السلام عليكم.
🏘️ الهدم الحضري وإعادة توزيع العقار في المغرب
الدار البيضاء، الرباط، والحوز نموذجًا
المقدمة
شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة موجة متصاعدة من عمليات هدم الأحياء والمباني الآيلة للسقوط أو المتضررة من الكوارث الطبيعية، في إطار سياسة إعادة التأهيل الحضري ومواكبة المشاريع الكبرى مثل التحضير لكأس العالم 2030. وقد أثارت هذه العمليات تساؤلات متعددة حول مصير أراضي هذه الأحياء، حقوق السكان، ومآل النسيج الاجتماعي والتاريخي للمدن.
سنركز في هذا العرض على ثلاث مناطق رئيسية: الدار البيضاء باعتبارها القطب الاقتصادي، الرباط باعتبارها العاصمة الإدارية، والحوز كمنطقة ريفية متضررة من الزلزال، لنقف عند واقع الهدم ومسارات إعادة التوزيع العقاري فيها.
العرض
1. الدار البيضاء: هدم منظم في إطار التحديث الحضري
تم تصنيف أزيد من 6 آلاف مبنى بالدار البيضاء كمهدد بالسقوط، وأطلقت السلطات برنامجًا ضخمًا (بتكلفة 1.7 مليار درهم) لهدم آلاف الوحدات وتعويض الأسر المتضررة.
أبرز الأحياء المتأثرة:
المحج الملكي
درب المعيزي
المدينة القديمة
الصخور السوداء
المسار الحالي للأراضي:
إنشاء شقق اقتصادية جديدة في الضواحي (حد السوالم، مديونة، عين حرودة).
تحويل بعض المناطق إلى مشاريع سكنية فاخرة أو فضاءات خضراء.
جزء من العقارات استُخدم لإحداث طرق وتوسيع شبكات النقل.
ورغم هذه الدينامية، واجهت العملية انتقادات بسبب ضعف التواصل مع السكان وهزالة التعويضات في بعض الحالات.
2. الرباط: الهدم بين التأهيل العمراني والضغط الاجتماعي
في سياق تأهيل العاصمة وتحضيرها للمواعيد الدولية، تم هدم عدد من الأحياء العتيقة خاصة في المدينة العتيقة وأحياء مثل:
درب المياه
درب لزاير
المحيط
المسار الحالي للأراضي:
إعادة الهيكلة عبر مشاريع سياحية وثقافية.
توسيع المرافق العمومية والممرات.
تفويت بعض الأراضي للمستثمرين العقاريين.
إلا أن شهادات عديدة أكدت حصول هدم دون إشعار قانوني كافٍ، أو في غياب اتفاقات مكتوبة واضحة، مما أجج احتجاجات متفرقة، خاصة من الأسر المالكة بشكل قانوني.
3. الحوز: زلزال 2023 وإعادة الإعمار بعد الكارثة
في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في شتنبر 2023، تم تسجيل انهيار أو تضرر أكثر من 60,000 منزل، معظمها في قرى جبلية بأزيلال، أمزميز، تارودانت…
المسار الحالي للأراضي:
أُطلقت خطة وطنية بقيمة 120 مليار درهم لإعادة الإعمار.
تم تقديم مساعدات مالية مباشرة، وإعادة إسكان تدريجي في مواقع أكثر أمانًا.
إحداث مراكز اجتماعية وخدماتية في أراضٍ كانت مخصصة للسكن القروي العشوائي سابقًا.
العملية اعتُبرت نموذجًا تضامنيًا، لكنها تواجه تحديات على مستوى سرعة التنفيذ وتكييف المعمار مع البيئة المحلية.
الخاتمة
تكشف عملية هدم الأحياء في المغرب عن تناقض مزدوج: من جهة، هناك حاجة ماسة للتحديث الحضري وتحسين السلامة المعمارية؛ ومن جهة أخرى، برزت مخاوف مشروعة من فقدان الهوية التاريخية وغياب الضمانات الاجتماعية للسكان الأصليين.
الدار البيضاء والرباط تمثلان حالات “حضَرية” لسياسة إعادة توزيع الأراضي بعد الهدم، حيث تشهد أراضي الأحياء المهدمَة تحولات جذرية نحو مشاريع استثمارية وعمرانية جديدة. أما الحوز، فتمثل مثالًا “اجتماعيًا” استثنائيًا فرضته كارثة طبيعية، لكنه أظهر أهمية البعد الإنساني في التعامل مع الأرض والسكن.
وعليه، يبقى الرهان الحقيقي ليس فقط في البناء من جديد، بل في إعادة التوطين العادل والمُستنير برؤية تشاركية تحفظ كرامة المواطن وتُعيد الاعتبار للذاكرة الحضرية.
الدار البيضاء، الرباط، والحوز نموذجًا
المقدمة
شهد المغرب خلال السنوات الأخيرة موجة متصاعدة من عمليات هدم الأحياء والمباني الآيلة للسقوط أو المتضررة من الكوارث الطبيعية، في إطار سياسة إعادة التأهيل الحضري ومواكبة المشاريع الكبرى مثل التحضير لكأس العالم 2030. وقد أثارت هذه العمليات تساؤلات متعددة حول مصير أراضي هذه الأحياء، حقوق السكان، ومآل النسيج الاجتماعي والتاريخي للمدن.
سنركز في هذا العرض على ثلاث مناطق رئيسية: الدار البيضاء باعتبارها القطب الاقتصادي، الرباط باعتبارها العاصمة الإدارية، والحوز كمنطقة ريفية متضررة من الزلزال، لنقف عند واقع الهدم ومسارات إعادة التوزيع العقاري فيها.
العرض
1. الدار البيضاء: هدم منظم في إطار التحديث الحضري
تم تصنيف أزيد من 6 آلاف مبنى بالدار البيضاء كمهدد بالسقوط، وأطلقت السلطات برنامجًا ضخمًا (بتكلفة 1.7 مليار درهم) لهدم آلاف الوحدات وتعويض الأسر المتضررة.
أبرز الأحياء المتأثرة:
المحج الملكي
درب المعيزي
المدينة القديمة
الصخور السوداء
المسار الحالي للأراضي:
إنشاء شقق اقتصادية جديدة في الضواحي (حد السوالم، مديونة، عين حرودة).
تحويل بعض المناطق إلى مشاريع سكنية فاخرة أو فضاءات خضراء.
جزء من العقارات استُخدم لإحداث طرق وتوسيع شبكات النقل.
ورغم هذه الدينامية، واجهت العملية انتقادات بسبب ضعف التواصل مع السكان وهزالة التعويضات في بعض الحالات.
2. الرباط: الهدم بين التأهيل العمراني والضغط الاجتماعي
في سياق تأهيل العاصمة وتحضيرها للمواعيد الدولية، تم هدم عدد من الأحياء العتيقة خاصة في المدينة العتيقة وأحياء مثل:
درب المياه
درب لزاير
المحيط
المسار الحالي للأراضي:
إعادة الهيكلة عبر مشاريع سياحية وثقافية.
توسيع المرافق العمومية والممرات.
تفويت بعض الأراضي للمستثمرين العقاريين.
إلا أن شهادات عديدة أكدت حصول هدم دون إشعار قانوني كافٍ، أو في غياب اتفاقات مكتوبة واضحة، مما أجج احتجاجات متفرقة، خاصة من الأسر المالكة بشكل قانوني.
3. الحوز: زلزال 2023 وإعادة الإعمار بعد الكارثة
في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في شتنبر 2023، تم تسجيل انهيار أو تضرر أكثر من 60,000 منزل، معظمها في قرى جبلية بأزيلال، أمزميز، تارودانت…
المسار الحالي للأراضي:
أُطلقت خطة وطنية بقيمة 120 مليار درهم لإعادة الإعمار.
تم تقديم مساعدات مالية مباشرة، وإعادة إسكان تدريجي في مواقع أكثر أمانًا.
إحداث مراكز اجتماعية وخدماتية في أراضٍ كانت مخصصة للسكن القروي العشوائي سابقًا.
العملية اعتُبرت نموذجًا تضامنيًا، لكنها تواجه تحديات على مستوى سرعة التنفيذ وتكييف المعمار مع البيئة المحلية.
الخاتمة
تكشف عملية هدم الأحياء في المغرب عن تناقض مزدوج: من جهة، هناك حاجة ماسة للتحديث الحضري وتحسين السلامة المعمارية؛ ومن جهة أخرى، برزت مخاوف مشروعة من فقدان الهوية التاريخية وغياب الضمانات الاجتماعية للسكان الأصليين.
الدار البيضاء والرباط تمثلان حالات “حضَرية” لسياسة إعادة توزيع الأراضي بعد الهدم، حيث تشهد أراضي الأحياء المهدمَة تحولات جذرية نحو مشاريع استثمارية وعمرانية جديدة. أما الحوز، فتمثل مثالًا “اجتماعيًا” استثنائيًا فرضته كارثة طبيعية، لكنه أظهر أهمية البعد الإنساني في التعامل مع الأرض والسكن.
وعليه، يبقى الرهان الحقيقي ليس فقط في البناء من جديد، بل في إعادة التوطين العادل والمُستنير برؤية تشاركية تحفظ كرامة المواطن وتُعيد الاعتبار للذاكرة الحضرية.
والسلام عليكم و رحمة الله.