محمد الباز، الإعلامي والصحفي المصري... من مدافع عن السلطة إلى متهم بالإساءة


 هذا هو المشهد في مصر:حرية التعبير مرهونة ببوصلتك السياسية، لا بضميرك.

السلام عليكم.
محمد الباز... من مدافع عن السلطة إلى متهم بالإساءة: مشهد صارخ لما آلت إليه حرية التعبير في مصر
محمد الباز، الإعلامي والصحفي المصري المعروف، ظل لسنوات أحد أبرز الوجوه المدافعة عن النظام المصري، لا سيما بعد ثورة 30 يونيو. عبر برامجه المتعددة ومقالاته الصحفية، جسّد الباز نموذجًا لما يسمى بـ "الإعلام الوطني" في عهد عبد الفتاح السيسي، حيث تحوّل الإعلام الرسمي والخاص شبه الكامل إلى أبواق للدولة، تدافع عن سياساتها وتهاجم كل معارض أو مخالف.
أبرز محطات محمد الباز:
التحريض على قتل معارضين (2018):على قناة "المحور"، دعا علنًا إلى قتل ثلاثة من المعارضين المصريين في الخارج (أيمن نور، معتز مطر، ومحمد ناصر)، في مشهد غير مسبوق أثار استنكارًا دوليًا ومحليًا.
خلافات مع كيانات ثقافية وسياسية (2024):هاجم حزب المحافظين واتهمه بالجهل والتواطؤ مع "الإعلام الإخواني"، كما طالب بحله بسبب بيان ينتقد قناة "القاهرة الإخبارية". كذلك، دخل في خلاف حاد مع نقابة المهن التمثيلية حول تغطية جنازة الفنان صلاح السعدني.
خطاب متضارب حول الإعلاميين:ظهر في أكثر من لقاء تلفزيوني وهو يهاجم زملاء سابقين له مثل عمرو أديب وإبراهيم عيسى، رغم انتمائه لنفس المنظومة الإعلامية الموالية للسلطة، ما أظهر تناقضات داخل "صفوف الإعلام الرسمي".
🔥 الحدث الأحدث والأكثر إثارة: الباز ضد أحمد فؤاد نجم!
في واقعة فجّرت ضجة جديدة، حُكم على محمد الباز مؤخرًا بالحبس لمدة شهر بتهمة سب وقذف الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم، إثر بلاغ تقدمت به ابنته نوارة نجم بعد نشر الباز منشورات مهينة بحق والدها على فيسبوك.ورغم أن نوارة نجم تنازلت لاحقًا عن الشق الجنائي، فإن القضية أعادت للواجهة تساؤلات حارقة:
هل يُعقل أن يسجن أحد أبرز إعلاميي النظام بسبب حرية التعبير؟
أم أن "حرية التعبير" مسموح بها فقط حين تستهدف خصوم النظام؟
ومتى تنقلب أدوات السلطة على من يستخدمها؟
إعلام السيسي وحرية التعبير… تناقض صارخ
هذه الحادثة ليست مجرد نزاع شخصي، بل تكشف تحوّلات عميقة في المشهد الإعلامي المصري. فالباز، أحد رموز إعلام الدولة، يتعرض الآن لما تعرّض له كثيرون قبله من نشطاء ومعارضين، حين تطال كلماتهم شخصيات "مقدسة" في الوجدان المصري أو تسير عكس التيار الشعبي.
في وقت يُحبس فيه صحفيون مستقلون بتهم "نشر أخبار كاذبة"، نجد أن الإعلام التابع للدولة يعجّ بخطابات التخوين والتحريض، دون رقابة أو مساءلة. لكن حين تتعلق الأمور برموز شعبية أو أبناء من يصعب إسكاتهم، تبدأ الآلة القضائية في التحرك.
الخلاصة:
محمد الباز ليس ضحية بريئة، بل هو انعكاس حيّ لتشوهات الإعلام المصري في عهد السيسي. وما حدث معه يُظهر أن أدوات القمع لا تميّز بين معارض وموالٍ حين تخرج الأمور عن السيطرة.إنه مشهد سوريالي: إعلاميون يحرضون على القتل باسم الدولة، ثم يُحاكمون إذا ما "أخطأوا الهدف".
هذا هو المشهد في مصر:حرية التعبير مرهونة ببوصلتك السياسية، لا بضميرك.
والسلام عليكم و رحمة الله.
تعليقات