"منصات مبهرة، شعب مقهور: جدلية الفرح الرسمي والغضب الشعبي"
"موازين".. حين يفقد الفن توازنه ويغضب الشارع المغربي
الرباط – خاص
في الوقت الذي يكابد فيه المواطن المغربي ظروفًا معيشية خانقة، من ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، تعود الدولة – بكل ثقة – لتستعرض عضلاتها الثقافية عبر مهرجان "موازين: إيقاعات العالم"، الذي يُنظَّم هذا العام في دورته العشرين، مثيرًا من جديد موجة استياء عارمة في صفوف شرائح واسعة من الشعب المغربي.
مال عام.. وترف فني
من أبرز الانتقادات التي تُوجَّه لهذا المهرجان، الطريقة التي يُموَّل بها. فرغم التأكيدات المتكررة بأن جزءًا كبيرًا من ميزانيته يأتي من تمويلات خاصة، إلا أن الغموض يلفّ مسألة التمويل، مما يفتح الباب أمام الشكوك حول تورّط المال العام في تمويل ترفٍ فني في غير أوانه.
فبينما تُصرف الملايين لجلب أسماء عالمية – بعضها لا يعرفه حتى الجمهور المغربي – تكافح مستشفيات في الأقاليم لتأمين أبسط المستلزمات، وتعاني المؤسسات التعليمية من نقص في الأطر والبنية التحتية.
ثقافة بلا هوية؟
جانب آخر من الرفض الشعبي يعود إلى الإحساس المتزايد بالاغتراب الثقافي. فمهرجان موازين – في أعين الكثيرين – لا يمثل الذوق المغربي، بل يُروّج لموسيقى تجارية بعيدة عن خصوصيات الهوية الوطنية، على حساب الفنانين المحليين الذين غالبًا ما يُهمَّشون، أو لا يُنصفون ماليًا ومعنويًا.
وهو ما دفع بعض الفنانين المغاربة إلى مقاطعة المهرجان علنًا، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"التمييز الفني والاحتقار الرمزي".
"ليس وقت الغناء"
أكثر ما يزيد من حدة الاحتقان هو التوقيت السياسي والاجتماعي غير المناسب للمهرجان. فقد تزامنت دورات عدة من موازين في السنوات الماضية مع احتجاجات اجتماعية، كما هو الحال اليوم مع موجة الغلاء المتواصلة، وتصاعد المطالب الاجتماعية، مما يجعل من إقامة المهرجان استفزازًا حقيقيًا، وكأنه رسالة من الدولة للمواطنين مفادها:
"ارقصوا، ولا تنشغلوا بالسياسة."
من الهاشتاغ إلى الشارع
لم يقتصر الغضب الشعبي على النقاشات الفيسبوكية والتغريدات، بل ترجم إلى حملات مقاطعة رقمية واسعة، رُفعت فيها شعارات مثل:
"#باراكا_من_موازين"
"فلوس موازين خاصها تمشي للصحة والتعليم"
"الشعب يريد ثقافة تعبر عنه، لا تلهيه"
كما نظم مواطنون وقفات رمزية ترفض إقامة المهرجان، وتدعو إلى مراجعة أولويات الدولة في ما يتعلق بالسياسات الثقافية.
موازين فقدت توازنها
ما بين رغبة الدولة في تقديم صورة "متحضّرة" ومفتوحة على العالم، ومطالب الشارع المغربي باحترام كرامته الاجتماعية والثقافية، يقف مهرجان موازين فاقدًا للشرعية الشعبية، وإن ظل قائمًا رسميًا.
لقد تجاوز الأمر مسألة ذوق فني، ليصبح رمزًا لصراع أعمق:
صراع بين شعب يريد العدالة والكرامة، ودولة تبدو أحيانًا منشغلة بصورتها أكثر من مضمونها.
الرباط – خاص
في الوقت الذي يكابد فيه المواطن المغربي ظروفًا معيشية خانقة، من ارتفاع أسعار المواد الأساسية، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية، تعود الدولة – بكل ثقة – لتستعرض عضلاتها الثقافية عبر مهرجان "موازين: إيقاعات العالم"، الذي يُنظَّم هذا العام في دورته العشرين، مثيرًا من جديد موجة استياء عارمة في صفوف شرائح واسعة من الشعب المغربي.
مال عام.. وترف فني
من أبرز الانتقادات التي تُوجَّه لهذا المهرجان، الطريقة التي يُموَّل بها. فرغم التأكيدات المتكررة بأن جزءًا كبيرًا من ميزانيته يأتي من تمويلات خاصة، إلا أن الغموض يلفّ مسألة التمويل، مما يفتح الباب أمام الشكوك حول تورّط المال العام في تمويل ترفٍ فني في غير أوانه.
فبينما تُصرف الملايين لجلب أسماء عالمية – بعضها لا يعرفه حتى الجمهور المغربي – تكافح مستشفيات في الأقاليم لتأمين أبسط المستلزمات، وتعاني المؤسسات التعليمية من نقص في الأطر والبنية التحتية.
ثقافة بلا هوية؟
جانب آخر من الرفض الشعبي يعود إلى الإحساس المتزايد بالاغتراب الثقافي. فمهرجان موازين – في أعين الكثيرين – لا يمثل الذوق المغربي، بل يُروّج لموسيقى تجارية بعيدة عن خصوصيات الهوية الوطنية، على حساب الفنانين المحليين الذين غالبًا ما يُهمَّشون، أو لا يُنصفون ماليًا ومعنويًا.
وهو ما دفع بعض الفنانين المغاربة إلى مقاطعة المهرجان علنًا، احتجاجًا على ما وصفوه بـ"التمييز الفني والاحتقار الرمزي".
"ليس وقت الغناء"
أكثر ما يزيد من حدة الاحتقان هو التوقيت السياسي والاجتماعي غير المناسب للمهرجان. فقد تزامنت دورات عدة من موازين في السنوات الماضية مع احتجاجات اجتماعية، كما هو الحال اليوم مع موجة الغلاء المتواصلة، وتصاعد المطالب الاجتماعية، مما يجعل من إقامة المهرجان استفزازًا حقيقيًا، وكأنه رسالة من الدولة للمواطنين مفادها:
"ارقصوا، ولا تنشغلوا بالسياسة."
من الهاشتاغ إلى الشارع
لم يقتصر الغضب الشعبي على النقاشات الفيسبوكية والتغريدات، بل ترجم إلى حملات مقاطعة رقمية واسعة، رُفعت فيها شعارات مثل:
"#باراكا_من_موازين"
"فلوس موازين خاصها تمشي للصحة والتعليم"
"الشعب يريد ثقافة تعبر عنه، لا تلهيه"
كما نظم مواطنون وقفات رمزية ترفض إقامة المهرجان، وتدعو إلى مراجعة أولويات الدولة في ما يتعلق بالسياسات الثقافية.
موازين فقدت توازنها
ما بين رغبة الدولة في تقديم صورة "متحضّرة" ومفتوحة على العالم، ومطالب الشارع المغربي باحترام كرامته الاجتماعية والثقافية، يقف مهرجان موازين فاقدًا للشرعية الشعبية، وإن ظل قائمًا رسميًا.
لقد تجاوز الأمر مسألة ذوق فني، ليصبح رمزًا لصراع أعمق:
صراع بين شعب يريد العدالة والكرامة، ودولة تبدو أحيانًا منشغلة بصورتها أكثر من مضمونها.