السلام عليكم
الثلج لا يزال يتساقط بهدوء فوق "كليفلاند"، يغطي الشوارع والمباني بعباءة بيضاء قاتمة. الهواء بارد كأنه يحمل معه رسائل تحذيرية من المجهول. كل خطوة على الرصيف المثلج تصدر صوتًا خافتًا، لكنه يردد صدى الخوف الذي يعيشه احمد في داخله.
منذ أن غادر العيادة الخيرية مساء أمس، وهو يعيش في دوامة من الأسئلة التي لا تنتهي. المرأة ذات النظارة السوداء، ليلى، ما زالت تدور في ذهنه، وكلماتها التي بدت وكأنها تحمل مفتاح كل شيء:
"اليد الخفية التي قتلت زوجتك... لم تكن انتقامًا، بل كانت لإسكات صوت..."
احمد لم يستطع النوم، جلس في غرفته الضيقة، أمام خريطة كبيرة ملصقة على الحائط، فيها خطوط حمراء ترسم طرق هروبه، ومواقع اللقاءات المشبوهة التي رصدها. نظراته تتنقل بين نقاط الخريطة وكأنه يحاول فك شفرة سرية.
"هذا الرقم 924، ماذا يعني حقًا؟" تكرر السؤال في رأسه بلا جواب.
رنين الهاتف فجأة قطعه عن تفكيره، رفع السماعة بتردد، وإذا بصوت هادئ وبارد ينبعث من الطرف الآخر:
– "دكتوراحمد ، أنت الآن في دائرة الضوء. كل تحركاتك تُراقب. هذه فرصتك الأخيرة لتتوقف."
– "لن أتوقف عن البحث"، رد احمد بثبات، وعيونه تحدق في الظلام خلف النافذة.
انقطع الاتصال، لكن قلبه بدأ ينبض بقوة أكبر. كان يعلم أن الخطر أصبح أقرب من أي وقت مضى.
فجر اليوم التالي، غادر احمد غرفته متسللًا كظل بين أزقة المدينة المظلمة، وجهه مغطى بوشاح يقيه من برد الشتاء. قرر أن يعود إلى المستودع الذي رآه في الليلة الماضية. المستودع كان نقطة التقاء شبكة الظلال التي تحكم المدينة من خلف الستار.
وصل إلى المكان بحذر، حوله صمت قاتل، فقط صوت خطواته الخفيفة على الأرض المبللة بالثلج. عبر الباب الخشبي القديم، دخله ببطء.
داخل المستودع، رائحة الرطوبة ودهان قديم تعبق في الهواء، وأصوات خافتة تتسلل من غرفة صغيرة في الزاوية. اقترب احمد بهدوء، وألقى نظرة من خلال النافذة الصغيرة للغرفة.
رأى جهاز كمبيوتر قديم وشاشته تومض بخريطة رقمية معقدة، عليها نقاط وحركات تُظهر شبكة تهريب الأدوية والأسلحة، ومواعيد التحركات القادمة.
كان يفكر كيف ينقل هذه المعلومات للعالم الخارجي، فجأة، سمع صوت خطوات متسارعة خلفه. التفت ليجد ليلى تقف هناك، عيناها ملتهبتان بالنار.
– "أخبرتك أن هذا الطريق خطير،" قالت بهدوء، "لكنك مصمم على الوقوع في الفخ."
احمد نظر إليها بعينيه الثاقبتين وقال:
– "الحقيقة أغلى من حياتي، ليلى. يجب أن نكشف ما يحدث."
ليلى نظرت حولها، ثم همست:
– "هناك من يريدك ميتًا، ليس فقط من أجل ما تعرفه، بل لأنك أصبحت تهديدًا لوجودهم."
بعد دقائق، بدأ صوت خطوات كثيرة يقترب. احمد وليلى استعدا، عاقدين العزم على المواجهة. فتح احمد حقيبته وسحب مسدسًا صغيرًا، وأشارت ليلى إلى مخرج طارئ قريب.
لحظة الحسم كانت قريبة، والأعداء ليسوا مجرد رجال عاديين، بل فرقة من عملاء الظل، محترفون مدججون بالسلاح والخبرة.
بدأ تبادل إطلاق النار، القذائف تتصادم بالصمت القاتل، واحمد يحاول حماية ليلى، في حين تسلل هو خلف أحد الأعمدة لاختراق أمانهم.
في لحظة هدوء، استغل احمد الفرصة وركض نحو الكمبيوتر لنسخ الملفات، يديها ترتجفان من التوتر والبرد.
فجأة، انفتحت الباب بقوة، دخل أحد العملاء، واشتباك عنيف دار بينهما.
بكل قوته، استغل احمد ثغرة وضربه بقوة على رأسه، أسقطه أرضًا.
– "يجب أن نخرج من هنا!" قال احمد ليلى، وهو يحمل الحاسوب المحمول.
ركضا عبر الممرات الضيقة، صوت الأعداء خلفهم يقترب، ولكنهما تمكنا من الخروج عبر المخرج الطارئ وسط الثلج المتساقط.
في مكان آمن، جلسا يلهثان، وفتحت ليلى الحاسوب.
الملفات التي حصلوا عليها كانت مذهلة: أدلة على تورط مسؤولين كبار في عمليات تهريب أدویة ممنوعة، وتجارب على بشر بلا موافقة، وحتى قتل شهادات.
قالت ليلى بصوت متهدج:
– "هذه ليست مجرد شبكة تهريب، إنها مؤامرة على حياة الناس، وأنت الآن تحمل مفتاحها."
احمد نظر إلى الشاشات، ثم نظر إليها:
– "يجب أن نصل إلى الصحافة، لكن من يمكنه الوثوق بنا؟"
– "أنا أعرف من يمكننا الاعتماد عليه،" أجابت ليلى، "لكنها مخاطرة كبيرة."
احمد ابتسم ابتسامة حزينة، وأجاب:
– "الحقيقة تستحق أن نضحّي من أجلها."
في تلك اللحظة، رن هاتفاحمد مرة أخرى، وهذه المرة كان صوت أعمق وأكثر تهديدًا:
– "آخر تحذير، احمد. توقف الآن، أو استعد لمصير لا يُرحم."
ابتسم احمد، وقل له بصوت هادئ:
– "أنا لم أهرب طوال هذه السنوات لأقف الآن."
الثلج استمر بالتساقط، والمدينة تحت رحمة يد خفية تحاول إسكات الحقيقة، لكن احمد وليلى تعهدا أن يكشفوا كل شيء مهما كلف الأمر.
✦ تابعوا الحلقة القادمة حيث تكشف أوراق جديدة وأعداء جدد يظهرون في الظل. ✦
منذ أن غادر العيادة الخيرية مساء أمس، وهو يعيش في دوامة من الأسئلة التي لا تنتهي. المرأة ذات النظارة السوداء، ليلى، ما زالت تدور في ذهنه، وكلماتها التي بدت وكأنها تحمل مفتاح كل شيء:
"اليد الخفية التي قتلت زوجتك... لم تكن انتقامًا، بل كانت لإسكات صوت..."
احمد لم يستطع النوم، جلس في غرفته الضيقة، أمام خريطة كبيرة ملصقة على الحائط، فيها خطوط حمراء ترسم طرق هروبه، ومواقع اللقاءات المشبوهة التي رصدها. نظراته تتنقل بين نقاط الخريطة وكأنه يحاول فك شفرة سرية.
"هذا الرقم 924، ماذا يعني حقًا؟" تكرر السؤال في رأسه بلا جواب.
رنين الهاتف فجأة قطعه عن تفكيره، رفع السماعة بتردد، وإذا بصوت هادئ وبارد ينبعث من الطرف الآخر:
– "دكتوراحمد ، أنت الآن في دائرة الضوء. كل تحركاتك تُراقب. هذه فرصتك الأخيرة لتتوقف."
– "لن أتوقف عن البحث"، رد احمد بثبات، وعيونه تحدق في الظلام خلف النافذة.
انقطع الاتصال، لكن قلبه بدأ ينبض بقوة أكبر. كان يعلم أن الخطر أصبح أقرب من أي وقت مضى.
فجر اليوم التالي، غادر احمد غرفته متسللًا كظل بين أزقة المدينة المظلمة، وجهه مغطى بوشاح يقيه من برد الشتاء. قرر أن يعود إلى المستودع الذي رآه في الليلة الماضية. المستودع كان نقطة التقاء شبكة الظلال التي تحكم المدينة من خلف الستار.
وصل إلى المكان بحذر، حوله صمت قاتل، فقط صوت خطواته الخفيفة على الأرض المبللة بالثلج. عبر الباب الخشبي القديم، دخله ببطء.
داخل المستودع، رائحة الرطوبة ودهان قديم تعبق في الهواء، وأصوات خافتة تتسلل من غرفة صغيرة في الزاوية. اقترب احمد بهدوء، وألقى نظرة من خلال النافذة الصغيرة للغرفة.
رأى جهاز كمبيوتر قديم وشاشته تومض بخريطة رقمية معقدة، عليها نقاط وحركات تُظهر شبكة تهريب الأدوية والأسلحة، ومواعيد التحركات القادمة.
كان يفكر كيف ينقل هذه المعلومات للعالم الخارجي، فجأة، سمع صوت خطوات متسارعة خلفه. التفت ليجد ليلى تقف هناك، عيناها ملتهبتان بالنار.
– "أخبرتك أن هذا الطريق خطير،" قالت بهدوء، "لكنك مصمم على الوقوع في الفخ."
احمد نظر إليها بعينيه الثاقبتين وقال:
– "الحقيقة أغلى من حياتي، ليلى. يجب أن نكشف ما يحدث."
ليلى نظرت حولها، ثم همست:
– "هناك من يريدك ميتًا، ليس فقط من أجل ما تعرفه، بل لأنك أصبحت تهديدًا لوجودهم."
بعد دقائق، بدأ صوت خطوات كثيرة يقترب. احمد وليلى استعدا، عاقدين العزم على المواجهة. فتح احمد حقيبته وسحب مسدسًا صغيرًا، وأشارت ليلى إلى مخرج طارئ قريب.
لحظة الحسم كانت قريبة، والأعداء ليسوا مجرد رجال عاديين، بل فرقة من عملاء الظل، محترفون مدججون بالسلاح والخبرة.
بدأ تبادل إطلاق النار، القذائف تتصادم بالصمت القاتل، واحمد يحاول حماية ليلى، في حين تسلل هو خلف أحد الأعمدة لاختراق أمانهم.
في لحظة هدوء، استغل احمد الفرصة وركض نحو الكمبيوتر لنسخ الملفات، يديها ترتجفان من التوتر والبرد.
فجأة، انفتحت الباب بقوة، دخل أحد العملاء، واشتباك عنيف دار بينهما.
بكل قوته، استغل احمد ثغرة وضربه بقوة على رأسه، أسقطه أرضًا.
– "يجب أن نخرج من هنا!" قال احمد ليلى، وهو يحمل الحاسوب المحمول.
ركضا عبر الممرات الضيقة، صوت الأعداء خلفهم يقترب، ولكنهما تمكنا من الخروج عبر المخرج الطارئ وسط الثلج المتساقط.
في مكان آمن، جلسا يلهثان، وفتحت ليلى الحاسوب.
الملفات التي حصلوا عليها كانت مذهلة: أدلة على تورط مسؤولين كبار في عمليات تهريب أدویة ممنوعة، وتجارب على بشر بلا موافقة، وحتى قتل شهادات.
قالت ليلى بصوت متهدج:
– "هذه ليست مجرد شبكة تهريب، إنها مؤامرة على حياة الناس، وأنت الآن تحمل مفتاحها."
احمد نظر إلى الشاشات، ثم نظر إليها:
– "يجب أن نصل إلى الصحافة، لكن من يمكنه الوثوق بنا؟"
– "أنا أعرف من يمكننا الاعتماد عليه،" أجابت ليلى، "لكنها مخاطرة كبيرة."
احمد ابتسم ابتسامة حزينة، وأجاب:
– "الحقيقة تستحق أن نضحّي من أجلها."
في تلك اللحظة، رن هاتفاحمد مرة أخرى، وهذه المرة كان صوت أعمق وأكثر تهديدًا:
– "آخر تحذير، احمد. توقف الآن، أو استعد لمصير لا يُرحم."
ابتسم احمد، وقل له بصوت هادئ:
– "أنا لم أهرب طوال هذه السنوات لأقف الآن."
الثلج استمر بالتساقط، والمدينة تحت رحمة يد خفية تحاول إسكات الحقيقة، لكن احمد وليلى تعهدا أن يكشفوا كل شيء مهما كلف الأمر.
✦ تابعوا الحلقة القادمة حيث تكشف أوراق جديدة وأعداء جدد يظهرون في الظل. ✦
وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله …
والسلام عليكم و رحمة الله.