واجهة دار المكانة التاريخية بفاس المغرب.


دار المكانة ومدرسة البوعنانية


السلام عليكم.
 لمحة تاريخية

شُيّدت في القرن الرابع عشر (اكتملت عام 1357م) بأمر من السلطان المريني أبو عنان فارس، ضمن مجمع مدرسي خيري يرتبط بمدرسة البوعنانية ومسجدها 
نُفّذ فيها أول نظام ساعة مائية وزنّي (water clock) شهير يضم 12 نافذة وأوعية نحاسية، تعمل بوساطة عربة موصولة بوزن وطفّاية داخل خزّان مياه 
صمم هذا النظام المهندس والموقت أبو الحسن بن علي أحمد التلمساني، وقد اُعتمد تصميمه على خبرات سابقة بساعات مماثلة بفاس وطنجة 

 آلية الساعة المائية
مبدأ العمل المبسط: هبوط الطفّاية مع نزول الماء يُحرّك العربة وتفتح نوافذ مجمّل صدور كرات معدنية تُسقط داخل أوعية نحاسية لتحديد كل ساعة 
كانت الواجهة مزخرفة بخطوط عربية وأرابيسك، ومعمارها يحمل أعمدة خشبية تحمي النوافذ والأوعية فوق الطالعة الكبيرة 

 الأسطورة الشعبية
يُقال أن المبنى عُرِف أيضًا باسم "بيت موسى بن ميمون" نسبة إلى الفيلسوف اليهودي الكبير، لكن هذه مجرد روايات محلية خرافية لا تعتمد على أدلة تاريخية قوية 
 حالة الحفظ والترميم
توقفت الساعة عن العمل منذ نحو خمسة قرون، وفُقدت تعليمات تشغيلها الأصلية.
نُزعت الأوعية النحاسية في 2004، ويُجري حاليًا (حتى الآن) مشروع لترميمها بقيادة وكالة تنمية وإعادة تأهيل المدينة (ADER‑Fès)، لكن الآلية لم تُشغّل مجددًا 
تم ترميم الواجهة والمبنى بدقة خلال الألفية الجديدة
.
زيارةوتفاعل
يقع المبنى مقابل مدرسة البوعنانية في زنقة الطالعة الكبيرة، مسارها فوق شارع السوق الرئيسي.
الدخول مجاني طوال أيام الأسبوع، ويمكن الوصول إليه سيرًا (حوالي 20 دقيقة أو 1.5 كم من قلب فاس الجديدة)، أو بسيارة أجرة بـ10–20 درهم، أو الحافلة بـ4 دراهم 
يُنصح بالانغماس في تفاصيل واجهته والزخرفة والرؤية البصرية للآلية المتحفية حتى وإن كانت خاملة.

 خلاصة
دار المكانة تُعد أعجوبة معمارية وهندسية من التراث المريني بفاس، يبرز فيها روح الابتكار في إدارة الوقت والصلاة الإسلامية في العصور الوسطى. رغم صمت آليتها منذ سنين، تعكس الواجهة الذاكرة الميكانيكية للمدينة، وتُعد نقطة جذب رائعة للزوار والمهتمين بتاريخ الفلك والعلوم في العالم الإسلامي. إن كنت مهتمًّا بالهندسة القديمة أو تاريخ فاس الإسلامي، فهي محطة لا تُفوّت في جولة المدينة.
والسلام عليكم و رحمة الله.
تعليقات