"خطابات محمد السادس: رسائل بين السطور لشعب لم ينتبه بعد"
السلام عليكم
"حين يتكلم الملك... فافهم ما بين السطور"
بقلم: [جواد الليل]
يا أبناء وطني،
لسنواتٍ طويلةٍ كنت أتابع، كما الكثير منكم، خطابات جلالة الملك محمد السادس.
لكن مع الوقت، ومع تكرار بعض العبارات، بدأت أرى ما لم يكن يُقال صراحةً، بل يُقال بلغةٍ أخرى…
لغة الرموز. لغة الرسائل المشفّرة التي لا تُوجَّه إلى الأذن، بل إلى الضمير.
"أتساءل: أين الثروة؟"
حين قالها جلالته في أحد خطاباته سنة 2014، ظنّ البعض أنها مجرّد تساؤل عابر.
لكن هل من عادة ملك البلاد أن يطرح سؤالًا دون معرفة جوابه؟
هل يُلقي سؤالًا بهذه الخطورة على مسامع الملايين عبثًا؟
لا يا سادة،
كانت تلك جملة مُرمّزة، زلزالًا ناعمًا، اختصر فيها الملك حقيقة مؤلمة: أن الثروة تُنتج في المغرب، ولكن لا تعود لأصحابها، بل تتسرّب كالماء من بين أصابع الفقراء، إلى الجيوب المغلقة، إلى من تعوّدوا على الريع كأنه حقٌّ وراثي.
"المسؤولون الذين لا يقومون بواجبهم"
في أكثر من خطاب، وبصيغ مختلفة، وجّه جلالته كلامًا واضحًا لمن يتقلدون المناصب دون أن يتحملوا المسؤولية.
كلام لا يحمل أسماء، ولا تواريخ، لكنه يحمل شيئًا أقوى من ذلك: اتهامًا أخلاقيًا مباشرًا.
حين يقول الملك:
"كفى من التهاون واللامسؤولية. على من لا يستطيع خدمة الوطن أن ينسحب بشرف."
فهو لا يُطلق شعارات، بل يرفع بطاقة حمراء، وينتظر منّا —نحن الشعب— أن نفهم، أن نُطالب، أن نُحاسب.
الخطاب ليس نشرة أخبار… بل شيفرة وطنية
جلالته لا يخاطبنا بلغة مباشرة دائمًا، لأنه يعلم أن المشكل ليس في القوانين فقط، بل في العقول التي تُفسدها، وفي الضمائر التي نامت.
هو يعرف من يسرق، ويعرف من يُخادع، ولكنه اختار أن يقول:
"الذي لا ضمير له، لا مكان له."
بصيغة تُشعل نارًا في صدر من يفهم الرسالة.
نحن من يجب أن يقرأ الرسالة
يا شعب المغرب،
حين يتكلم الملك عن الفقر، عن التعليم، عن التفاوت، فهو لا يكتب خطبة جمعة، بل يُعطينا خريطة طريق...
لكننا اعتدنا الاستماع دون فهم، والتصفيق دون مراجعة.
نحن بحاجة إلى أن نعود لتلك الخطابات، نحللها كما تُحلل رسائل المخابرات، لأنها في الحقيقة رسائل أمل وتحذير وتحفيز… في آنٍ واحد.
الخلاصة:
إن الملك محمد السادس، حفظه الله، لا يتكلم ليملأ فراغًا إعلاميًا، بل كل جملة يقولها تُكتب بعناية، وتُبنى بعقل الدولة، وحرقة المواطن، ومسؤولية القائد.
فيا أبناء وطني:
اقرأوا خطاب ملككم كما يجب.
افهموا حين يصمت، وتدبّروا حين يُلمّح.
لأن بين السطور، توجد الحقيقة.
والسلام على وطنٍ يستحق الفهم، لا فقط السمع.
بقلم: [جواد الليل]
يا أبناء وطني،
لسنواتٍ طويلةٍ كنت أتابع، كما الكثير منكم، خطابات جلالة الملك محمد السادس.
لكن مع الوقت، ومع تكرار بعض العبارات، بدأت أرى ما لم يكن يُقال صراحةً، بل يُقال بلغةٍ أخرى…
لغة الرموز. لغة الرسائل المشفّرة التي لا تُوجَّه إلى الأذن، بل إلى الضمير.
"أتساءل: أين الثروة؟"
حين قالها جلالته في أحد خطاباته سنة 2014، ظنّ البعض أنها مجرّد تساؤل عابر.
لكن هل من عادة ملك البلاد أن يطرح سؤالًا دون معرفة جوابه؟
هل يُلقي سؤالًا بهذه الخطورة على مسامع الملايين عبثًا؟
لا يا سادة،
كانت تلك جملة مُرمّزة، زلزالًا ناعمًا، اختصر فيها الملك حقيقة مؤلمة: أن الثروة تُنتج في المغرب، ولكن لا تعود لأصحابها، بل تتسرّب كالماء من بين أصابع الفقراء، إلى الجيوب المغلقة، إلى من تعوّدوا على الريع كأنه حقٌّ وراثي.
"المسؤولون الذين لا يقومون بواجبهم"
في أكثر من خطاب، وبصيغ مختلفة، وجّه جلالته كلامًا واضحًا لمن يتقلدون المناصب دون أن يتحملوا المسؤولية.
كلام لا يحمل أسماء، ولا تواريخ، لكنه يحمل شيئًا أقوى من ذلك: اتهامًا أخلاقيًا مباشرًا.
حين يقول الملك:
"كفى من التهاون واللامسؤولية. على من لا يستطيع خدمة الوطن أن ينسحب بشرف."
فهو لا يُطلق شعارات، بل يرفع بطاقة حمراء، وينتظر منّا —نحن الشعب— أن نفهم، أن نُطالب، أن نُحاسب.
الخطاب ليس نشرة أخبار… بل شيفرة وطنية
جلالته لا يخاطبنا بلغة مباشرة دائمًا، لأنه يعلم أن المشكل ليس في القوانين فقط، بل في العقول التي تُفسدها، وفي الضمائر التي نامت.
هو يعرف من يسرق، ويعرف من يُخادع، ولكنه اختار أن يقول:
"الذي لا ضمير له، لا مكان له."
بصيغة تُشعل نارًا في صدر من يفهم الرسالة.
نحن من يجب أن يقرأ الرسالة
يا شعب المغرب،
حين يتكلم الملك عن الفقر، عن التعليم، عن التفاوت، فهو لا يكتب خطبة جمعة، بل يُعطينا خريطة طريق...
لكننا اعتدنا الاستماع دون فهم، والتصفيق دون مراجعة.
نحن بحاجة إلى أن نعود لتلك الخطابات، نحللها كما تُحلل رسائل المخابرات، لأنها في الحقيقة رسائل أمل وتحذير وتحفيز… في آنٍ واحد.
الخلاصة:
إن الملك محمد السادس، حفظه الله، لا يتكلم ليملأ فراغًا إعلاميًا، بل كل جملة يقولها تُكتب بعناية، وتُبنى بعقل الدولة، وحرقة المواطن، ومسؤولية القائد.
فيا أبناء وطني:
اقرأوا خطاب ملككم كما يجب.
افهموا حين يصمت، وتدبّروا حين يُلمّح.
لأن بين السطور، توجد الحقيقة.
والسلام على وطنٍ يستحق الفهم، لا فقط السمع.