المغرب العميق: صمت الهامش ومعاناة لا تُروى

الحياة القاسية في المغرب العميق: تهميش، فقر، وغياب الدعم

السلام عليكم
 الحياة في المغرب العميق: واقع مُهمَّش ومعاناة مستمرة
مقدمة
رغم التقدّم الذي يعرفه المغرب في عدة مجالات، ما تزال مناطق ما يُعرف بـ"المغرب العميق" تعاني في صمت. ويُقصد بهذا المصطلح المناطق الجبلية والريفية والبعيدة عن مراكز القرار، والتي تفتقر لأبسط شروط العيش الكريم. يعيش سكان هذه المناطق في واقع صعب يتميّز بالفقر، العزلة، وانعدام البنية التحتية، في ظل ضعف الدعم الحكومي وغياب استراتيجيات تنموية حقيقية.
المعاناة اليومية لسكان المغرب العميق
1. البنية التحتية المنعدمة
تعاني العديد من القرى والمداشر من:
طرق غير معبدة تصير شبه مقطوعة في فصل الشتاء.
غياب وسائل النقل، ما يجعل التنقل صعبًا ومرهقًا، خاصة للمرضى والنساء الحوامل.
غياب الماء الصالح للشرب أو الكهرباء في بعض المناطق النائية.
2. الخدمات الصحية والتعليمية الضعيفة
وجود مستوصفات طبية بدون تجهيزات أو أطر طبية كافية.
انتشار الأمية بسبب قلة المدارس وبعدها عن التجمعات السكانية.
تسرّب التلاميذ من الدراسة، خاصة الفتيات، نتيجة البُعد وانعدام النقل المدرسي.
3. الفقر والبطالة
يعتمد السكان غالبًا على الزراعة المعاشية أو رعي الماشية، وهي أنشطة لا تضمن استقرارًا ماليًا.
انعدام فرص العمل يدفع بالشباب نحو الهجرة القروية أو الهجرة غير النظامية.
4. التهميش وعدم إشراك السكان في القرار
السكان لا يشعرون بأن لهم صوتًا مسموعًا.
المشاريع التنموية إما غائبة، أو تمرّ دون استشارة الساكنة أو احترام أولوياتهم.
أين هو الدعم؟
رغم وجود بعض المبادرات التنموية مثل:
المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
بعض مشاريع فك العزلة (الطرق، المدارس، الماء).
إلا أن الجهود غير كافية، وغالبًا ما تكون موسمية، سطحية، أو متأخرة. كما أن ضعف التنسيق بين الجماعات المحلية والسلطات يزيد من تعقيد الأوضاع.
خاتمة
المغرب العميق لا يحتاج فقط إلى الشعارات أو الزيارات الظرفية، بل إلى استراتيجية تنموية عادلة وشاملة تعيد الاعتبار لسكانه. فهؤلاء المواطنين، رغم معاناتهم، يُشكّلون جزءًا أساسيًا من هوية الوطن. العدالة المجالية، وتكافؤ الفرص، والحق في العيش الكريم، ليست امتيازات، بل حقوق دستورية يجب أن تُفعل على أرض الواقع.
المغرب العميق: صمت الهامش ومعاناة لا تُروى
والسلام عليكم ورحمة الله.
تعليقات