلك حفاظًا على حقوق أسرة الضحية ولفهم الظروف الكاملة.
في 2014، أصدرت المحكمة الابتدائية حكمًا رمزيًا بإغلاق الملف لوفاة الجاني، لكن مع:
تسجيل الجريمة رسميًا كجريمة قتل مع سبق الإصرار
إصدار أمر بتعويض أسرة رؤوف بناني بمبلغ 150 ألف درهم من صندوق الدولة
توثيق الملف ليُدرّس في كلية الحقوق كأحد النماذج المعقّدة عن "جرائم مكتومة تحت الهدوء الظاهري"
الخاتمة: الهدوء المظلم
قضية "سر القبو في حي درب السلطان" أصبحت حديث الصحافة الوطنية في 2014، واستُعملت لاحقًا كإلهام لفيلم قصير أخرجه شاب مغربي سنة 2016.
بقيت الحكاية مثالًا على أن بعض الجرائم يمكن أن تُدفن تحت الأرض، لكن الحقيقة تملك دائمًا طريقًا للخروج... حتى لو استغرق الأمر 14 عامًا.
والسلام عليكم و رحمة الله.