الحرب على إيران: حقيقة صراع أم فزاعة استراتيجية؟
مقدمة
منذ الثورة الإسلامية عام 1979، أصبحت إيران في قلب التوترات الإقليمية والدولية، خاصة مع الولايات المتحدة ودول الخليج العربي. وعلى مدار العقود الماضية، ظلت "الحرب على إيران" حاضرة في الخطاب الإعلامي والسياسي، لكن دون أن تتحول إلى مواجهة مباشرة شاملة. فهل نحن أمام حرب حقيقية، أم مجرد أداة ضغط استراتيجية تُستخدم وقت الحاجة؟ وكيف نفهم "الضربات المحسوبة" التي لا تقتل لكنها تزرع الرعب؟
1. خلفيات الصراع: لماذا إيران؟
الثورة الإسلامية (1979): أطاحت بنظام الشاه الموالي للغرب، ورفعت شعارات العداء لأميركا و"الشيطان الأكبر".
تصدير الثورة: تبنّت إيران استراتيجية دعم الجماعات الموالية لها في المنطقة (حزب الله، الحوثيين، الحشد الشعبي...).
النووي الإيراني: البرنامج النووي الإيراني شكّل مصدر قلق استراتيجي لدى إسرائيل والخليج، ودفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات وتهديدات متكررة.
2. طبيعة الحرب: مواجهة محسوبة أم مسرحية استراتيجية؟
أ. الضربات "المضبوطة"... لا تقتل ولكن تُخيف
في واحدة من أبرز الأحداث التي كشفت حقيقة هذا "الصراع المحسوب"، قامت الولايات المتحدة مؤخرًا بتوجيه ضربة جوية دقيقة إلى منشآت نووية إيرانية. لكن المفاجأة الكبرى كانت في أن:
المنشآت قد تم تفريغها بالكامل من محتوياتها قبل يومين فقط من الضربة، بالتنسيق مع الجانب الأميركي عبر قنوات خلفية.
ماذا يعني ذلك؟
لم تكن الضربة تهدف لإحداث ضرر فعلي، بل كانت رسالة سياسية داخلية وخارجية:
داخليًا: لإظهار حزم الإدارة الأميركية تجاه إيران.
خارجيًا: لطمأنة إسرائيل ودول الخليج أن "أميركا ما زالت موجودة".
الصفقة الضمنية تجنبت أي تصعيد أو خسائر فعلية، مما يؤكد وجود نوع من "التفاهمات الخفية" بين الطرفين.
3. الاستثمار السياسي في "الخطر الإيراني"
أ. واشنطن: سياسة الابتزاز الوقائي
منذ عهد ترامب، جرى استخدام إيران كفزاعة لابتزاز دول الخليج، خاصة السعودية:
صفقات سلاح بالمليارات.
تهديدات: "لولا حمايتنا لسقطت السعودية خلال أسبوعين".
ب. إسرائيل: تضخيم التهديد الإيراني لتوسيع النفوذ
تصف إيران بالعدو الأول، وتستخدم ذلك:
لتبرير الضربات في سوريا.
لتقريب العرب عبر اتفاقيات "أبراهام".
4. من المستفيد من مسرحية الحرب؟
شركات السلاح الأميركية التي تبيع ترسانات لا تُستخدم.
الأنظمة الغربية التي تبرر وجودها العسكري في الخليج.
إيران نفسها أحيانًا، التي تلوّح بخطرها للحصول على تنازلات أو تخفيف عقوبات.
5. الموقف الخليجي: بين الخوف والارتهان
دول الخليج لا تملك بديلًا حقيقيًا للحماية الأميركية.
ومع تغيّر التحالفات (الوساطة الصينية بين الرياض وطهران 2023)، بدأت بعض الانفراجات.
لكن رغم التحركات الدبلوماسية، لا يزال "الخطر الإيراني" حجة جاهزة لتحريك الخليج باتجاه واشنطن.
6. هل هناك فعلاً نية لحرب شاملة؟
لا مؤشرات على نية حقيقية للحرب، بل:
إيران تدرك حدود اللعب مع واشنطن.
أميركا لا تريد غرقًا جديدًا في المستنقع الشرق أوسطي.
إسرائيل تفضل عمليات نوعية ورسائل مركزة.
خلاصة: حرب تُدار لا لتُربَح... بل لتُستثمر
الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية بعد "تفريغها" بالتنسيق مع طهران، ليس مجرد حادث معزول، بل دليل على أن هناك إدارة دقيقة ومسرحية مدروسة للصراع. لا أحد يريد الحرب، لكن الجميع يستفيد من التلويح بها.
فإيران فزاعة تُستخدم وقت الحاجة:
لترهيب الخليج.
لتبرير إنفاق السلاح.
لتسجيل نقاط سياسية.
وللحفاظ على نظام مصالح يضمن استمرار واشنطن كلاعب رئيسي في الخليج.
مقدمة
منذ الثورة الإسلامية عام 1979، أصبحت إيران في قلب التوترات الإقليمية والدولية، خاصة مع الولايات المتحدة ودول الخليج العربي. وعلى مدار العقود الماضية، ظلت "الحرب على إيران" حاضرة في الخطاب الإعلامي والسياسي، لكن دون أن تتحول إلى مواجهة مباشرة شاملة. فهل نحن أمام حرب حقيقية، أم مجرد أداة ضغط استراتيجية تُستخدم وقت الحاجة؟ وكيف نفهم "الضربات المحسوبة" التي لا تقتل لكنها تزرع الرعب؟
1. خلفيات الصراع: لماذا إيران؟
الثورة الإسلامية (1979): أطاحت بنظام الشاه الموالي للغرب، ورفعت شعارات العداء لأميركا و"الشيطان الأكبر".
تصدير الثورة: تبنّت إيران استراتيجية دعم الجماعات الموالية لها في المنطقة (حزب الله، الحوثيين، الحشد الشعبي...).
النووي الإيراني: البرنامج النووي الإيراني شكّل مصدر قلق استراتيجي لدى إسرائيل والخليج، ودفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات وتهديدات متكررة.
2. طبيعة الحرب: مواجهة محسوبة أم مسرحية استراتيجية؟
أ. الضربات "المضبوطة"... لا تقتل ولكن تُخيف
في واحدة من أبرز الأحداث التي كشفت حقيقة هذا "الصراع المحسوب"، قامت الولايات المتحدة مؤخرًا بتوجيه ضربة جوية دقيقة إلى منشآت نووية إيرانية. لكن المفاجأة الكبرى كانت في أن:
المنشآت قد تم تفريغها بالكامل من محتوياتها قبل يومين فقط من الضربة، بالتنسيق مع الجانب الأميركي عبر قنوات خلفية.
ماذا يعني ذلك؟
لم تكن الضربة تهدف لإحداث ضرر فعلي، بل كانت رسالة سياسية داخلية وخارجية:
داخليًا: لإظهار حزم الإدارة الأميركية تجاه إيران.
خارجيًا: لطمأنة إسرائيل ودول الخليج أن "أميركا ما زالت موجودة".
الصفقة الضمنية تجنبت أي تصعيد أو خسائر فعلية، مما يؤكد وجود نوع من "التفاهمات الخفية" بين الطرفين.
3. الاستثمار السياسي في "الخطر الإيراني"
أ. واشنطن: سياسة الابتزاز الوقائي
منذ عهد ترامب، جرى استخدام إيران كفزاعة لابتزاز دول الخليج، خاصة السعودية:
صفقات سلاح بالمليارات.
تهديدات: "لولا حمايتنا لسقطت السعودية خلال أسبوعين".
ب. إسرائيل: تضخيم التهديد الإيراني لتوسيع النفوذ
تصف إيران بالعدو الأول، وتستخدم ذلك:
لتبرير الضربات في سوريا.
لتقريب العرب عبر اتفاقيات "أبراهام".
4. من المستفيد من مسرحية الحرب؟
شركات السلاح الأميركية التي تبيع ترسانات لا تُستخدم.
الأنظمة الغربية التي تبرر وجودها العسكري في الخليج.
إيران نفسها أحيانًا، التي تلوّح بخطرها للحصول على تنازلات أو تخفيف عقوبات.
5. الموقف الخليجي: بين الخوف والارتهان
دول الخليج لا تملك بديلًا حقيقيًا للحماية الأميركية.
ومع تغيّر التحالفات (الوساطة الصينية بين الرياض وطهران 2023)، بدأت بعض الانفراجات.
لكن رغم التحركات الدبلوماسية، لا يزال "الخطر الإيراني" حجة جاهزة لتحريك الخليج باتجاه واشنطن.
6. هل هناك فعلاً نية لحرب شاملة؟
لا مؤشرات على نية حقيقية للحرب، بل:
إيران تدرك حدود اللعب مع واشنطن.
أميركا لا تريد غرقًا جديدًا في المستنقع الشرق أوسطي.
إسرائيل تفضل عمليات نوعية ورسائل مركزة.
خلاصة: حرب تُدار لا لتُربَح... بل لتُستثمر
الهجوم الأميركي على منشآت نووية إيرانية بعد "تفريغها" بالتنسيق مع طهران، ليس مجرد حادث معزول، بل دليل على أن هناك إدارة دقيقة ومسرحية مدروسة للصراع. لا أحد يريد الحرب، لكن الجميع يستفيد من التلويح بها.
فإيران فزاعة تُستخدم وقت الحاجة:
لترهيب الخليج.
لتبرير إنفاق السلاح.
لتسجيل نقاط سياسية.
وللحفاظ على نظام مصالح يضمن استمرار واشنطن كلاعب رئيسي في الخليج.