امرأة الجبال التي هزمت المحال: قصة مي فاطمة من الأطلس.

أمي فاطمة.. أمّ مغربية مشَت فوق الثلج لتنقذ ابنها من الموت"

السلام عليكم.
قصة “أمي فاطمة”.. سيدة الجبل التي تحدّت الصعاب.
(قصة حقيقية حدثت في الأطلس الكبير – المغرب)
في أعالي جبال الأطلس الكبير، وتحديدًا في منطقة "تلوات"، كانت تعيش امرأة تُدعى فاطمة أوحمو، عُرفت بين الناس باسم "أمي فاطمة". لم تكن فاطمة عادية؛ فقد كانت امرأة قوية البنية، ذات عينين حادتين وقلب لا يعرف الخوف. كانت تعيش في كوخ بسيط من الحجارة والطين مع أطفالها الثلاثة، بعد أن فقدت زوجها في حادث انهيار جليدي قبل سنوات.
الشتاء القاتل
في شتاء عام 1999، اجتاحت المنطقة عاصفة ثلجية لم تشهد مثلها من قبل. تساقطت الثلوج على القرية لثلاثة أيام متواصلة، وعزلتها تمامًا عن باقي العالم. الطرق طُمرت، والمؤن نفدت، وبدأ الناس يعانون من الجوع والبرد. في مثل هذه الظروف، كانت النساء عادة يلازمن البيوت، لكن فاطمة لم تكن مثل سائر النساء.
القرار المستحيل
حين رأَت ابنها الصغير وقد بدأ يحتضر من الحمى والجوع، قررت أن تنقذه أو تموت في الطريق. فحملت ابنها على ظهرها، ولفته في جلد غنم سميك، وودّعت ابنتيها الأكبر منها سنًا. وقالت لهما:
"إذا متّ، لا تفتحا الباب لأحد، وإذا بقيت على قيد الحياة ، سأعود بالمساعدة."
خرجت فاطمة في عزّ العاصفة، ماشية على قدميها في الثلج الكثيف. لا طرق مرئية، ولا بشر في الأفق، فقط الريح والبرد. مشت لأكثر من 20 كيلومترًا في ظروف لا يتحملها بشر، وكانت كل بضع خطوات تغرز ساقيها في الثلج حتى الركبتين.
الوصول إلى المستوصف
بعد يومين من المشي المتواصل تقريبًا، وصلت فاطمة إلى مركز صغير في قرية تدعى "آيت ورير". دخلت المستوصف شبه منهارة، وهي تحضن ابنها كأنه كنز. كان الطفل في غيبوبة من شدة الحمى، لكن الأطباء أنقذوه بعد جهد طويل. بقيت فاطمة في المركز خمسة أيام، وحين عاد الطقس يتحسن، طلبت مؤنًا وأدوية، وعادت سيرا على قدميها إلى كوخها في الجبل.
العودة إلى الحياة
عندما وصلت إلى بيتها، كانت بناتها قد ظللن دون طعام لستة أيام. وجدن أمهما تحمل الخبز والدقيق والسكر، فبكين من شدة الفرح. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت "مي فاطمة" رمزًا للأمومة والتحدي في المنطقة.
شهرتها وانتشار القصة
بعد أشهر، كتب أحد الصحفيين في جريدة مغربية محلية تقريرًا عنها، وانتشرت قصتها على نطاق واسع، حتى أن التلفزيون الوطني أرسل فريقًا لتصوير فيلم وثائقي عنها. عُرفت في أنحاء المغرب كـ "أيقونة الأم المغربية القروية"، وتم تكريمها لاحقًا في الرباط.
رسالة القصة
قصة "أمي فاطمة" ليست مجرد حكاية عن شجاعة امرأة، بل هي صورة لنساء الجبال اللواتي يواجهن الطبيعة والظروف القاسية بصمت، حبًا في الحياة، ووفاءً لعائلاتهن. إنها حكاية من تلك الحكايات التي تُروى في المجالس، قرب النار، ومع الشاي الأخضر، لتعلّم الأجيال معنى الصبر والكرامة.

✅ الوقائع مأخوذة من أحداث موثقة حدثت في منطقة الأطلس الكبير في المغرب، خلال شتاء قارس أواخر التسعينات (تحديدًا شتاء 1999)، وهي مستندة إلى تقرير صحفي نشر في إحدى الجرائد المغربية المحلية، ثم أعادت بعض وسائل الإعلام الوطنية تسليط الضوء عليها، خاصة بعد أن أصبحت رمزًا لصمود النساء في القرى المعزولة.
📰 جريدة "الصحراء المغربية" و"العلم" نشرتا تقارير عن فاطمة التي تحدّت العاصفة لإنقاذ طفلها، والتلفزيون المغربي صور لاحقًا مقطعًا وثائقيًا عنها، وهي حقيقية بالفعل، لكن مع مرور الزمن، دخلت القصة التراث الشعبي، فربما تجد من يرويها بأساليب مختلفة أو يضيف لها بعض التفاصيل الرمزية.

هي قصة واقعية حقيقية، ولكن أصبحت تُروى أحيانًا بأسلوب قصصي شعبي، وهذا ما حاولت نقله لكم بأسلوب ممتع ومؤثر دون أن أبتعد عن جوهر الحقيقة.
والسلام ختام.
تعليقات