موجات الهجرة من إفريقيا جنوب الصحراء إلى المغرب: من أين يأتون وأين يذهبون؟

 الهجرة غير النظامية إلى المغرب: المسارات، التحديات الأمنية، وأبعاد الظاهرة الإفريقية

هجرة الأفارقة جنوب الصحراء إلى المغرب: المسارات والتحديات الأمنية (حتى يونيو 2025)

 مقدمة
تحولت المملكة المغربية في العقد الأخير إلى دولة عبور واستقرار لمهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. مع تفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية في بلدان المنشأ، واتساع الفجوة التنموية، أصبح المغرب محطة رئيسية في طريق المهاجرين نحو "الحلم الأوروبي". ومع تنامي هذه الظاهرة، تتسع مسؤوليات المغرب الأمنية والإنسانية، خاصة مع تعاظم الحشود القادمة عبر حدوده الجنوبية.
من أين يأتون؟
المهاجرون القادمون إلى المغرب من جنوب الصحراء ينحدرون أساسًا من الدول التالية:
السنغال، مالي، ساحل العاج، غينيا، نيجيريا، النيجر
أحيانًا من دول أبعد مثل الكاميرون، الكونغو، إثيوبيا، السودان
أسباب هجرتهم متعددة:
الفقر المدقع وغياب فرص العمل
الحروب والنزاعات المسلحة (خاصة في مالي والنيجر)
تغيّر المناخ والجفاف في الساحل الإفريقي
طموح الوصول إلى أوروبا
🛣️ من أين يدخلون إلى المغرب؟
المعابر الأساسية لدخول المغرب هي:
1. الحدود الشرقية (الجزائر - المغرب):
يُعد هذا المسار الأكثر نشاطًا.
المهاجرون يعبرون من النيجر إلى الجزائر ثم يتسلّلون سرًا عبر الصحراء إلى المغرب، عبر نقاط مثل:
فكيك
بني ونيف
وجدة
ورغم غلق الحدود الرسمية بين الجزائر والمغرب، إلا أن الحدود البرية الصحراوية المفتوحة جغرافياً تسهّل التسلل.
2. السواحل الجنوبية (الداخلة، بوجدور، طرفاية):
يستخدمها المهاجرون للوصول إلى المغرب عن طريق البحر، أو كمنصة للانطلاق إلى جزر الكناري.
من السنغال أو موريتانيا ينطلقون في قوارب صغيرة.
في 2024 تم اعتراض مئات المهاجرين في هذه المناطق.
3. المطارات والموانئ (بشكل قانوني ثم اختفاء):
بعض المهاجرين يصلون بجوازات سفر سياحية من دون تأشيرة (في بعض الحالات).
بعد الوصول، يقطعون الاتصال بالجهات الرسمية ويبدأون طريق الهجرة غير الشرعية.
إلى أين يتجهون داخل المغرب؟
المدن الكبرى مثل: الدار البيضاء، الرباط، مراكش، أكادير، طنجة
للعمل أو الاندماج مؤقتًا.
الشمال (طنجة، تطوان، الفنيدق، الناظور):
كنقاط انطلاق نحو أوروبا (سبتة، مليلية، إسبانيا).
السواحل الجنوبية:
لمحاولة الهجرة إلى جزر الكناري.
ماذا يفعل الأمن المغربي؟
المغرب يعتمد على عدة استراتيجيات أمنية:
1. مراقبة الحدود:
نشر قوات أمنية ودرك على الحدود الشرقية والجنوبية.
استخدام طائرات مسيرة لمراقبة السواحل.
2. عمليات توقيف وصدّ:
في 2024 فقط: إحباط 78,000 محاولة هجرة غير نظامية.
اعتقال آلاف المهاجرين الذين يحاولون العبور الجماعي نحو إسبانيا.
3. برامج التسوية:
المغرب شرّع إقامات لحوالي 50,000 مهاجر جنوب صحراوي منذ 2014.
يوجد حاليًا عشرات الآلاف من المقيمين غير النظاميين.
 تحديات أمنية قائمة
تهريب البشر: شبكات إجرامية تنشط على الحدود، وتنسق عمليات الهجرة.
ضعف تغطية بعض المناطق الصحراوية: يجعل التسلل سهلاً رغم جهود الدولة.
الدعوات الرقمية للهجرة الجماعية: منصات مثل تيك توك تُستخدم لتنظيم موجات دخول جماعي.
الخاتمة
الهجرة من دول إفريقيا جنوب الصحراء إلى المغرب ظاهرة متصاعدة، مدفوعة بأزمات إنسانية وتنسيق عصابات تهريب عابرة للحدود. المغرب يُواجه هذه التحديات عبر الأمن، والدمج الاجتماعي، والتعاون الأوروبي، لكن الضغط لا يزال مستمرًا. ضبط الحدود الجنوبية والشرقية يظلّ التحدي الأكبر، خاصة أن الحشود لا تتراجع، بل تتزايد عامًا بعد عام.

تعليقات